ثقافة إسلامية





القنوط  من رحمة الله 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ 
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
عرّف علماء الأخلاق القنوط بأنّه أعلى درجات اليأس وقالوا أن القنوط أخص من اليأس
 بمعنى أن اليأس هو إنعدام الأمل في القلب ومتى إنعكس هذا وتجلى في مظهره الخارجي
 ومن خلال كلماته تحول إلى قنوط ويعتبر القنوط من كبائر الذنوب لأنه عملياً إساءة الظنّ بالله
والتشكيك في رحمته ومغفرته وايضاً وهو الأخطر التشكيك في صدق وعده وقدرته
 وهذا ما سنفصله لاحقاً 
 وهذا الذنب في الواقع موضع إبتلاء الكثير منا فأحياناً نعبرعن هذا لفظياً
واحياناً أخرى نعبرمن خلال أعمالنا واسلوب حياتنا وحالات الإحباط التي تعترينا مثلا غالبية الناس
تقول أن الله هو الرزاق ولكن قلبياً تعيش الشك واليأس من هذه الرازقية والمثال كثيرة     
وللقنوط مراتب منها
القنوط من رحمة الله بمعنى أن مرتكب المعاصي والذنوب يصل فيه الأمر للإعتقاد
 بأن الله لن يغفر له  ولو تاب وأناب وإستغفر
 وهذا بالطبع يتعارض مع الكم الهائل من الأحاديث الشريفة  الواردة عن المعصومين (ع)
قال علي (ع) : " عجبت لمن يقنط ومعه الإستغفار "
وقال (ع) : " لا تيأس لذنبك وباب التوبة مفتوح "
وقال (ع) : " الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها من العابد المقنط "
والمقصود هنا أن الفاجر يطلب رحمة الله بحرقة وندم وعمله افضل من ذاك العابد الذي يعتقد
 أنه هو من يمسك باقفال أبواب الجنة فيُدخل من يشاء ويُخرج من يشاء منها اي أنه بأقواله
 يبعد الناس عن الحضرة الإلهية فعمله لا قيمة له عملياً وما أجمل هذا الحديث القدسي
" أهل طاعتي في نعمتي وأهل شكري في زيادتي وأهل ذكري في نعمتي وأهل معصيتي
لا أويئسهم من رحمتي إن تابوا وإن دعوا فأنا مجيبهم """
وايضا من مراتب القنوط هو عدم الإعتقاد بإستجابة الدعاء مع ما وعد الله به 
وهذا يدل على إنعدام اليقين  فإذا ما إبتلاه الله ببلاء ما فيؤس قنوط  
مع أن فلسفة الوجود والحياة قائمة على الإمتحان والإختبار والإبتلاء
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }
قال علي (ع): " أعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض قد اذن لك في الدعاء
 وتكفل لك بالإجابة  فلا يقنطك إبطاء إجابته فإن العطية على قدر النية "
لاحظوا العبارة الأخيرة (( على قدر النية)) اي على قدر نية العبد وظنه بالله لأن كل ما تقدم أعلاه
منشأه سوء الظن بالله ومن أجل هذا اعتُبر القنوط  من الكبائر
 وإن هذا القنوط سيكون له إنعكاسات خطيرة وسلبية على الإنسان يقول الشهيد أية الله دستغيب :
" القنوط من رحمة الله علامة زوال الإستعداد لسعادة العبد والسقوط عن الفطرة الأولية
 بسبب الإنقطاع عن الله إذ لو بقي لدى العبد شيء من نور الفطرة لبقي أثره وهو الأمل بالله تعالى "
ومرت أعلاه إشارة لمن يُقّنط الناس من رحمة الله نعززها بمقطع 
من وصية لأمير المؤمنين لولده الحسين(ع) :
" أي بني لا تؤيس مذنباً فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير وكم من مُقبل على عمله
 مفسد في آخر  عمره صائر إلى النار نعوذ بالله منها "
واختم بحديث لرسول الله (ص) غزير المعاني ككل أحاديثه 
قال رسول الله (ص) وهو على المنبر :
" والله الذي لا إله إلا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له ..
 والله الذي لا إله إلا هو لا يُعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار إلا بسوء ظنه وتقصيره من رجائه  .
.. والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد بالله إلا كان عند ظنه لأن الله كريم يستحي
أن يكون عبد مؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وإرغبوا إليه  "
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كفعمي العاملي

إذا إشتملتْ على اليأس القلوبُ *** وضاق لما به الصدر الرحيب
واوطنت المكاره وإستقرت *** وارست أماكنها الخطوبُ
ولم ترَ لإنكشاف الضرّ وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ *** يَمُنّ به اللطيف المستجيبُ
وكل الحادثات إذا تناهتْ *** فموصولٌ بها فرجٌ قريبُ




المرأة والأم في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

الأوامر التي يعطيها الإسلام للرجل والمرأة هي ذاتها وعندما يتحدث عن الإحترام للأب والأم
يطرح اسم الأم بشكل منفصل ففي بعض الآيات نرى أن الخطاب مشترك كما في قوله تعالى
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
 فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا 
فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ  وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }
لكنه مع كل هذه العناية والتبجيلات المشتركة عندما يريد ان يتحدث عن اتعاب الأب والأم يسهب
 في الحديث  عن تعب الأم ويفصل في شرح المراحل مرحلة الحمل والولادة والإرضاع كقوله تعالى
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
 وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
 إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
من خلال هذا يريد الله أن يبين عظيم منزلة الأم وحقها إضافة إلى مسؤولياتها التربوية التي تتركز
في ثلاثين شهراً بالأخص لا يملكها الرجل وجهده محصور في تكليف واحد وهو ما ذكره الله بقوله تعالى
{....وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا ...}
فالأب وظيفته الأولية في أصل النطفة ان يأكل حلالاً اما الأم فهي تغذي الطفل حولين كاملين
 ومسؤولة عن حفظه فلها تكليفين في حفظ شخصين وأفكارها تؤثر في الطفل
وفي الحديث النبوي المشهور " أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك " 
إشارة نبوية صريحة وواضحة ممن لا ينطق عن الهوى لعناية الإسلام بالأم على وجه الخصوص
وهذا التكرار الثلاثي خير دليل  
 ومن خلال ما بينا من عظيم مسؤولية الأم في الثلاثين شهر فقط دون الحديث عن المراحل الأخرى
 والتي هي أكثر بمراتب من الرجل في كل الميادين نسأل
 أو ليست عظمة المرأة تكمن هنا ؟
تلك المسؤولية التي إنتخبها الله لها قد لا تستطيع المرأة أن تحمل حملاً اثقل من حمل الرجل
ولكن حملها للجنين في أحشائها يفوق معنوياً اثقال الرجل التي تُحمل على الكتف والظهر
فالخلاصة أن للمرأة حساب خاص في الشريعة الإسلامية فخطاب الله يتميز بقدر تميزها
 لقد استضاف الله المرأة لمحراب العبادة قبل الرجل بعدة سنوات فأوجب عليها الصوم والصلاة والحج
والتكاليف الأخرى وهذا عند من يفقهه معناه الشرف والتكريم والفضيلة لها
حتى اننا نجد في بعض الكتب الروائية آداب خاصة للمرأة كآداب صلاة المرأة كيف تقف 
وكيف تركع ووووو
بحيث يكون أكثر موافقة لعفافها كل هذه شواهد تدل على منزلة ورفعة المرأة وهذه المعنويات 
هي ما يجب  أن تدركه وتعيشه بدل الإستغراق في الماديات التي يُغرونها بها
المرأة ريحانة نعم فهي تحتاج عناية خاصة بيد بستاني خبير وهذا البستاني هو القرآن والإسلام
وليس الحضارة المزيفة التي تضخ السموم في جذور هذه الريحانة فتشوهها وتقتل فيها جمالها ورقتها
والحمد لله رب العالمين
أسألكم الدعاء


من هو المؤمن ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلَّ على محمد وآل محمد

كثيراً ما نسمع بكلمة الإيمان والمؤمنين ولكننا نغفل عن الصفات الحقيقية والتي يجب أن يتحلى بها المؤمن ومن خلال بحث بسيط في بعض الكتب الروائية إستخرجت هذه الطائفة التي تذكر صفات المؤمن فتعالوا معي أيها الأعزاء نتأملها قليلاً ولا تملوا من قرائتها أو تمروا عليها مرور الكرام لعل يكون فيها ذكرى وموعظة لنا

المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم

المؤمن يسير المؤنة
المؤمن كيّس فطن حذر
المؤمن آلف مألوف
المؤمن لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحبّ
المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص
المؤمن من وقى دينه بدنياه
المؤمن مرآة لأخيه المؤمن
المؤمن قيّده القرآن عن كثير من هوى نفسه
المؤمن كالغريب في الدنيا لا يأنس في عزّها ولا يجزع في ذلّها
المؤمن الذي نفسه منه في عناء والناس منه في راحة
المؤمن منفعة إن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك وكل شيء من أمره منفعة
المؤمن إذا سُئل أسعف وإذا سَئل خفف
المؤمن شاكر في السراء صابر في البلاء خائف في الرخاء
المؤمن عفيف في الغنى متنّزه في الدنيا
المؤمن يقظان ينتظر إحدى الحسنيين
المؤمن من طهّر قلبه من الريبة
المؤمن دائم الذكر كثير الفكر
المؤمن غرّ كريم
المؤمن يغار والله أشد غيرة
المؤمن عزيز في دينه
المؤمن حليم لا يجهل وإن جُهل عليه يحلم ولا يظلم وإن ظُلم غفر
المؤمن هيّن ليّن حتى تخاله من اللين أحمق
المؤمن أمين على نفسه غالب لهواه وحسّه
المؤمن يصمت ليسلم وينطق ليغنم
المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص في فقه
المؤمن أخو المؤمن لا يدع نصيحته على كل حال
وأخيراً المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفساً يكره الرفعة ويشنأ السمعه طويل غمّه بعيد همه كثير صمته مشغول وقته شكور صبور مغمور بفكرته ضنين بخلته سهل الخليقة ليّن العريكة نفسه أصلد من الصّلد وقور عند الهزاهز ثبوت عند المكاره صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي



من هو المفلس ؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد 
قال رسول الله (ص) لإصحابه : أتدرون من المفلس ؟ 
قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع 
قال : إن المفلس من أمتيّ من أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيُعطى هذا من حسناته فإن فُنيت النّار 
نعوذ بالله أن نكون ممن يحمل أثقالاً مع أثقاله يوم القيامة 
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى }
أسالكم الدعاء 
كفعمي العاملي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق