الخميس، 12 يوليو 2012

القوانين الإلهية الخاصة في شهر رمضان



القوانين الإلهية الخاصة في شهر رمضان  


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد 
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ 
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍفَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
 يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } 
شهر هو زمان ولكنه غيرالزمان هو خير زمان واشرف زمان وأفضل زمان كل ما فيه متميز عن سواه من الأزمنة فمن البديهي أن يكون تعاملنا معه مميز ومختلف بقدر تميزه وإختلافه أول ما يلفتنا في هذا الشهر هو إختلاف القوانين الإلهية عن ما عداه في هذا الشهر الذنوب مغفورة والشياطين مقيدة وابواب النيران مغلقة وأبواب الجنان مفتوحة أنفاسنا فيها تسبيح ودعائنا فيها مستجاب السوأل الذي يتبادر إلى الذهن هنا هل هذه القوانين وهذا الإجراء الكوني تلقائي الحصول أم أن لتحققه واقعاً عوامل لابد من إيجادها ؟ وكيف يمكن توفير هذه العوامل ؟ 
هذه المجموعة منالقوانين هي بالمحصلة نِعم إلهية ومن صفاته تعالى ان نعمه لا يحدها زمان ولا مكان
وابواب رحمته مفتوحة على مصرعيها في كل الأزمنة 
{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ...} 
 إذاً كيف نفهم ونفسرّ ما ورد أعلاه من غفران الذنوب وغلّ أيدي الشياطين وإستجابة الدعوات 
مع ما نراه من إرتكاب المعاصي وإنتشار الفساد في هذا الشهر ؟
إن العامل الأساسي دوماً لتلقي الفيوضات الإلهية هو الإنسان فبقدر لياقته الذاتية وإستحقاقه يغترف من
المعين الإلهي إن من شروط الفوز بهذه النعم الإلهية الرمضانية هو مبادرة الإنسان بشكل خاص

والمجتمع عموماً فعندما يجتهد أفراد المجتمع جميعاً في هذا الشهر لتلقي النعم الإلهية
من خلال السعي لتحقيق فلسفة الصوم والإشتغال بالطاعات من تلاوة للقرآن الكريم
 والتضرّع إلى الله بالدعاء سيتحول هذا المجتمع إلى مجتمع ربّاني تتسع جنباته للفيوضات الإلهية
 وسيشمله الله بواسع رحمته وستفتح ابواب السماء لإستجابة الدعوات ولن يجد الشيطان موطء قدم له 
قال رسول الله (ص) :
" يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام ورداً من ليله وحفظ فرجه
ولسانه وغض بصره وكف أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه " 
تأملوا جيداً في هذا الحديث النبوي الشريف لقد ذكر قبل الخروج من الذنوب مجموعة من الشروط لابد من
تحققها صيام وقيام وإبتعاد عن المعاصي ...

 بهذه الروحية يجب أن نفهم ماورد في خطبة النبي (ص)
عند دخول شهر رمضان المبارك في هذا الشهر الكريم لامكان للكسالى والعابثين واللاهين
 نعم الفرص متاحة والنعم كثيرة فهل نجتهد لتحقيق لياقتنا لنصبح مستأهلين ومستحقين
لهذه الفيوضات الإلهية فهل نكون كالأرض الطيبة التي تُخرج نباتها بإذن ربها
ام نكون كالأرض الخبيثة التي لا يخرج نباتها إلا نكدا ؟ 
نسأل الله  تعالى أن يوفقنا لأداء حق شهره ونكون ممن يشملهم
الله بفيض نعمه ورحمته 
اسألكم الدعاء
خادمكم كفعمي العاملي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق