بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
{وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ
يَرْشُدُونَ }
إن
الإنسان العاقل بطبعه يحس بالذل حين يطلب شيئاً من الآخرين ولكن حين يطلبه
من الله يستشعر العزّة وبغض النظر عن أجر الدعاء وثوابه والإستجابة التي
ينشدها
فإن الدعاء إذا تجاوز الالفاظ وتناغم اللسان مع القلب فسوف يعيش الإنسان اجواء روحية يعجز اللسان عن وصفها حيث يغرق الإنسان بإمواج نورانية إلهية
لذلك نجد اولياء الله لا يلتذون بشيء كالدعاء لأنهم يكشفون لدى محبوبهم الحقيقي عجزهم وآمالهم وطموحاتهم
وهم بالواقع يعيشون حالة الدعاء نفسه اكثر من أهمية ما يرتجون فيصبح الدعاء عندهم مطلوب بذاته والوصال المرتجى مع المحبوب
فإن الدعاء إذا تجاوز الالفاظ وتناغم اللسان مع القلب فسوف يعيش الإنسان اجواء روحية يعجز اللسان عن وصفها حيث يغرق الإنسان بإمواج نورانية إلهية
لذلك نجد اولياء الله لا يلتذون بشيء كالدعاء لأنهم يكشفون لدى محبوبهم الحقيقي عجزهم وآمالهم وطموحاتهم
وهم بالواقع يعيشون حالة الدعاء نفسه اكثر من أهمية ما يرتجون فيصبح الدعاء عندهم مطلوب بذاته والوصال المرتجى مع المحبوب
وبالحقيقة
فإن في قلب كل إنسان طريق يوصله إلى الله حتى اشقى الأشقياء تجدهم يلتجئون
إلى الله وينكشف ميلهم الفطري ويتحرك عند الشدائد بالرغم مما يحجبهم عنه
من المعاصي والذنوب
فالإنسان يدعو الله في حالتين
الأولى : حين تنقطع به الأسباب وتغلق كل دروب الخلاص بوجهه وهذا يسمى الإنقطاع الإضطراري
الثانية
: حين تتعالى وتسمو روحه فسوف ينتزع نفسه ويقطعها عن كل الأسباب والوسائل
بإرادته ويسمى الإنقطاع الإختياري الذي يكون نتيجة كمال النفس وسموها كما
ذكرنا
وللدعاء شروطه المذكورة في مظانها من الاحاديث ونجملها بما يلي :
1-
أن تتملك الإنسان ووجوده رغبة الطلب الجدي حيث يتحول إلى حاجة حقيقية
فهناك فرق كبير بين تلاوة الدعاء والدعاء الحقيقي فإذا لم يواكب قلبه
لسانه ولم ينسجم معه فلا يكون دعاء حقيقي
وقد قيل" لا تبحث عن الماء بل دع نفسك تظمأ فحينئذ سيصل إليك الماء من كل جانب "
وقد قيل" لا تبحث عن الماء بل دع نفسك تظمأ فحينئذ سيصل إليك الماء من كل جانب "
2-
الثقة بإستجابة الدعاء وتعني اليقين والإيمان بالرحمة الإلهية
اللامتناهية وأن الله لا يمنع فيضه عن أحد ولا يبخل وإن النقص والقصور من
العبد نفسه يقول الإمام زين العابدين عليه السلام :
"اللهم إني اجد سبل المطالب إليك مشرعة ومناهل الرجاء لديك مترعة والإستعانة لمن أمّلك مباحة"
3-
أن لايخالف السنن التكوينية والطبيعية ونعني بهذا ان الدعاء إستمداد
وإستعانة ليتوصل من خلاله الداعي إلى الأهداف التي قررها له التكوين
والتشريع والوجود والقوانين السماوية المنسجمة في طبيعتها مع التكوين
ولتقريب ما قلنا إلى الذهن مثلاً لا يستقيم الدعاء لطلب الخلود في الدنيا او قطع الرحم فإن مثل هذا الدعاء لا يُستجاب
ولتقريب ما قلنا إلى الذهن مثلاً لا يستقيم الدعاء لطلب الخلود في الدنيا او قطع الرحم فإن مثل هذا الدعاء لا يُستجاب
4-
أن تكون شؤون الداعي منسجمة ومتناغمة مع الداعي فلابد ان يكون القلب
نظيفاً وطاهراً ولا يسلك لمعيشته الكسب الحرام ولا يحمل على عاتقه وزر ظلم
الناس يقول الصادق عليه السلام :
"إذا
اراد احدكم أن يُستجاب له فليطلب كسبه وليخرج من مظالم الناس وإن الله لا
يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرام أو عنده مظلمة لأحد من خلقه "
5- عطفاً على الشرط الرابع فلا بد له من إزالة كل الموانع من قبيل التوبة والإستغفار ورد المظالم والتسامح ممن ظلم
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
6- أن لايحل الدعاء محل العمل قال علي عليه السلام :
"الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر "
فالدعاء إنما يستهدف تحصيل القدرة والتوفيق لها من خلال السعي لها
قال الصادق عليه السلام :"اربعة لا يُستجاب لهم رجل جلس في بيته يقول :اللهم ارزقني فيقال له الم آمرك بالطلب؟
ورجل كانت له إمرأة فاجرة فدعا عليها فيقال له الم اجعل امرها إليك ؟
ورجل كان له مال فأفسده فيقول : اللهم إرزقني فيقال له الم آمرك بالإقتصاد ؟
ورجل كان له مال فأدانه ولم يشهد عليه فجحده فيقال له الم آمرك بالإشهاد ؟
ورجل كانت له إمرأة فاجرة فدعا عليها فيقال له الم اجعل امرها إليك ؟
ورجل كان له مال فأفسده فيقول : اللهم إرزقني فيقال له الم آمرك بالإقتصاد ؟
ورجل كان له مال فأدانه ولم يشهد عليه فجحده فيقال له الم آمرك بالإشهاد ؟
وقد
اثيرت حول الدعاء عدة شبهات منها انه لا يتوافق مع القضاء والقدر ومع
الرضا والتسليم ولسنا هنا في معرض التفصيل للرد على هذه الشبهات
ولكن نقول أن الدعاء وإستجابة الدعاء هي من مسائل القضاء والقدر الإلهي وليست خارجة عنهما ولاينافي الدعاء الرضا والتسليم
ولكن نقول أن الدعاء وإستجابة الدعاء هي من مسائل القضاء والقدر الإلهي وليست خارجة عنهما ولاينافي الدعاء الرضا والتسليم
بكل
الأحوال لابد من الإشارة ايضاً إلى ضرورة الإلتفات إلى بعض الأوقات
المخصوصة للدعاء والواردة في الروايات والتزود من هذه الفرص الثمينة
والتي اهمها ليالي القدر والعشرة الأخيرة من شهر رمضان وليلة الجمعة ونهارها وليلة النصف من شعبان ويوم عرفة والأسحار
وغيرها كثير فلتراجع في مظانها كما لابد من الإلتفات أيضاً إلى اهمية بعض الأمكنة كالمسجد الحرام والمشاهد الشريفة
والتي اهمها ليالي القدر والعشرة الأخيرة من شهر رمضان وليلة الجمعة ونهارها وليلة النصف من شعبان ويوم عرفة والأسحار
وغيرها كثير فلتراجع في مظانها كما لابد من الإلتفات أيضاً إلى اهمية بعض الأمكنة كالمسجد الحرام والمشاهد الشريفة
ونختم أخيراً بالحديث عن بعض الآثار المترتبة على الدعاء
1-
إن الأدعية المنصوصة تتضمن الكثير من التعاليم الإسلامية حول مختلف
مجالات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والنفسية وغيرها
ومن المعلوم في علم النفس والأخلاق ما تمثله عملية الإيحاء الذاتي من التأثير في دفع الإنسان إلى تمثل ما يلقن
فمثلاً تكرار فكرة الشهادة والجهاد في الأدعية يؤدي إلى ترسيخ روح الشهادة والجهاد في النفس
ومن المعلوم في علم النفس والأخلاق ما تمثله عملية الإيحاء الذاتي من التأثير في دفع الإنسان إلى تمثل ما يلقن
فمثلاً تكرار فكرة الشهادة والجهاد في الأدعية يؤدي إلى ترسيخ روح الشهادة والجهاد في النفس
2- الشعور برقابة الله مما ينعكس هذا على ممارسة الفرد من خلال التلقين المستمر
3-
إستمداد القوة والقدرة على مواجهة كل ما يعترض الإنسان من الإبتلاءات
وصعوبات وهذا ما نراه بشكل واضح عند المقارنة بين المؤمن وغيره
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لا تنسوني بدعائكم
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق