الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

بحث عام حول حقوق المرأة


بحث عام حول حقوق المرأة



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد

مع بداية ما يسمى عصر النهضة  في اوروبا برزت مجموعة من النظريات والافكار التي تناولت مختلف أوجه الحياة ومنها فكرة إعطاء المرأة الحرية ولعل من أهم اسبابها ما كانت تعانيه المرأة في اوروبا  قبل هذه الفترة وخصوصاً في العصور الوسطى خلال سيطرت الكنيسة المسيحية وتعاظمت هذه الفكرة بعد الحرب العالمية الثانية والتي ساهمت إضافة لإسباب اخرى في القضاءعلى العلاقات الاجتماعية والاسرية والتقاليد المعهودة والقيم الدينية والاخلاقية في اوروبا وامام هذا السيل من النظريات والافكار ظهر في عالمنا الاسلامي والعربي ثلاث تيارات :
- التيار الاول : تيار مقاوم ومعارض اتسم بالتعصب الاعمى والاتكاء على أفكار بالية ووقف عاجزاً امام هذا السيل برفضه كل هذه الافكار سلة واحدة وساهم من حيث لا يريد في هدم مجتمعاتنا
- التيار الثاني : تيار الاستسلام والانسحاق والانبهار والترويج لهذه الافكار وكان من اقوى عوامل التي ساهمت في تفتيت وهدم مجتمعاتنا
- التيار الثالث: تيار وسطي تسلح بتراثنا وديننا وثقافتنا وحاول البناء عليها لمواجهة هذه الافكار ونقدها وتمييز الغث من السمين علماً أنه في البداية كان ضعيفاً وغير متماسك مما اعطى فرصة لوحش هذه الافكار والنظريات من غرز مخالبه في مجتمعاتنا وآثارها ظاهرة بوضوح
والآن السوأل المطروح ما العمل ؟
نجيب عن هذا السوأل وبدون إطالة  وبما يسمح به الحال إن الخطوة الاولى هي العودة إلى الذات والدين والتراث والتاريخ
 ولكن كيف ؟  إن القضية الاساس تتلخص في كيفية الفهم ولنأخذ قضية المرأة  كمثال  فنحن الشيعة نتمسك بأهل البيت  وولايتهم بقوة  وصراحة ونعتبرهم مظهراً للقيم الانسانية السامية  فقيمهم وقدوتهم لا تختص ولا تنحصر بنا وحدنا  بل تشمل الناس كافة فكل من يؤمن بالقيم السامية والانسانية يعترف أن تلك القدوة ظهرت من بيت صغير لكنها اضاءت التاريخ ( لا يهمني هنا الاعلام المسموم التي كانت وما زالت تبثه اجهزت الخلافة والسلاطين) فهذه القيم والقدوات مشكلتنا معها مشكلة فهم ووعي  مشكلة المرأة المعاصرة أنها لم تعي وتفهم أن ارفع  واسنى واسمى قيمة وقدوة تاريخية للمرأة هي فاطمة الزهراء  لم تدرس فاطمة الام  وفاطمة الزوجة  وفاطمة العابدة والمجاهدة  وإلا كانت أدركت عدم ضرورة الاستجابة  للدعوات الغربية المنحرفة الوافدة تحت مسميات الحداثة في سبيل التحرر من قيم بالية وتقاليد رجعية بائدة فعندما وقفت المرأة بين افكارمنحرفة وتقاليد بالية لم تدرك أن هناك خيار ثالث راقي وسامي يرفعها مكاناً عليا بل اخلدت إلى الارض اختارت  أن تخرج من العبودية إلى العبودية رفضت الحرية المسؤولة خرجت إلى أهوائها  وعريها  واسترقاقها بقدميها  وهي تحسب أنها تُحسن صنعا وضعوا لها فخاً وخدعوها فسقطت فيه بملء ارادتها
إن أكبر اكذوبة في التاريخ  هي تحرير الانسان من عبودية الدين  فأين هو هذا التحرر  لقد تحول الانسان من عبودية الاله الواحد الاحد الى عبودية الذات والمال والالة وآلاف الالهة والاصنام لقد حاول الغرب ايجاد دواء لمرض كانوا هم يعانون منه كانوا يعانون من تسلط الكنيسة التي فرضت عليهم دين وإله ليس من الدين والالوهية بشيء  نتج عنه مقولات كالدين أفيون الشعوب وأصالة الانسان , مجتمعاتنا لم تكن تعاني مثل هذه الامراض وبالتالي لم نكن بحاجة لمثل هذه الادوية نعم لم نكن معافين ولكن شفاءنا كان يحتاج لعلاج من نوع آخر النتيجة اننا اصبحنا بحاجةً للشفاء من الامراض التي تسبب بها الغرب أولاً ومن ثم مداواة امراضنا وعللنا الخاصة
نحن في الشرق كثيراً ما نتحدث عن الاستعمار الغربي لكن هناك توضيح مهم أيضاً واساسي يجب الالتفات إليه وفي عصرنا أصبح جلي أن هناك طبقة عالمية تستعمر وتسخر الشرق والغرب وهم مجموعة من الرأسماليين  والعلماء والمفكرين  والسياسين موزعين في مختلف الدول والملاحظ أن اغلبهم من اليهود المتصهينين وهذه ملاحظة بالغة الاهمية وجديرة بالتوقف عندها ودراستها بتمعن
إن اكبر المنتجات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية التي اوجدتها هذه القوة كبديل عن القيم والمثل السامية  تتمحور حول العنف والجنس التي ينتج عنها الحروب  والمجازر المتنقلة إضافة إلى ضخ اعلامي ( افلام– مجلات – صحف- قنوات فضائية – انترنت ) خطير يشرف عليه علماء النفس والاجتماع إن اشاعة النظرية الفرويدية التي تدعو من ضمن ماتدعو إليه إلى تحرير الجيل الشاب والاعتقاد بأصالة النزعة الجنسية  يدخل ضمن هذا السياق  والادهى تبني مجموعة من المرتزقة في مجتمعاتنا هذه النظرية ونشرها وتهيئة الاجواء لها
عود على بدء  ما العمل ؟
 هناك بحث اساسي يختلط  في اذهاننا وهو الفرز بين قضيتين الدين و التقاليد  وطالما حصل بينهم تداخل على امتداد التاريخ  نتيجة امتزاج العقائد  بالأذواق الاجتماعية والحقوقية والقيم والاحكام الاسلامية في كل المجالات كالاقتصاد والاجتماع والمرأة والاسرة وهنا مربط الفرس  فإذا منحنا المرأة حقوقها الانسانية  والاسلامية بعيداً عن التقاليد  والاعراف البالية نكون قد اعددنا أفضل عنصر قادر على  مجابهة  الدعوات المنحرفة إلى حرية المرأة  فعلى سبيل المثال لا الحصر ما الضير بإعطاء المرأة حرية العمل أو قيادة السيارة ً مع الحفاظ على الضوابط الشرعية  ؟  اين المشكة في تعليم المرأة  وحصولها على وظائف في مراتب مرتفعة ؟  فلو نظرنا إلى انقى  واصفى مثل للمرأة في الاسلام  وعلى مستوى البشرية فاطمة عليها السلام  التي كانت تؤدي دورها في المجتمع  والمسجد  والبيت كان لها دور في المجابهة الاجتماعية والسياسية و التعليمية إضافة إلى دورها في المنزل  وتربية الاطفال أي امرأة  تؤمن بالقيم الخالدة  إذا عُرض مثال زينب الوعي والثورة والرفض والإباء والصلابة ترفض ولا تعترف ؟ هذا ماعندنا فليأتوا بما عندهم أين مثالهم ؟  نعم عندما تقر أ أي إمرأة  فاطمة وزينب تفهم وتعي فاطمة التي لا تنوح على ابيها  فقط بل فاطمة التي تقف أمام الطاغوت وتطالب بحق هذه الأمة نعم عندما كانت فاطمة تطالب بفدك لم تكن تطالب بحقها من يقول هذا لا يفهم فاطمة وزينب التي تلطم اخيها الحسين في كربلاء وتقطع الافئدة بأنينها هي زينب التي تقف بكل صلابة  وإباء أمام يزيد الطاغية  وابن زياد الملعون لتدافع عن الاسلام كله لا عن اهل بيتها فقط  المصروعين بأرض الفلاة  هذه المرأة التي يصنعها الاسلام هذا النموذج الراقي للمرأة المسلمة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق