الخميس، 10 أبريل 2014

ما معنى الإيمان بالغيب ؟





ما معنى الإيمان بالغيب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد 

وردت عبارة الغيب في القرآن الكريم ما يقارب الأربعين مرة والغيب إصطلاحاً يعني كل ما غاب عنا ولم تدركه حواسنا بفعل الزمان والمكان أو نتيجة محدودية حواسنا ووردت كلمة الغيب مقرونة بالشهادة ( عالم الغيب والشهادة ) فعالم الغيب يقابله عالم الشهادة من الشهود والحضور والإدراك وكثيراً ما وردت عبارة الغيب في القرآن الكريم بعد إخبار الله تعالى النبي الأكرم (ص) بعض الأحداث التاريخية  
(( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ)) 
ولا يحتاج المتدبر في القرآن الكريم الكثير من العناء ليلاحظ أهمية الإيمان بالغيب وكمثال الآية رقم 3 من سورة البقرة المباركة 
((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ))  
 لاحظوا تقديم الإيمان بالغيب على الصلاة لماذا هذا التقديم وهذا التركيز في كتاب الله على الإيمان بالغيب ؟
لأن الإيمان بالغيب بإختصارهو عصب الإيمان وجوهره وتتحدد قوة إيمان المرء وصلابته بمقدار قوة إيمانه بالغيب فكلما إرتفعت درجات هذا الإيمان لتبلغ اليقين وعلمه وحقه أي رؤية حقائق الغيب بالبصيرة فلا يبقى هناك مجال للشك على الإطلاق عندها سيصدق على المرء وصف أمير المؤمنين (ع) 
"فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون" 
وإذا دققنا بالأمر لوجدنا ان شخصية الإنسان مرهونة بمقدار إيمانه بالغيب شعر بذلك أم لم يشعر فمثلاً من أيقن بالمعاد إستعد له وتمثل يوم القيامة والحساب امام ناظريه ومن كان يقينه ضعيفاً سيتذكره حيناً ويغفل عنه أحياناً فيتنقل بين الطاعة والمعصية ويعيش حالة من التذبذب قد تصل به أحياناً أن يفقد الرؤية الصحيحة والواضحة حتى في عالم الشهادة وتحول بينه وبين الحقائق عشرات الحجب ويصبح منتهى همه العيش في عالمه هذا غافلاً عن التفكير بما وراءه فبدل ان يرتقي إلى أعلى عليين ينحدر إلى أسفل سافلين

اللهم لا تنسنا ذكرك ولا تجعلنا من الغافلين ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ابدا

كفعمي العاملي 
 أسألكم الدعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق