إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
{اّلَذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ
قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } البقرة156
كثيرا ما نردد هذه الآية الكريمة عند المصائب والملمات
وهي بعدد كلماتها التي لا تتجاوز العشرة تختزن مفاهيم عقائدية تتركز بشكل مكثف في أواخرها
{ إنا لله وإنا إليه راجعون}
البداية { إنا لله}
تعبير عن الأصل الأول للدين التوحيد لإنه إعتراف وإقرار لله بالملكية وبالخالقية
إنا لله أي نحن عبيد مخلوقين لله لا ملكية لنا قبال ملكيته هو المتصرف والمدبّر
الأوحد ما يختاره ويرضاه لنا نرضى ونسلم به وهذا هو لبّ وجوهر العبودية والإسلام
والخاتمة { وإنإ إليه
راجعون } تعبير عن الأصل الثاني للدين المعاد فهو إعتراف وإقرار بالعودة
والإياب إليه وهو عملياُ ايضاً تعبير عن الأصل الثالث للدين النبوة لأنه إعتراف
وإقرار وتصديق لما أخبر به الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين
لذلك نرى أن النتيجة المترتبة على هذا القول والإعتقاد
به هو
{أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة157
تأملوا في قوله تعالى {
أولئك هم المهتدون} لقد وصف الله تعالى المؤمنين والمعتقدين بإنا لله وإنا
إليه راجعون بأنهم المهتدون المستحقون للرحمة وللصلوات الإلهية
يقول السسيد محمد حسين الطباطبائي في الميزان في تفسير
القرآن " ومن هذا الباب الآيات التي نحن
فيها و هي قوله تعالى: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه
راجعون»
إلى آخرها فإن هذه الآيات و أمثالها مشتملة
على معارف خاصة إلهية ذات نتائج خاصة حقيقية لا تشابه تربيتها نوع التربية التي
يقصدها حكيم أخلاقي في فنه، و لا نوع التربية التي سنها الأنبياء في شرائعهم، فإن
المسلك الأول كما عرفت مبني على العقائد العامة الاجتماعية في الحسن و القبح و
المسلك الثاني مبني على العقائد العامة الدينية في التكاليف العبودية و مجازاتها،
و هذا المسلك الثالث مبني على التوحيد الخالص الكامل الذي يختص به الإسلام على
مشرعه و آله أفضل الصلاة هذا.
إن من أوجب الواجبات التفكر والتدبر في كل كلمة نتفوه بها لندرك المعنى
والمقصد منها حتى لا نكون ممن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم
اللهم نوّر قلوبنا بالقرآن
كفعمي العاملي
أسألكم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق