أسئلة في وداع شهر الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
((اللهم هذا شهر رمضان الذي انزلت فيه القرآن وقد تصرّم وأعوذ بوجهك الكريم
يا ربّ أن يطلع الفجر من ليلتي هذه أو يتصرّم شهر رمضان ولك قبلي تبعة أو ذنب تريد
أن تعذبني به يوم ألقاك ))
نحن على أعتاب إنتهاء شهر رمضان وهذه أيامه
ولياليه تتصرّم كما ورد في الدعاء أعلاه وهنا المفروض أن يتبادر إلى ذهن كل واحد
منا أسئلة عديدة
هل إستفدنا من هذا الشهر ؟هل نظر الله إلينا
؟ هل أصلح الله لنا شأننا ؟هل رضي الله عنا ؟ هل تقبل الله أعمالنا ؟
والسوأل الذي يستتبع هذه المجموعة من الأسئلة
هو
هل أصلاً بإمكاننا الرد عليها ومعرفة
إجاباتها ؟
كمدخل لهذا البحث لا بد من محاولة فهم علة
الصوم فهذا يساعدنا على جلاء الأمر
قال المعصوم عليه السلام عندما سُئل عن علة
الصوم :"
لكي يعرفوا الم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة وليكون الصائم مستكيناً مأجوراً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع
والعطش مع ما فيه من الإنكسار عن الشهوات وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ورائضاً
لهم على أداء ما كلفهم ودليلاً في الآجل وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر
والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما إفترض الله تعالى في أموالهم "
بالتأكيد هذا النص غزير المعاني ويحتاج
التوقف عند كل نقطة فيه لبحث طويل سأنتزع منه جملة واحدة فقط
(( ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم ))
المعنى أن شهر رمضان دورة تدريبية سنوية
مكثفة وظيفتها ترويض النفس والسيطرة على الأهواء والرغبات وإنكسار للشهوات شهر
كامل من التدريب الشاق على الإمتناع عن المباحات حتى عن الأكل والشرب ومقاربة
النساء شهر كامل من التدريب للسيطرة على السمع والبصر واللسان لماذا كل هذا ؟ وما
هي النتيجة المرجوة من هذا ؟
الجواب هو القدرة والتمكن على أداء ما كلفنا
الله به من الإمتناع عن المحرمات في غيره من الأشهر والأيام
هنا نأتي للإجابة عن الأسئلة أعلاه بأسئلة
نطرحها على أنفسنا وكل منا يملك الإجابة قطعاً
هل طهر قلبي من الحسد والغضب والتكبر وو ؟
هل طهر لساني من الكذب والغيبة ووو؟
هل طهر بصري من النظرة المحرمة ؟
هل طهر سمعي من الإستماع لما حرمه الله ؟
هل حصل أي تغيير ما ولو على مستوى شيء واحد
فقط
نعم وفق الإجابة على هذه الأسئلة نعلم وندرك
هل رضي الله عنا وقبل أعمالنا كل واحد منا مطلع على عمله وسعيه والآخرة ما هي إلا
تجسيد لأعمالنا في الدنيا
{....وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }
{وَأَن لَّيْسَ
لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }
الدنيا مزرعة الآخرة
تماماً كمثال المزارع
والفلاح فلو سألناه عن الموسم والمحصول سيجيبنا بكل ثقة من خلال معرفته بنوعية
التربة وحال الطقس والمطر عن وفرة المحصول أو شحه ( طبعاً هذا في الحالات الطبيعية
بعيداً عن أي مؤثرات خارجية أخرى )
مثال آخر الطالب يجيب
هل سينجح أم يرسب بمقدار ثقته بمثابرته وإجتهاده
بقي أمامنا بضع ليالي
وايام أعمالنا فيها مقبولة وأنفاسنا فيها تسبيح ودعائنا مستجاب ونحن في ضيافة الله
فلنغتنم ما تبقى من هذه الفرصة الذهبية فإن الفرص تمرّ مر السحاب ولنسعى لتغيير
ولو عادة واحدة سيئة فينا ولنطرق أبواب الله تعالى في هذه الأيام التي تغمرنا فيها
رحمته وفيض نعمه
إن كنت رضيت عنا
فازدد رضى وإن لم تكن رضيت فمن الان فارضى عنا نعوذ بوجهك الكريم يا إلهي أن ينقضي
عنا شهر رمضان ولك قبلنا ذنب أو تبعة تعذبنا بها
فالأيام تمرّ والليالي
تنقضي كلمح البصر شباب ثم شيبة ثم كهولة ثم يُنادى قد مات فلان فترحموا عليه
وينطوي في غياهب النسيان
((وارحم
في ذلك البيت الجديد غربتي حتى لا أستأنس بغيرك يا سيدي ))
كفعمي العاملي
أسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق