الجمعة، 2 مارس 2012

الوهابية وأهل السنة



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

الوهابية وأهل السنة

من الأخطاء الشائعة والمفاهيم المغلوطة والمضللة هي عدم الإنتباه للفرق الشاسع بين المذهب الوهابي والمذاهب الإسلامية الأخرى من أهل السنة فالوهابية من أكبر دسائسها وأكاذيبها أنها تتكلم بلسان أهل السنة وبنظرة دقيقة وفاحصة في عقائد الوهابية والعقائد الأخرى يلاحظ المرء وجود خلافات جذرية سواءً على مستوى المسائل العقائدية والمسائل الفقهية تشابه الخلافات الموجودة بين المذهب الوهابي والمذهب الإمامي ولانريد هنا الدخول في تفاصيل لها مكانها ولكن نذكر أن الوهابية تكفر عملياً كل ماعداها ولعل من أبرز الشخصيات العلمائية التي تكفرها الوهابية وتتهمها بالضلال هو الأشعري والغزالي والماتريدي وكل من له أدنى معرفة يعلم مكانة هذه الأسماء عند المذاهب الإسلامية من أهل السنة وخصوصاً على مستوى المسائل الكلامية وموقف ابن تيمية رأس الوهابية منهم والتاريخ أيضاً يكشف لنا موقف علماء السنة من ابن تيمية وأضاليله سواءً ممن عاصره أو من جاء بعدهم
وأما الموقف من محمد ابن عبد الوهاب فأكتفي فقط بذكر رد أكبر مشايخه عليه وهو الشيخ محمد ابن سليمان الكردي فقد قال" : يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعتَ من شخص أنه يعتقد تأثير ذلكَ المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب وأبِنْ له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله فإن أبى فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين قال تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ونصلِه جهنّم وساءت مصيرًا}وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
وأما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد فعلها الصحابةُ رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف والخلف وجاء في فضلها أحاديث أفردت بالتأليف
ومما جاء في النداء لغير الله تعالى من غائب وميت وجماد قوله صلى الله عليه وسلم :"إذا أفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله أحبسوا فإن لله عبادًا يجيبونه" وفي حديث أخر :"إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم". وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال "يا أرض ربي وربك الله" وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار قال"السلام عليكم يا أهل القبور" وفي التشهد الذي يأتي به كل مسلم في كل صلاة صورة النداء في قوله "السلام عليك أيها النبيّ". والحاصل أن النداء والتوسل ليس في شىء منهما ضرر إلا إذا اعتقدَ التأثير لمن ناداه أو توسل به ومتى كان معتقدًا أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك وكذلكَ إسناد فعل من الأفعال لغير الله لا يضرّ إلا إذا اعتقدَ التأثير ومتى لم يعتقد التأثير فإنه يُحمل على المجاز العقليّ كقوله: نفعني هذا الدواء أو فلان الوليّ فهو مثل قوله: أشبعني هذا الطعام وأرواني هذا الماء وشفاني هذا الدواء فمتى صدر ذلك من مسلم فإنه يحمل على الإسناد المجازي والإسلام قرينة كافية في ذلكَ فلاسبيل إلى تكفير أحد بشىء من ذلكَ"

وفي السابق تم إحصاء من 300 كتاب في الرد على الوهابية من مختلف المذاهب الإسلامية السنية منها والشيعية والعدد الآن أكثر من هذا في عصرنا الحاضر لإشتداد فتنة الوهابية نتيجة الدعم المالي المتوفر لهذا المذهب الواهي والمنحرف والقائم على الإهتمام بظاهر الأمور دون جوهرها فكان من الواجب زيادة الرد لفضح مقالاتهم فقط أحببت من خلال هذا الموضوع وبعيداً عن الدخول في تفنيد مقالاتهم لفت النظر لعدم الوقوع تحت تأثير الإدعاءات الوهابية الكاذبة عندما يتكلموا باسم أهل السنة فالخطاب لهم يجب أن يكون دوماً بحقيقة أمرهم وهذا ما يجب التنبه له

وقد فصلنا حقيقتهم وجذورهم في مواضيع سابقة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق