الاثنين، 14 أبريل 2014

ما معنى البَداء ؟





ما معنى البَداء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }
مسألة البَداء من المسائل التي يتم التشنيع والإفتراء بها على الشيعة فما معنى البداء وهل في كتاب الله تعالى ما يدّل عليها ؟
في البداية نوضح معنى البَداء لإن الكثير من الإفتراءات هي نتيجة الجهل وعدم فهم المعنى الحقيقي للبَداء لغوياً  البَداء بالفتح والمدّ هو ظهور الشيء بعد الخفاء وحصول العلم بعد الجهل وهذا قطعاً ممتنع على الله تعالى  فعندما نطلق هذا الفعل على الله تعالى فليس المقصود أن الله كان خافياً عنه أمراً ما ثم علم به أو ظهر له كما يبدو للناس بل قطعاً كل شيء هو سابق في علم الله تعالى ولكنه أخفاه عن الناس ثم أبداه لهم كما في قوله تعالى
{.....وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }
 ومن يقول أن الشيعة تقول بغير هذا فقد إفترى كذباً عظيماً والإمامية منه براء
قال الصادق (ع) :" من زعم أن الله عزّ وجلّ يبدو له في شيء لم يعلمه أمس فإبرؤوا منه "
ويوضح الصادق (ع) معنى البداء بقوله :" إن لله علمين علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء وعلم علّمه ملائكته ورسله وأنبياؤه ونحن نعلمه "
ومثال البداء من كتاب الله تعالى هو قصة إبراهيم (ع) وذبحه إسماعيل (ع)
 فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102} فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ{106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107}
وقصة نبينا محمد (ص) وأم المؤمنين زينب بن جحش
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً{37}
وأيضاً ما ورد عن الصادق (ع) في قضية الإمام الكاظم (ع) وأخيه إسماعيل
" الله لم يبد له شيء كما بدا له في ابني إسماعيل "
وكذلك الحال في قول الإمام الهادي (ع) لولده الإمام الحسن العسكري  (ع) :
" إن الله أحدث فيك أمراً فأحدث له شكراً "
هذا بإختصار معنى البداء لا أكثر ولا اقل وهو قريب لمعنى النسخ الوارد في كتاب الله
 {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
ولهذا قيل البداء في التكوين كالنسخ في التشريع
وعليه فلا مجال للطعن في الشيعة لقولهم بالبداء والقرآن والسنة تقرر ذلك فالله تعالى لا يبدو له شيء عن جهل بل عن علم نبرأ ممن يدعي غير هذا
ونختم بقول الصادق (ع) : " ما عُبد الله عزّ وجلّ بشيء مثل البداء "
 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كفعمي العاملي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق