الجمعة، 26 يوليو 2013

العارف السيد جعفر مجتهدي التبريزي





العارف السيد جعفر مجتهدي التبريزي

الشيخ جعفر إبن الميرزا يوسف المجتهدي ولد في مدينة تبريز الإيرانية في 27 جمادي الثاني 1343 هـ الموافق (22/1/1925) وآل مجتهدي من العوائل المعروفة في تبريز وتتصف بالأصالة والنبل توفي والد الشيخ جعفر مبكرا فترعرع تحت جناح والدته الكريمة علوية وكان مولعا بتزكية النفس وتهذيبها وتعلم العلوم الغريبة (علم الأرقام والجفر...) فكان يذهب إلى مقبرة تبريز كلما خيم الظلام حيث حفر لنفسه قبراً فينشغل بذكر الله إلى أن يطلع الصباح وإستمر فترة على هذه الحال إلى أن سمع ذات مرة صوتاً يقول :" يا جعفر الكيمياء الحقيقية محبة أهل بيت العصمة والطهارة (ع) فقل بسم الله وإبدأ هذا الطريق وهذا أنت "
يقول الشيخ جعفر مجتهدي " لقد تغيرت أحوالي فور سماعي لهذا النداء الغيبي فقدت معه أي إستقرار أو راحة بال وتولد فيّ شوق لا يوصف لزيارة أبي عبد الله الحسين وشهداء كربلاء (ع) ففي صباح اليوم التالي إستأذنت والدتي وتوجهت إلى كربلاء سيراً على الأقدام وحتى من دون أن يكون بحوزتي جواز مرور للأراضي العراقية فهذا السفر كان بالنسبة لي سفر عشق حيث كنت في السابعة عشر من عمري ولم أكن أملك من زاد سوى دموع ساخنة وتأوهات باردة وكبد متعطش لحب أهل البيت (ع) وحيث أني لم أكن أملك أي سند تم إحتجازي وإدخالي السجن ... وهناك أدركت أي نعمة كانت لدي .. وكنت أستشعر بوضوح مساعدات باب الحوائج قمر بني هاشم وقد كنت أتمكن من إستشراق المستقبل من وقت لآخر حيث كنت تتجلى لي بعض الحوادث قبل وقوعها بكل الأحوال دخولي السجن هيأ لي مقدمات رشدي الروحي ولقد تشرّفت ذات ليلة برؤية مولاي أمير المؤمنين (ع) في منامي فبشرني قائلاً ( سيطلق سراحك من السجن غداً وستُعطى حق الإقامة في العراق فإتِ النجف وتتلمذ عند الخياط الفلاني ) وصباح ذلك اليوم أطلقوا سراحي ومضت مدة على إقامتي في النجف وكانت علاقتي الروحية والقلبية بالإمام علي تزداد يوما تلو الآخر...   "
لقد كان سلوك هذا العارف متميزاً ومختلفاً عن غيره من العرفاء  إذ إنه كان متمثلا في التوسل بالأئمة الأطهار (ع) وكان عاشقاً للإمام الحسين (ع) بحيث لو ذكروا إسم الحسين عنده تنقلب أحواله ويتغير لونه ولم يكن يتمالك نفسه من البكاء يقول الشيخ مجتهدي عن هذا الأمر " مع أنه قد مرّ على وجودي في النجف ما يقارب الستة أشهر إلا أنني في كل مرة كنت أستأذن أمير المؤمنين لزيارة كربلاء لم يكن يؤذن لي "
لقد ترك هذا العارف كل ما يملك في تبريز وأوصى أخاه بتوزيع أملاكه على الفقراء والمحتاجين ومكث في النجف يعمل إسكافياً ثم إنتقل إلى مسجد السهلة وإعتكف فيه لمدة ثمانية أعوام وبعد لقائه بالمرحوم آقا جان الزنجاني (قبيل وفاته) ترك مسجد السهلة وقال " لقد أجاز لي وليّ العصر (عج) بالرحيل وأعطاني ما كنت أرغب " فعاد إلى النجف وإنتقل فيما بعد إلى كربلاء وبقي معتكفاً في حجرة فوقانية مقابل الإيوان الذهبي لمرقد سيد الشهداء (ع) زهاء سبعة أعوام ولم يغفل عن التوسل والبكاء ثم توجه إلى الكاظميين سيراً على الأقدام وفور وصوله أودع السجن في بغداد لعدم إمتلاكه جواز سفر فعاش مأساة سجن الإمام الكاظم (ع) فمكث فيه فترة وبعد توسله بباب الحوائج أطلق سراحه بقرار عفو فغادر العراق إلى كرمانشاه ثم إنتقل إلى إيلام وتبريز وقزوين وقم وأخيرا اقام في مشهد وبعد أربعة أعوام أمضاها بجوار الإمام الرضا (ع) تعرض هذا الرجل العظيم لسكتات دماغية لمرات متتالية وتحمل عوارضها ببصيرة وتوفي في يوم الجمعة 6 رمضان 1416 هـ (26/1/1996) عن عمر ناهز 71 عاماً ودُفن في حرم الإمام الرضا (ع)
أما كرامات هذا العارف فهي أكثر من أن تُحصى ولا يتسع المقام لذكرها في هذه الوجيزة قد نتطرأ لبعضها لاحقاً ومن يرغب فليقرأها في مصادرها

*المصادر  

كتاب في محضر اللاهوتيين – محمد علي مجاهدي
كتاب أساطين العرفان – قاسم حسين عوض  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق