الجمعة، 27 يوليو 2012

الإدلة على إيمان أبي طالب (مؤمن قريش ) رضوان الله عليه






يذهب الشيعة إلى القول بإيمان أبي طالب فما هي أدلتهم ؟

كما هو معلوم وبديهي إن أبرز دليل على إيمان أحد هو اقواله وأفعاله وما صرّح به أبو طالب وخصوصاً من خلال أشعاره لهو أكبر دليل على ما يذهب إليه الشيعة ولو قال بعض ما قاله غيره لتبرع من يرفعون لواء نظرية عدالة الصحابة بالتبجيل له والإرتفاع به لدرجة العصمة ولكن مشكلة ابو طالب أنه والد علي عليه السلام وهنا لابد أن تلعب الاحقاد البدرية والأُحُدية والخيبرية والحنينية تجاه علي عليه السلام دورها في صدور القوم فتمنعهم لا شعورياً بالإذعان والإعتراف بإيمان والده المعظم مع صرخاته المدويّة التي يُعلن بهااسلامه على رؤوس الاشهاد والعجيب أنهم يدافعون بشراسة عن بعض من تفوهوا بالشهادتين والسيف على أم رأسهم وقلوبهم لم تعرف الإيمان قط ويشهدون بصحبة من رأى النبي (ص) ولو كان طفلاً صغيراً وعندما يأتي الدور على أبي طالب يتهمونه بالشرك ولا أدري هل غاب عنهم قوله تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
وغاب عنهم أن جبرائيل عليه السلام قال للنبي (ص) معزياً :" ذهب ناصرك من الدنيا فهاجر " قال ابن ابي الحديد في شرحه ج3 ص312 : روي باسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبد المطلب وبعضها عن ابي بكر بن ابي قحافة ان ابا طالب ما مات حتى قال : لا اله الا الله محمد رسول الله
والخبر مشهور أن ابا طالب عند الموت قال كلاماً خفياً فاصغى اليه اخوه العباس.
وروي عن علي عليه السلام انه قال : ما مات ابو طالب حتى اعطى رسول الله من نفسه الرضا
وذكر ابو الفرا والشعراني عن ابن عباس : ان ابا طالب لمّا اشتد مرضه قال له رسول الله (ص) : يا عم قلها استحلّ لك بها الشفاعة يوم القيامة يعني الشهادة فقال ابو طالب : يا ابن اخي لولا مخافة السبّة وان تقول قريش انما قلتهاجزعاً من الموقت لقلتها فلما تقارب من ابي طالب الموت جعل يحرّك شفتيه فاصغى اليه العباس باذنه وقال : والله يا ابن اخي لقد قال الكلمة التي أمَرتَه أن يقولها
فقال رسول الله (ص) : الحمد لله الذي هداك يا عم
بكل الأحوال وبمعزل عن مرّ أعلاه ذكرنا من أن أبرز الأدلة على إسلام رجل هو اقواله
واليكم بعض أشعاره :

قال وهو يخاطب النجاشي ويرغبه في الاسلام ونصرة النبي (ص)
تَعَلَّمْ مَلِيكَالْحَبَشِ أَنَّ مُحَمَّداً *** نَبِيٌّ كَمُوسَى وَ الْمَسِيحِ ابْنِمَرْيَمَ‏
أَتَى بِالْهُدَى مِثْلَ الَّذِي أَتَيَا بِهِ *** وَ كُلٌّ بِحَمْدِاللَّهِ يَهْدِي وَ يَعْصِمُ‏
وَ أَنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ *** بِصِدْقِ حَدِيثٍ لَا حَدِيثِ الْمُرَجَّمِ‏
وَ لَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ نِدّاًوَ أَسْلِمُوا *** فَإِنَّ طَرِيقَ الْحَقِّ لَيْسَ بِمُظْلَم‏

قال عليه السلام وهو يخاطب حمزة بن عبد المطلب يبدي سروره باسلامه :

فَصَبْراً أَبَا يَعْلَى عَلَى دِينِ أَحْمَدَ *** وَ كُنْ مُظْهِراً لِلدِّينِ وُفِّقْتَ صَابِراً
فَقَدْ سَرَّنِي إِذْ قُلْتَ إِنَّكَ مُؤْمِنٌ *** فَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ فِي اللَّهِ نَاصِراً
وَ نَادِ قُرَيْشاً بِالَّذِي قَدْ أَتَيْتَهُ *** جِهَاراً وَ قُلْ مَا كَانَ أَحْمَدُ سَاحِرا

قوله :

حَمَيْتُ الرَّسُولَ رَسُولَ الْإِلَهِ *** بِبَيْضٍ تَلَأْلَأُ مِثْلَ الْبُرُوقِ‏
أَذُبُّ وَ أَحْمِي رَسُولَ الْإِلَهِ *** حِمَايَةَ عَمٍّ عَلَيْهِ شَفُوق‏

في شرح ابن ابي الحديد ج3 ص214 روى عن علي عليه السلام قال : قال ابي : يا بني الزم ابن عمك فانك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل ثم قال لي:

إِنَّ الْوَثِيقَةَ فِي لُزُومِ مُحَمَّدٍ *** فَاشْدُدْ بِصُحْبَتِهِ عَلَى يَدَيْكَا
وقوله :

إِنَّ عَلِيّاً وَجَعْفَراً ثِقَتِي *** عِنْدَ مُلِمِّ الزَّمَانِ وَ النُّوَبِ‏
لَا تَخْذُلَاوَ انْصُرا ابْنَ عَمِّكُمَا *** أَخِي لِأُمِّي مِنْ بَيْنِهِمْ وَ أَبِي‏
وَاللَّهِ لَا أَخْذُلُ النَّبِيَّ وَ لَا *** يَخْذُلُهُ مِنْ بَنِيَّ ذُو حَسَب‏

قوله وهو يخاطب النبي (ص)

فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ *** وَ أَبْشِرْ بِذَاكَ وَ قَرَّ مِنْكَ عُيُونا
وَ دَعَوْتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحٌ *** فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَ كُنْتَ قُدْماً أَمِيناً
وَعَرَضْتَ دِيناً قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ *** مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينا

أَنْتَ الْأَمِينُ أَمِينُ اللَّهِ لَا كَذَبَ *** وَالصَّادِقُ الْقَوْلُ لَا لَهْوَ وَ لَا لَعِبَ‏
أَنْتَ الرَّسُولُ رَسُولُ اللَّهِ نَعْلَمُهُ *** عَلَيْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُب

قوله في وصف النبي (ص)
أمين حبيب في العباد مسوم *** بخاتم ربقاهر في الخواتم
نبي أتاه الوحي من عند ربه *** فمن قال لا يقرع بها سننادم

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *** رسولا كموسى خط في أولالكتب
فَأَيَّدَهُ رَبُّ الْعِبَادِ بِنَصْرِهِ *** وَأَظْهَرَ دِيناً حَقُّهُ غَيْرُ بَاطِل‏

وَ أَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ *** رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ‏
تَلُوذُبِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ *** فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِل‏

روى ابو الفرج الاصفهاني عن ابي طالب قوله :
زَعَمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ أَحْمَدَ سَاحِرٌ *** كَذَبُوا وَ رَبِّ الرَّاقِصَاتِ إِلَى الْحَرَمِ‏
مَا زِلْتُ أَعْرِفُهُ بِصِدْقِ حَدِيثِهِ *** وَ هُوَ الْأَمِينُ عَلَى الْحَرَائِبِ وَ الْحَرَم‏
الحمد لله رب العالمين
اسألكم الدعاء
كفعمي العاملي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق