الأربعاء، 11 يوليو 2012

فلسفة الصوم



فلسفة الصوم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

في البداية لا بد من
الإضاءة على مسألة لابأس من توضيحها فكثيرا ما نقرأ كلمة (فلسفة ) من قبيل فلسفة
الصلاة او فلسفة التاريخ وما شاكل فما هو المقصود والمعنى ؟
بإختصار إن تعريف
الفلسفة هي الحكمة والتأنق والتفنن في المسائل العلمية وعلم الأشياء بمبادئها
وعللها الأولى وعندما تقترن بكلمة اخرى مثل (فلسفة الصوم ) يصير المعنى (حكمة
الصوم ) اي فهم علة الصوم وأهدافه وكيفية تحققه
بعد هذه المقدمة نقول
أن الصوم من الفرائض المهمة والعظيمة ويكفي في عظمتها أن الصائم في ضيافة الله
تعالى
قال الله تبارك وتعالى
:" كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام هو لي وانا أجزي به "
واجمعت الأديان كافة
على وجوب الصوم وفي الإسلام يجب الصوم في شهر رمضان ويستحب في معظم أيام
السنة  ومن المتفق عليه حتى علمياً ان في
الصوم صفاء روحي ونفسي وإحساس بالرقة والخشوع أمام الله والشعور بالرحمة للفقراء
لما يشعر به الصائم من ألم الجوع والعطش وفي الصوم تقوية لإرادة الإنسان وزيادة في
صلابته أمام المغريات الدنيوية فضلاً عن فوائده الصحية التي بات مقطوعاً ومسلماً
بها
وقد ذكرت الروايات
المأثورة عن اهل بيت العصمة عليهم السلام الكثير من علل الصوم
في نهج البلاغة يقول أمير
المؤمنين (ع) :" ... ومجاهدة الصوم في الأيام المفروضات تسكيناً لأطرافهم
وتخشيعاً لأبصارهم وتذليلاً لنفوسهم وتخفيضاً لقلوبهم
"
وعن الصادق (ع) :"
أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مسّ
الجوع فيرحم الفقير لن الغني كلما اراد شيئاً قدر عليه
فأراد الله عزّ وجلّ أن
يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مسّ الجوع والألم ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع
"
وعن الرضا (ع) :"
.... مع ما فيه من الإنكسار عن الشهوات وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل
ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلاً في الآجل
وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على
أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما إفترض الله تعالى لهم في أموالهم
"
وعن الكاظم (ع) :"
لكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام "
وعن علي (ع) :" الصيام
إجتناب المحارم
كما يمتنع الرجل عن الطعام والشراب "
وفي حديث آخر : " ما
يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه
؟ "
تأملوا ودققوا في معاني
هذه الروايات وحاسبوا أنفسكم هل نحقق من خلال صومنا هذه العلل ؟
وتذكروا قوله تعالى ....بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ{14} وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ....
فلا يعتذرنّ معتذر كل إنسان في قرارة نفسه يملك جواب هذا السوأل
أسال الله تعالى أن لا نكون ممن يصدق عليهم قول النبي (ص) :
" رب صائم حظّه من صيامه الجوع والعطش "
أعوذ بالله من غضبه وحلول سخطه 
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
خادمكم كفعمي العاملي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق