حكمة الأجداد في الأحفاد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
عاش قديماً في أحد القرى رجل إشتهر بالحكمة والطبابة وكان الطب في ذلك الوقت مزيجاً من
الأوهام والحقائق بالإضافة إلى بعض الحشائش والحبوب وحدث يوماً عرس في القرية
فأخذت النشوة والد العريس وبدأ يلعب بالسيف والترس وهي من العادات والتقاليد التي
كانت شائعة ولكن المفاجىء أن العرس إنتهى والرجل أبى أن يتوقف ويضع السيف من يده
وتكررت محاولات إقناعه دون جدوى فكان لابد من إستدعاء الحكيم كي يكوي صدغيه لإيقاظ
الرجل من مس الجنون الذي أصابه وكان الكيّ آخر العلاج كما يقال
غير أن الحكيم حين حضر حيا الرجل وقال له : بلغني أنك من أسياد لعب السيف
وقد أتيت لمبارزتك
وتناول سيفاً وأخذ يبارزه وكان الرجل
منهوك القوى خائر العزم إلا أن الحكيم أخذ يتراخى له حتى سمح للرجل أن
يتغلب عليه
ثم قال له : إنك قد غلبتني لأني
جائع واريد أن أتعشى الآن وأعود وألعب معك مرة أخرى
وجيء بالعشاء فجلس الحكيم ولكن الرجل أبى أن يترك السيف من يده وظل يصول
ويجول
فقال له الحكيم : هذا لا يجوز لأني إذا غلبتك فقد تزعم كما زعمت أنا أن
الجوع هو سبب للهزيمة لذا يجب أن نأكل سويا ومن نفس الطعام حتى تكون المبارزة
متكافأة فجلس الرجل مكرها وبدأ الحكيم يحادثه وينتقل من حديث إلى آخر حتى نسي
الرجل نفسه وكان التعب قد أخذ منه مأخذه فإستلقى ونام وإستيقظ في اليوم الثاني
سليماً ومعافى
وبعد مرور قرن من الزمن حدث في القرية نفسها أن رجل تأثر باقوال البعض عن
إقتراب يوم القيامة ونهاية العالم فترك أشغاله وإنصرف إلى العبادة ورأى في أحد
الليالي في منامه لأن منادي يأمره بذبح إبنه من أجل الرب إلهه فهبّ من رقاده واخبر
زوجته برؤياه وعن عزمه على التضحية بإبنه فإستمهلته بما أوتيت من دهاء لليوم
الثاني وفرّت بولدها إلى جهة مجهولة فكا كان من الرجل إلا أن أوصد عليه باب بيته
وابى أن يستجيب لكل محاولات إقناعه
فألهم الله أحد الشباب فصعد إلى سطح منزله ليلا وإفتعل ضجت أيقظت الرجل
فناداه الشاب من الأعلى
أنا هو الربّ إلهك وقد اردت أن أمتحنك كما إمتحنت إبراهيم فوجدت إيمانك
صحيح فلا تمدّ يدك إلى الولد وعد إلى أعمالك فقد أجلت موعد يوم القيامة إلى أجل
بعيد
فعاد الرجل إلى مزاولة أعماله ولم
يكن هذا الشاب سوى أحد أحفاد الرجل الحكيم والتاريخ أعاد نفسه
ولله في خلقه شؤون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق