المبعث الشريف شبهات وأكاذيب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ملاحظة في البداية لابد منها ان هذا الموضوع
مختصر جداً فقط الهدف منه توضيح أمور اصبحت عند بعض الناس كمسلمات مع انها تطعن
بالرسول الأكرم (ص)
عمر النبي (ص) حين البعثة ؟
لقد بعث النبي (ص) بعد عام الفيل بأربعين
عاماً أي حينما بلغ الأربعين من عمره الشريف على قول أكثر أهل السير
تاريخ البعثة ؟
المروي عن أهل البيت عليهم السلام أن بعثة
النبي (ص) كانت في السابع والعشرين من شهر رجب وهذا هو المشهور عند الشيعة وأيضاً
روي هذا عن غيرهم وإستشكل البعض على هذا التاريخ بما جاء في قوله تعالى
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ
أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ..}
وغيرها من الآيات
الدالة على نزول القرآن في شهر رمضان وأجيب عن هذا الإشكال بعدة آراء أبرزها :
1- أن للقرآن نزول دفعي ونزول تدريجي وأن النزول
الدفعي كان إلى البيت المعمور في شهر رمضان في ليلة القدر ثم صار بدأ ينزل
تدريجياً في السابع والعشرين من شهر رجب
2- أن للقرآن نزول دفعي ونزول تدريجي وأن النزول
الدفعي كان إلى قلب النبي (ص) ثم صار ينزل تدريجياً بحسب المناسبات
3- انه يجب التفريق بين نزول القرآن وبعثته فلا
مانع من أن يكون (ص) قد بُعث نبياً في شهر رجب كما أخبر به أهل البيت (ع) وهُيىء
لتلقي الوحي القرآن ثم بدأ نزول القرآن في شهر رمضان
والأقرب هو
الرأي الثالث أما حديث البعض عن إقتران النزول بالنبوة فلا يعول عليه ولا يصح
أول
ما أنزل
المروي عن
أهل البيت (ع) أن أول ما أنزل على النبي (ص) هو قوله تعالى
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}
وقيل غير
هذا ولكن الأصح ما ذكرنا
بدء
الوحي
الروايات
التي تتحدث عن بدء الوحي عديدة معظمها فيها من نقاط الضعف والخلل والتعارض الكثير
ما لا يليق بساحة الرسول الأكرم ولا بالنبوة وكي لا أطيل سأستعرض ابرزها بإختصار
مع تعليق
1- روى البخاري ومسلم أن الملك جاء للنبي (ص)
وهو في غار حراء
فقال : إقرأ
قلت : ما
انا بقارىء
قال(ص) : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم
أرسلني
فقال: إقرأ
فقلت : ما
أنا بقارىء
فأخذني
فغطني الثانية ... والثالثة ثم أرسلني فقال : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}
فرجع بها
رسول الله (ص) يرجف فوءاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني ... حتى ذهب عنه
الروع فقال لخديجة وقد أخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي
فقالت خديجة
: كلا والله ما يخزيك الله ابداً ........
حتى أتت ورقة بن نوفل وكان قد تنصر بالجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني .... وكان
شيخاً كبيرا .... فقالت له خديجة
بابن عم
إسمع من إبن أخيك فقال له ورقة ماذا ترى فأخبره الرسول .... فقال له ورقة هذا
الناموس ....
وهناك
روايات أخرى عديدة ومختلفة مثل أنه لما
أخبر خديجة بما رأى بشرّته بأنه نبي
ورواية أن
ورقة قال له أنت نبي هذه الأمة وفي رواية ثانية أن خديجة ارسلت النبي مع ابي بكر
إلى ورقة بن نوفل وفي رواية ثالثة أنه حين الوحي تصيبه الرعدة وتغميض العينين
وترّبد الوجه ولما يشبه الإغماء وفي رواية رابعة أن خديجة سافرت بنفسها إلى بحيرا
الراهب وفي رواية خامسة أنه (ص) حين ذهب ليتردى من شواهق الجبال كان إذا غرتقى
بذروة جبل تبدى له جبرائيل ويخاطبه بالرسالة فيسكن جأشه وتطمئن نفسه ! إلى روايات
أخرى أعرضت عنها كي لا أطيل
بمعزل عن
سند روايات بدء الوحي وعن التناقض والإختلاف الواضح والفاضح فيها لا بد من طرح عدة
اسئلة
لماذا تصوير
نزول الوحي وكأنه ولادة قيصيرية ؟ وان على جبرائيل أن يغط النبي (ص) أي يعصره حتى يكاد يختنق
ويبلغ منه الجهد مأخذه ويأمر النبي (ص) ثلاث مرات بقراءة شيء لا يعرفه !!! ولماذا
لم يصدق جبرائيل النبي (ص) ولم يقنع منه بل عاد فغطه وأرسله ثلاث مرات ولا حظوا كلمة (( ما أنا
بقارىء )) فهل هو عناد في الأمر ام بكل بساطة كيف للنبي (ص) أن يقرأ وجيرائيل لم
يتلو عليه شيء بعد ؟
لماذا تصوير
النبي(ص) كطفل خائف لا يدري ما يحصل حوله !!! كيف يمكن إرسال نبي يجهل نبوة نفسه
!!!! ولماذا لم يدرك هو ما ادركته زوجته او ما ادركه الشيخ النصراني ؟ أليس هذا
شكاً في نبوته هو ؟ !!!! والله إن هذا لعجيب
ثم يصل
الأمر أن خديجة في بعض الروايات لا تطمئن حتى ترسل ابو بكر مع النبي (ص) إلى ورقة
بن نوفل هل النبي (ص) طفل يحتاج من يهديه الطريق أم ماذا ؟ !!
وما يعجب له
المرء أيضاً تضخيم دور ورقة بن نوفل وكل المؤرخين ذكروا أنه مات على النصرانية ولم
يسلم فكيف يقطع بنبوة محمد (ص) ولا يؤمن به وقد عاش بعد البعثة اربع سنوات ؟
الصحيح في
قضية بدء الوحي
ما روي عن
أهل البيت (ع) أن النبي (ص) قد أوحي إليه وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً
بما أكرمه الله به
سُئل الصادق
(ع) : كيف علمت الرسل أنها رسل ؟
قال كُشف
عنهم الغطاء
وفي رواية
ثانية
" إن
الله إتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان الذي يأتيه من قبل الله
مثل الذي يراه بعينه "
إن إفتعال
الأكاذيب في أحاديث الوحي تكمن خطورته أنه
يُستتبع بتشكيك بالنبوة نفسها وهذا ما يجب الإلتفات إليه فتصوروا أن نبي لا يدرك
انه نبيّ كيف سيطلب من الناس تصديق نبوته ؟
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين
كفعمي
العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق