الخميس، 14 يونيو 2012

فلسفة الإنتظار


فلسفةالإنتظار

بسم الله الرحمن الرحيم

يا قائم آل محمدأدركنا
"الحمد لله الذي يؤمن الخائفين ويُنجي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين "
والصلاة والسلام على على خير خلقه ونذير عباده محمد المصطفى (ص) وعلى الأئمة الميامين مصابيح الدجى وأعلام الورى وعلى البقية الطاهرة ذخيرة المحرومين والمستضعفين إمامنا ومنقذنا محمد بن الحسن العسكري القائم المهدي

عجل الله تعالى فرجه الشريف
لقد شاء الله العزيز لنفوسنا القلقة والمضطربة أن تطمئن لذكره الشريف حين وعد بإلباس الأرض لباس السماء وكساها رحمة وحناناً للمؤمنين ونقمة وعذاباً للكافرين والمنافقين فنحن نشخص بأبصارنا إلى الأفق نقرأ فيه علائم الرحمة وتجذرت في نفوسنا وتأصلت فلسفة الإنتظار وتحولت مداً ثورياً والسعي للإنقلاب التغيري الشامل في مختلف الجوانب
فلسفة إنتظار المهدي (عج) هي ركن أساسي من اركان التشيع وما نراه اليوم من حملة شعواء على هذا الركن إنما هونتيجة ما تقدم سابقاً من إمداده التشيع والشيعة من العزيمة والقدرة التي ساهمت في مواجهتهم الظلم والقهر وحملات الإبادة عبر التاريخ
إن المطلع على كافة الأديان والمذاهب يرى أن الجميع يعطون حكومة آخر الزمان المنتظرة أهميتها القصوى ويعرّفون لوقتها علامات ودلائل هي من صميم ما عندهم من تراث ديني وحتى العلمانيين لا يسعهم اليوم إلا الإعتراف بإفلاس كل الأنظمة الأرضية التي يزاولها الناس بشتى أشكالها وهذا لا يحتاج إلى دليل مع ما نراه اليوم في عالمنا من تفشي الظلم والفساد حتى بات العالم يتشوق معه إلى قيام حكومة العدل
ونقول مع الإمام المهدي
" لا لأمر الله تعقلون ولا من أوليائه تقبلون ؟! حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يعلمون "
ثم نرتضي الإيمان به وإن كفرغيرنا ونتأسى بقوله وهو عدل القرآن
"لأن الله معنا - فلا فاقة بنا إلى غيره والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا "
فلن يؤخر حتمية ظهور المهدي (عج) تعمد تجاهله او الطعن فيه ولن يؤخريوماً موعوداً إنكار المنكرين تماماً كما أنها لا تمنع بزوغ الشمس الساطعة مشيئة من أراد تأخير سناها
قال خاتم أوصيائه (عج) :" وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله على ما وصلونا به فقد أقلنا من إستقال وما لنا حاجة في صلة الشاكين "
قال رسول الله (ص) :" إن الله سبحانه وتعالى لم يُخل ِالأرض من حجة من لدن آدم إلى إنقراض الدنيا "
وقال (ص) :" القائم المهدي هو وارث الأرض وما فيها "
وقال (ص) :" المهدي من عترتي من ولد فاطمة يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي "
وقال (ص) :" هو من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا حتى أنه يسمى قائم آل محمد
وقال (ص):" من أنكر القائم من ولدي أثناء غيبته مات ميتة جاهلية "
والأحاديث في صاحب الزمان الغائب عن العيان كثيرة متضافرة وهناك مراجع كثيرة يمكن الرجوع إليها لمن يريد التفصيل ونستنتج مما تقدم أن الرسول (ص) والأئمة الأطهار (ع) كانوا يهيئون الأرضية المناسبة والوعي اللازم لتقبل فكرة الظهور والإنقلاب الإصلاحي الذي سيتولى قيادته ولدهم المهدي (عج) الذي ولد في الخامس عشر من شعبان عام 255 هجري سراً خوفاً من الحكومة العباسية التي كانت تنتظر ولادته وارسلت الجواسيس والعيون تترقب منزل الإمام الحسن العسكري (ع) هكذا شاء الله منذ ولادته الستر والغيبة جعلها الله غيبة صغرى في بداية الأمر مع وجود سفراء ليتأقلم ويتربى ويتحضر الشيعة لفترة الغيبة الكبرى هكذا إستمرت غيبته الصغرى 74 سنة كان خلالها يتصل بالخلص من شيعته وبعدها بدأت الغيبة الكبرى حتى يومنا هذا واناط الحجة (عج) مهمة امور المسلمين بالعلماء والمجتهدين العاملين بحكم ولاية الفقيه
ونختم بسوأل مهم واساسي ما هو واجب كل إنسان مسلم ودوره في خضم الصراع هل يبقى ساكتاً خاملاً تعصف به الريح من كل حدب وصوب وهو يرقد في بيته منتظراً المهدي (عج) هل يدع حكم الجور والكفر يعبث بالأرض فساداً ويتحكم برقاب المسلمين كيفما يشاء؟؟؟
هنا قد يتوهم البعض أن الإنتظار هو تخدير وتثبيط للعزائم إلا اننا متى عرفنا فلسفة الإنتظار ندرك تماماً أنه ليس في الإنتظار ما يتنافى وواقع العقيدة الإسلامية المرتكزة على الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل من يقول غير هذا فهو مشتبه ففلسفة الإنتظار منسجمة مع روح العقيدة الإسلامية ولا يمكن ان تكون خلاف ما أمر الله به وجاء به القرآن والأحاديث عن أهل بيت العصمة عليهم السلام

وآخر دعوانا أن الحمد للهرب العالمين

أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي 

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم عجّل فرجه الشريف وسهّل مخرجه

    شكرا لكم أستاذ ~

    ردحذف
  2. عجل الله فرجهم وفرجنا
    خادمكم

    ردحذف