الأحد، 6 أبريل 2014

وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ



وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51

وردت عبارات توكل والمتوكلون ووكيلا  في كتاب الله في اكثر من مائة موضع تقريباً وطفحت الكتب الروائية بالأحاديث الشريفة عن معنى التوكل وما يورث التوكل وتأثيره على شخصية الإنسان وحياته فما هي حقيقة  التوكل ومعناه ؟
التوكل من مادة وكالة وعرّفه علماء الأخلاق بأنه إعتماد القلب على الله في الأمور كلها وإنقطاعه عما سواه فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أن الحكم في ذلك له وحده تعالى مع التسليم المطلق لأوامره ونواهيه لأن الخير كله فيما أمر ولا بد من التأكيد على عبارة ( إعتماد القلب ) لإن هذا الإعتماد لا يحصل إلا نتيجة إعتقاد راسخ ولقلقة اللسان هنا لا تكفي
جاء في الحديث الشريف أن النبي (ص) سأل جبرائيل عن معنى التوكل فقال " العلم بأن المخلوق لا يضرّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع وإستعمال اليأس من  الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرجي ولو يخاف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل "
ومن يتدبّر الآيات الواردة في كتاب الله يجد أن الله تعالى يعتبر التوكل من لوازم وضروريات الإيمان بالله وهو من الصفات البارزة للمؤمنين
 {.... وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة23
هذا الإعتبار منشاه أن ما يورث التوكل هو اليقين فكلما إزداد يقين المؤمن إزداد توكله
جاء في الحديث :" التوكل من قوة اليقين "
وفي حديث آخر :" بحسن التوكل يُستدل على حسن اليقين "
من هنا نستطيع فهم الترابط في كلام جبرائيل (ع) مع معنى التوكل لأن اليقين يحصل من العلم والمعرفة بالله تعالى وبحاكميته المطلقة مما ينتج زيادة وقوة في الإيمان لأن المعرفة أن الطاقات التي يمتلكها الإنسان  كلها من الله وأن وجوده وما يملك متعلق به تعالى وهو ليس المالك الحقيقي سيستتبعه  توكيل العبد أموره كلها لمن بيده الأمر كله
جاء في الحديث :" أقوى الناس إيماناً أكثرهم توكلا على الله "
لا حظوا الترابط الوثيق بين اليقين والإيمان والتوكل في مجموع الأحاديث أعلاه 
مما يروى أن كسرى غضب يوماُ على الحكيم بزرجمهر فأودعه السجن وأراد أحد رؤساء الشرطة ان يقف على أحوال الحكيم فدخل عليه سجنه فوجده قوي القلب ثابت العزيمة متهلل الوجه فتعجب الشرطي من ذلك فقال له بزرجمهر سينقضي عجبك هذا لو عرفت أن طمأنينتي هذه أن عندي دواء مركبا من ستة عناصر صنعته بيدي وأنا لا أفتر عن تناوله
فقال له الشرطي : وما هو هذا الدواء العجيب ؟
فأجاب الحكيم بزرجمهر : بالتوكل على الله القادر والإعتقاد بقدرته والتسليم بقضائه والتحلي بالصبر والإستقامة والإعتقاد أن الجزع والضجر لن يوصلا إلى نتيجة فعودت نفسي على تحمل المصائب والمشاق والإيمان بوجود من هو أسوا مني  حالاً فشكرت الله على ذلك ثم يقيني بأن التفاؤل يجلب الفرح
جاء في الحديث عن النبي (ص) :" لو أن رجلاً توكل على الله بصدق النية لأحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم فكيف يحتاج هو ومولاه الغني الحميد "
وعن أمير المؤمنين (ع) :" من وثق بالله اراه السرور ومن توكل عليه كفاه الأمور "  

اللهم إني أسالك إيماناً  تباشر به قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم انه لن يصيبني إلا ما كتبت لي
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق