السبت، 8 يونيو 2013

دهاقنة السياسة


دهاقنة السياسة
في منتصف ليلة من ليالي شتاء عام 1957 خرج نوري السعيد باشا رئيس وزراء العراق آنذاك بمعية سائقه ومر في شارع غازي (شارع الجمهورية حاليا ً) وتوقف عند مقهى صغير لبيع الشاي كان المكان مكتظا بالزبائن رغم تأخر الوقت وكان جلهم من المخمورين... أراد صاحب المقهى ان يهتف مهللا بقدوم الباشا كعادة أكثر العراقيين عندما يرون مسؤولا كبيرا في الدولة!! لكن وبإشارة من يد الباشا لصاحب الدكان سكت صاحب المقهى... وقدم الشاي الى الباشا وسائقه بهدوء وخوف وهو يهمس... أهلا معالي الباشا... شرفتنه بجيتك معالي الباشا... نورتنه جنابك معالي الباشا... فطلب الباشا نوري السعيد منه ان يسكت لئلا يثير حفيظة المخمورين ويسلب راحتهم لا أكثر... فأنتبه أحد المخمورين ونظر الى الباشا باستغراب كعادة المخمورين وترنح أمامه وكان يبدو عليه ومن ملبسه انه كان شقيا من شقاوات بغداد أنذاك (ويا مكثرهم ذلك الحين) وسأل الباشا: انت نوري سعيد...؟؟؟ فنهض السائق ووقف بوجه الشقي المغوار وقال له: أستريح أغاتي... أنت متوهم... فقال الشقي: أبشرفي أتشبهه. العفو أغاتي... وبعد لحظات قليلة قام الشقي مرة أخرى وقد بدت عليه علامات الغضب فقال بصوت عالي انتبه له كل المخمورين... لا لا لا أنت نوري سعيد باشا القندرة...  ونظر الى السائق وقال له: وانت صالح جبر قيطانه... (أتفو عليكم وبصق بوجههم)...  أراد صاحب المقهى ان يضرب المخمور الذي اساء الأدب وكذلك السائق. ولكن نوري السعيد منعهم من ذلك!!! وبكل هدوء مد يده في جيبه وأخرج مبلغ 3 دنانير وأعطاها الى المخمور الذي أساء الأدب وغادر المقهى وركب سيارته بهدوء...  وفي السيارة قال السائق بحنق وغضب شديدين متذمرا ً: جناب الباشا ليش مخليتني أأدب هذا الأدب سز أبن الشارع الذي تطاول على سيادتك؟ فقال له الباشا وبهدوء: أبني هذا سكران وما عليه حرج... لو انته ضربته وجرجرناه للتوقيف ومن يسألوا اشسويت؟؟ راح ايگول: تفلت بوجه رئيس الوزراء... 
ويصير هو بطل... وآني انفضح... بس هسه راح ايروح ايهوس بالطرف ويصيح: تفلت على رئيس الوزراء وأنطاني ثلاث دنانير. راح ايصيحوله چذاب... سكير... ابو العرك..!! 
وهذا ما حدث فعلا ً... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق