أحب
الناس إلى الله
***
احب
الناس إلى الله
بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم
صلِّ على محمد وآل محمد
سأل
رجل رسول الله (ص) فقال : أي احب الناس إلى الله ؟
فقال
: انفع الناس للناس
وروي
عنه (ص) : "الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أحسن الناس إلى
عياله"
وقال
(ص) : " الدال على الخير كفاعله "
وقال
(ص) :" لا تعمل شيء من الخير رياءً ولا تدعه حياءً "
وقال
(ص) : " خيرُمن الخير معطيه وشرُّ من الشرّ فاعله "
وروي
عن الأمير (ع) :" قولوا الخير تُعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من أهله
"
إن
من الأسس التي يبني عليها النظام الإجتماعي والأخلاقي في الإسلام هو الدعوة إلى
فعل الخير وأن يكون الإنسان قوة خير وعطاء وإصلاح في هذا العالم متحرراً من
النزعات الشريرة والأنانية المقيته التي تحول بينه وبين التفكير في الخير وفعله
للناس والمجتمع
إن
مشكلة الإنسان الإجتماعية تكمن في الأنانية وحب الخير والمنفعة للنفس ولو على حساب
الأرض ومن عليها إن نزعة الأنانية ومنع الخير عن الآخرين سماها القرآن الكريم
ب(الشحّ) وذمّ الإنسان المتصف بها وعدّه من المجرمين والمعتدين على القيم والحياة
الإنسانية وتوعّده بالويل والعذاب
{
...........وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ
وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }
{أَلْقِيَا
فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ
}
{مَنَّاعٍ
لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ }
إن
نزعة الأنانية هي مصدر المحنة والمشاكل في هذا العالم فهي السبب في مشكلة الفقر
والعدوان والحقد والحسد والحرمان والمعاناة
وترى
أن الله تعالى اعتبر الفلاح والنجاة في
الوقاية من هذا المرض الأخلاقي الخبيث فقال تعالى
{فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً
لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
}
{وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
إن
هذه النظرة الإسلامية التي تنظر إلى المجتمع كأسرة واحدة وإلى الخلق أنهم عيال
الله وهو المعتمد عليه في تدبير الشؤون وتوفير الحاجات والمستلزمات تعطي مفهوماً
إنسانياً يفيض بالقيم والمعاني الحياتية السامية التي توسع دائرة الخير وتعمق
مسؤولية الإنسان في عالم الأحياء وتعمق الفهم والوعي الحضاري
هكذا
يتم فهم معنى أن الإنسان خليفة الله في الأرض وسيدها لا بل اقول اكثر من هذا إن
فعل الخير تتوسع دائرته في الإسلام ليشمل كل الكائنات حتى الحيوان والنبات ونجد
مصاديق هذا في قول النبي (ص) لرجل يسأله : هل يُعد سقي الكلب ماءً صدقة ؟؟؟ فيجيبه
في كل كبد حرّا صدقة
ونجد
أيضاً مصداق هذه الأخلاق النبوية مجسداً في سلوك النبي (ص) تمرّ بجانبه قطة عطشى
فيميل لها الإناء بيده الشريفة لتشرب وترتوي
إن
الحياة إن اجدبت ولم ينبت الخير في مرابعها والنفوس إن شحت تحولّت إلى شرّ وشحّ
وهذا ما نجد مصداقه اليوم في عالمنا المعاصر من بلوغ الشحّ والأنانية اوجّها مما
يندى له جبين كل من يملك اليسير من حس الإنسانية ويتفطر له قلبه فأين السعي في
حوائج المحتاجين وإغاثة الملهوف وتفريج همه وشدته وأين حالة العطف على الضعيف
والمضطر والتصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟!! اين كل هذه القيم الإنسانية
الرفيعة وإلى اي درك من الإنحطاط وصل الناس ؟
واختم
بحديث نبوي شريف قال (ص) :
"
تبّسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وإرشاد الرجل
في أرض الضلال صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من
دلوك في دلو أخيك صدقة "
وفقنا
الله لمراضيه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لا
تنسونا بالدعاء
كفعمي
العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق