إجعل نفسك ميزاناً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
" إجعل نفسك ميزاناً في ما بينك
وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره لغيرك ما تكره لها ولا تظلم كما لا تُحب
أن تُظلم وأحسن كما تُحب أن يُحسن إليك وإستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك "
إستوقفتني هذه الحكمة لسيد البلاغاء وإمام الأتقياء علي (ع) وهي ككل
كلامه تختزن من المعاني والمفاهيم ما يُسحر الألباب ولست هنا أنا القليل في مقام
تقييم كلام مولاي ولكن أحببت الإشارة إلى ما إستوقفني فيه وهو الجانب الإجتماعي
فهي حكمة ذهبية وقاعدة إجتماعية لا أغالي إذا قلت انها وحدها لو إلتزمنا بها
لتحولت مجتمعاتنا تحول جذري
الحكمة بشكل عام تشير إلى الإعتماد والحث على التخلق بخلق الحق
والعدل وتخيلوا معي لو أن كل فرد من أفراد المجتمع وحيثما تواجد في بيته أو عمله
أو أي مكان آخر ومهما كان مقامه الإجتماعي رب أسرة أو حاكم رجل او إمرأة جعل نفسه
ميزاناً فتمنى للآخرين ما يتمناه لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه وتحاشى ظلم واحسن
إلى الناس كيف ستكون طبيعة مجتمعاتنا ؟
من أجل هذا قلت لا مغالاة أن هذه الكلمات المعدودات فيها صلاح
المجتمعات لو عُمل بها
الغريب ان ثقافتنا غنية وثرية بمثل هذه النظريات الإجتماعية ولكن
نهملها ونذهب للبحث عن نظريات من الغرب ومن هنا وهناك لنجري عليها تجارب في
مجتمعاتنا فلا نحصد إلا الخيبة والفشل فحالنا كالظمآن الجالس على بئر ماء
قد يبادر البعض إلى القول أن هذا من النظريات المثالية الغير قابلة
للتطبيق ولكن هل افاض علينا علي (ع) هذا السلسبيل العذب كي نبقيه على رفوف
المكتبات ونتغنى به وندعي بعدها أننا من شيعة هذا العظيم
هذه النظريات ليست من المثالية في شيء هي قواعد تحتاج أن نبادر
كأفراد إلى تطبيقها في دوائرنا الضيقة على الأقل في منتدياتنا وعائلاتنا ومع
جيراننا واخواننا كي نقطف ونجني ثمارها
نسأل الله تعالى أن نحيا حياة محمد وآل محمد وان نموت مماتهم وان
نقتدي بأقوالهم وافعالهم
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق