قراءات القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
·
أصحاب
القراءات
اشتهر بين المسلمين أن للقرآن سبعة قراءات
مختلفة وزاد بعضهم إلى العشرة وقد ثار النقاش حولها فهل هي إجتهادية أو خبر واحد
أو متواترة عن النبي (ص)
وقد عُرف هؤلاء القراء بالأئمة السبعة أو
العشرة وقد تفاوتت أحوالهم من حيث الوثاقة والعلم وسلامة المذهب وهم كالتالي :
1- عبد الله بن عامر الدمشقي – قارىء أهل الشام توفي سنة
118 هجري لم يُعرف على من قرأ روى عنه إثنان دون أن يلقياه هما هشام بن عمار وعبد
الله بن آتون كان من أشياع معاوية ولا يتورع عن الكذب
2- عبد الله بن كثير الرازي – قارىء مكة توفي سنة 120 هجري
وأيضاً روى عنه إثنان دون أن يدركاه وهما أحمد بن البزي ومحمد بن عبد الرحمن
المعروف ب(قنبل ) لم يُعرف له مذهب إلا أنه فارسي الأصل
3- عاصم بن أبي النجود الكوفي - توفي سنة 128 هجري كان
قارىء الكوفة ومشهود له بالقراءة كان شيعي المذهب قرأ على ابي عبد الرحمن السلمي
عن أمير المؤمنين (ع) روى عنه راويان
أ - حفص بن سليمان
الأسدي وكان ربيبه وحفص عُرف أنه من تلاميذ الصادق (ع)
ب- ابو بكر بن عياش
الأسدي الكوفي وكان أقل ضبطاً ووثاقة من حفص
4- أبو عمرو بن العلاء المازني - قارىء البصرة توفي سنة 154
هجري وكان من شيعة اهل البيت (ع) روى عن الإمام الصادق (ع) وكان من أصحابه له
راويان بواسطة ابن المبارك اليزدي وهما حفص بن عمر الدوري وصالح بن زياد السوسي
حمزة بن حبيب الزيات
الكوفي – قارىء الكوفة توفي سنة 156 هجري وكان موالياً لأهل البيت (ع) ومن أصحاب
الصادق (ع) روى عنه بالواسطة كل من خلف بن هشام البزاز وخلاد بن خالد الشيباني
5- نافع بن عبد الرحمن الليثي – قارىء المدينة توفي سنة 169
هجري لم يُعرف له مذهب روى عنه ربيبه عيسى بن ميناءالمعروف ب(قالون) وعثمان بن
سعيد المعروف ب(ورش )
6- علي بن حمزة الكسائي الكوفي – قارىء الكوفة توفي سنة 189
هجري كان من وجوه الشيعة المعروفين وأديباً لا معاً له باع في التاريخ والأدب روى
عنه كل من الليث بن خالد وحفص بن عمر
اما الثلاثة المتممة
للعشرة فهم :
7- خلف بن هشام البزاز البغدادي
8- يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري
9- يزيد بن القعقاع المخزومي المدني
والشائع من القراءات هي
قراءة حفص عن عاصم عن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) عن الله عز وجل بواسطة
أبي عبد الرحمن السلمي وهي أوثق القراءات وأمتنها وعرفت بالإسناد الذهبي لذا شاعت
بين المسلمين وإختارها احمد بن حنبل والذهبي والشاطبي ونفطويه وغيرهم وهكذا يتبين
ما للشيعة من فضل في حفظ القرآن إبتداءً بجمعه ( اول من جمع القرآن أمير المؤمنين
عليه السلام ) إلى تنقيطه وشكله وقراءته القراءة الصحيحة
·
جواز
القراءة بالقراءات المختلفة والإستدلال منها على الأحكام الشرعية
لا شك بجواز قراءة
القرآن في الصلاة بأي قراءة كانت معروفة في عصر الأئمة (ع) لعدم ردعهم عنها ورد في
الحديث " إقرا كما يقرا الناس اقراؤوا كما عُلّمتم "
أما أنه هل يجوز أخذ
ألأحكام الشرعية والإستدلال عليها على أساس هذه القراءات المختلفة ؟ ذهب البعض إلى
جواز ذلك بدعوى أنها مروية عن رسول الله (ص) إلا أن ذلك غير صحيح لأننا نقطع أن
القرآن واحد وأن هذا الإختلاف منشأه الرواة قال الباقر (ع) :"القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الإختلاف يجيء من
قبل الرواة " وعليه فبعض القراءات عملياً لم تصدر عن الرسول (ص)
·
تواتر
القراءات
جرى خلاف بين العلماء
حول تواترها فذهب جماعة من أهل السنة إلى القول بتواترها وبكفر من ينكر هذا وقد إستدل
هؤلاء بأدلة ضعيفة منها إدعاء الإجماع وهذا غير متوفر وهؤلاء إلتبس عليهم الأمر
قإعتقدوا أن القول بعدم تواتر القراءات معناه القول بعدم تواتر القرآن نفسه وهذه
شبهة كما إستندوا على حديث نزول القرآن على سبعة أحرف وهذا ايضاً غريب لأنه معروف
ان القراءات لم تظهر في عصر الدعوة بل تميزت وجُمعت مطلع القرن الثالث هجري فهي
لاحقة وليست مرافقة لنزول القرآن وهذا الحديث روي بصيغ مختلفة في كتب الشيعة
والسنة إلا أن أسانيده عند الشيعة كلها غير موثقة فلم يعتمد عليها لا بل ورد
روايات عن اهل البيت عليهم السلام تنفي نفي قاطع نزول القرآن على سبعة أحرف كما في
الرواية عن الصادق " كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند واحد
" فهذه الرواية بوضوحها تسقط عن الإعتبار روايات نزول القرآن على سبع أحرف
الخلاصة أنه ليست كل
أسانيد القراءات إلى النبي (ص) متواترة وبعضها آخبار آحاد فضلاً عن ضعف يشوبها
ووجود تناقض بينها بحيث نقطع بعدم تواترها عن النبي (ص) وهذا لا علاقة له البتة
بتواتر القرآن الكريم نفسه
والحمد لله رب العالمين
نسألكم الدعاء
كفعمي
العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق