الخميس، 14 يونيو 2012

التاريخ الأسود للحركة الوهابية

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد 

تنسب الطريقة الوهابية إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ولد الشيخ محمد عام 1115 ه في قرية عُيينة إحدى القرى التابعة لنجد وكان والده قاضياً وقد درس الفقه الحنبلي عند أبيه وطالع كتب التفسير والحديث والعقائد وكان منذ شبابه يستقبح كثيراً من الشعائر الدينية التي يمارسها أهالي نجد ولم يقتصر على ذلك بل تعدّاه إلى المدينة المنورة بعد ما انصرف من مناسك الحج فأخذ يستنكر على الذين يتوسلون برسول الله (ص) ثم عاد إلى نجد وبعدها ارتحل إلى البصرة فثار عليه أهلها واخرجوه مدحورا فتوجه إلى الزبير وفي الطريق كاد أن يهلك من الحرّ والعطش - وليته هلك - ثم سافر إلى الاحساء ومنها إلى حريملة التابعة لنجد وفي سنة 1139 انتقل والده من عيينة إلى حريملة فلازم زالده وواصل حملاته المسعورة ضد الشعائر الدينية مما أدى إلى نشوب النزاع والخلاف بينه وبين أبيه من جهة وبينه وبين أهالي نجد من جهة أخرى وبعد وفاة والده سنة 1153 خلا له الجو فراح يعلن عقائده الشاذة فانخدع بعض الناس واشتهر أمره عندها قفل عائداً إلى عيينة وكان يحكم عليها عثمان بن حمد فاستماله في بداية الأمر وبعد وصول خبره إلى حاكم الاحساء اعتذر عثمان من تأييده وأمره بمغادرة عيينة فخرج منها عام 1160 إلى الدرعية وكان حاكمها يومذاك محمد بن سعود الجد الأعلى لآل سعود فزاره الحاكم وبشره ووعده بالخيروبالمقابل بشره ابن عبد الوهاب بالهيمنة على بلاد نجد كلها وهكذا وقع القرار المشؤوم وبدأت غزوات السلب والقتل على القبائل والمدن التي ترفض الأنجراف إلى الدعوة الشاذة وكل من لا يخضع كان الوهابيون يعاملونه معاملة الكافر المحارب ويبيحون امواله وأعراضه وعلى هذا الاساس شنوا المعارك في نجد وخارجها كاليمن والحجاز ونواحي سوريا والعراق وكان يأمر الكل بالبيعة ولهذا عندما رفض أهالي قرية الفصول من ضواحي الأحساء بيعة هذا الرجل هجم عليهم وقتل ثلاثمائة رجل ونهب أموالهم وأخيراً هلك محمد بن عبد الوهاب عام 1206 ولكن أتباعه واصلوا أحياء بدعه وضلاله ففي عام 1216 أعدّ الأمير سعود الوهابي جيشاً ضخماً قوامه عشرين ألفاً وشنوا هجوماً عنيفاً على كربلاء وأكثروا فيها القتل والنهب والخراب والفساد والفجائع ولم تسلم الروضة المقدسة وخزانتها من النهب والتدمير ووافق الهجوم يوم الغدير المجيد ومن الجدير بالذكر أن علماء المذهب الحنبلي ثاروا ضد محمد بن عبد الوهاب وحكموا بإنحرافه وبطلان عقائده وأول من تصدى له أبوه ثم أخوه الشيخ سليمان الذي ألف كتاب (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية )وهنا لابد من الاشارة والتأكيد على أن محمد بن عبد الوهاب ليس مبتكراً في آرائه وأفكاره بل هو مدين إلى ابن تيمية الحرّاني وتلميذه ابن القيم الجوزية فمن هو ابن تيمية ؟ 
هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية كان من علماء الحنابلة وهلك سنة 728 ونظراً لآرائه السقيمة وأفكاره المنحرفة المخالفة لعقائد المسلمين على اختلاف مذاهبهم فقد كان علماء عصره يتصدون له ويحكمون بفسقه وانحرافه وألفوا الكتب العديدة في الرد عليه منهم 
1- تقي الدين السبكي (شفاء السقام في زيارة قبر الإمام )و(الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية )
2-قاضي قضاة المالكية تقي الدين الأخنائي (المقالة المرضية )
3- فخر بن محمد القرشي ( نجم المهتدي ورجم المقتدي )
4- تقي الدين الحصني (دفع الشبهة )
وأصدر قاضي قضاة مصر البدر بن جماعة فتوى شهيرة بحق ابن تيمية وكذلك أصدر قضاة المالكية والحنبلية فتاوي في تفسيق ابن تيمية والحكم بضلاله وبهلاك ابن تيمية لم يفلح تلميذه ابن القيم الجوزية في احياء افكار استاذه إلى أن ألقى الشيطان حبائله من جديد في نجد على يد الوهابي الشاذ وبالتعاون مع بريطانيا الحاقدة على الاسلام سقطت مكة والمدينة بيد هذه الزمرة المنحرفة فعمدوا إلى محوا الآثار الاسلامية وهدم قبور الاولياء وهتك حرمة الرسول الاكرم (ص)فهدموا قبة عبد المطلب وأبي طالب والسيدة خديجة وقبة مولد النبي (ص)وقبة مولد علي (ع)وقبة زمزم وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين فهدموها وهم يرتجزون ويضربون الطبول ويُغنون ويبالغون في شتم القبور وبالغ الحال ببعضهم أن بالوا على القبور 
وفي عصرنا الحاضر صعّد الوهابيون حملاتهم المسعورة ضد الاسلام والمسلمين بفعل الثروة الطائلة التي يجنيها آل سعود من البترول فقد خصصت الاموال الطائلة لذلك ولولا هذه الاموال لما عاش هذا المذهب الواهي إلى هذا الوقت لقد وجد الغرب ضالته في هذا المذهب واتخذه خير وسيلة لإلقاء التفرقة بين المسلمين وتشتيت صفوفهم فكشف وحش التكفير عن أنيابه وغرز مخالبه في جسد الامة وانجب هذه المسوخ التي تفتك اليوم بأنحاء وأقطار هذه الامة 
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق