الرد على شبهات حادثة غدير خم
السوأل -
إذا كانت الشيعة تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف
الصحابة قد سمعوا جميعاً الوصية بالخلافة
لعلي بن أبي طالب
(ر) بعد رسول الله (ص) مباشرة ، فلماذا لم يأت واحد من آلاف الصحابة ،
ويغضب لعلي
إبن أبي طالب ، ولا حتى عمار بن ياسر ولا المقداد بن عمرو ولا سلمان
الفارسي (ر) فيقول : يا أبا بكر
لماذا تغصب الخلافة من علي ، وأنت تعرف ماذا قال الرسول (ص) في غدير خم؟!.
الجواب -
ليس الشيعة التي تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف ،
بل كتب السنة تقول أن الذي حضر واقعة الغدير آلاف ولا أحد يستطيع أن ينكر
الحادثة ، فقد نقل الحادثة عدد كبير من الحفاظ والحادثة متواتر ، وقد صنف عدد من حفاظ
المدرسة السنية كتب في حادثة غدير خم
.
أما بالنسبة للعدد ،
فقد نقل إبن
كثير في تفسيره
( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : (
106 ) ، قال
: ( وقال البخاري : قال الزهري : من الله الرسالة وعلى الرسول
البلاغ وعلينا التسليم وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة وإستنطقهم
بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من أصحابه نحو من
أربعين ألفا كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله
).
أما بالنسبة للإحتجاج
فقد إحتج
الإمام علي (ع) في مواضع عديدة ، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده بأسانيد
صحيحة قال : ( حدثنا عبد الله حدثني
أبي ثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا : ثنا فطر عن أبي الطفيل قال : جمع علي
(ر) الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله
(ص) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من
الناس وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس : أتعلمون
أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال : فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن
أرقم فقلت له : إنى سمعت عليا (ر) يقول كذا وكذا قال : فما تنكر قد سمعت رسول الله
(ص) يقول ذلك له ) ، ( تعليق
شعيب الأرنؤوط : إسناده
صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له
البخاري مقرونا ، مسند أحمد بن حنبل ج4 ص370 ح19321 تحقيق شعيب الارناؤوط ) ، الملاحظة في هذه الرواية إستهجان وإستنكار أبو
الطفيل على الولاية أي كيف
تركوا الإمام علي (ع)
.
- وقال : ( حدثنا عبد
الله ثنا على
بن حكيم الأودي أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن
يثيع قالا : نشد على
الناس في الرحبة من سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم إلا قام
قال : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (ص)
يقول لعلي (ر) يوم غدير خم : أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا : بلى قال : اللهم من
كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
) ، ( تعليق
شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره / مسند احمد بن حنبل ج1 ص118 ح950
تحقيق شعيب الارناؤوط ).
- وقد إحتج غير واحد من
الصحابة
بحديث غدير خم ، فقد أخرج أحمد مسنده قال : ( حدثنا عبد الله حدثني
أبي ثنا أبو
أحمد ثنا حنش عن رياح بن الحرث قال
: رأيت قوما من الأنصار قدموا على
علي في الرحبة فقال : من القوم قالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ، فذكر معناه ) ، ( تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
/ مسند احمد بن حنبل ج5ص416 ح 23610 تحقيق
شعيب ارناؤوط ).
- وقد أخرج الإمام أحمد
بسند آخر
قال : ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا حنش بن الحرث
بن لقيط النخعي
الأشجعي عن رياح بن الحرث قال
: جاء رهط إلى على بالرحبة فقالوا :
السلام عليك يا مولانا قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا : سمعنا رسول الله
(ص) يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فان هذا مولاه قال رياح : فلما مضوا تبعتهم
فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري ) ،
( تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
/ مسند احمد جص419 ح 23609 ).
- وقد روى الكليني في
كتابه
( الكافي - الجزء : (8 ) - رقم
الصفحة : ( 58 ) ،
بسند صحيح
قال : ( عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن
عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين (ع)
فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي (ص) ، ثم قال : ألا إن أخوف ما
أخاف عليكم
خلتان : إتباع الهوى وطول الأمل ، أما إتباع الهوى فيصد عن الحق ،
وأما طول الأمل
فينسي الآخرة ، ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت
مقبلة ولكن واحدة
بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم
عمل ولا حساب
، وإن غدا حساب ولا عمل
وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى
فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن إختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف
على ذي حجى لكنه يؤخذ فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ، ونجا
الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، إني سمعت رسول الله (ص) يقول : كيف أنتم إذا لبستم
فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا
غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ثم تشتد البلية وتسبى الذرية
وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب ، وكما تدق الرحى بثقالها ويتفقهون لغير الله
ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة ، ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من
أهل بيته وخاصته وشيعته فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول
الله (ص) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها
وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله (ص) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي
أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله
(ص) ، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم ( (ع) ) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول
الله (ص) ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ( عليها السلام ) و رددت صاع رسول (ص) كما
كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله (ص) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار
جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءا تحت رجال
بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت
ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما
كان رسول الله (ص) يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة ،
وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله
(ص) إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سد منه ، وحرمت
المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على
الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من
أدخل مع رسول الله (ص) في مسجده ممن كان رسول الله (ص) أخرجه ، وأدخلت من اخرج بعد
رسول الله (ص) ممن كان رسول الله (ص) أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق
على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى
مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس
وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا
يجتمعوا في شهر رمضان إلا فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى
بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في
شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الأمة من
الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار . وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي
قال الله عز وجل : " إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم
التقى الجمعان " فنحن والله عنى بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله (ص) فقال
تعالى : " فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ( فينا خاصة )
كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
واتقوا الله ( في ظلم آل محمد ) إن الله شديد العقاب " لمن ظلمهم رحمة منه لنا وغنى
أغنانا الله به ووصى به نبيه (ص) ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله ر
(ص) وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وجحدوا
كتاب الله الناطق بحقنا ومنعونا فرضا فرضه الله لنا ، ما لقي أهل بيت نبي من أمته
ما لقينا بعد نبينا (ص) والله المستعان على من ظلمنا ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم ).
وكثير
من احتجاجات الإمام علي (ع) على أبو بكر وعمر و ولكن مراعاة
للإختصار وخوفا من الإطالة نكتفيي بذكر بعض منها .
- فقد ذكر سليم بن قيس
عن الإمام
علي (ع) : ( ... لماذا لم يقم أمير المؤمنين (ع) بالسيف في قضايا
السقيفة فقال
الأشعث بن قيس - وغضب من قوله - : فما يمنعك يا بن أبي طالب حين بويع
أخو تيم بن
مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما ، أن تقاتل وتضرب بسيفك
؟ وأنت لم
تخطبنا خطبة - منذ كنت قدمت العراق - إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن
منبرك : ( والله إني لأولى
الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا (ص) ) . فما منعك أن تضرب بسيفك دون
مظلمتك ؟ فقال له علي (ع) : يا بن قيس ، قلت فاسمع الجواب
: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي ، وأن لا أكون أعلم أن ما
عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (ص)
وعهده إلي ، أخبرني رسول الله (ص) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أك بما صنعوا -
حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله (ص)
أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت ، فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إلي إذا كان ذلك ؟
قال : إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك
حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا .. ) ، راجع
: ( كتاب سليم بن قيس ص214 / 215 ) ، تحقيق محمد على
الأنصاري ) .
- وقد نقل إبن أبي
الحديد المعتزلي
في
( شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) -
رقم الصفحة : ( 11 ) : ( ... أنا أحق
بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من
الأنصار ، وإحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ،
فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما إحتججتم به على
الأنصار فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت
الأنصار لكم ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون ... ).
- ما أخرجه الحافظ إبن
عساكر
الدمشقي في تاريخه ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والحافظ إبن
مردويه ،
والحاكم والحسكاني ، والحافظ الواحدي النيسابوري في أسباب النزول
بالإسناد عن أبي
سعيد الخدري قال
: ( هذا اللفظ أوردناه كما أورده الحافظ جلال الدين
السيوطي في الدر المأثور
) :)، نزلت هذه الآية
( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من
ربك ) ، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (ع) ،
المصادر : ( الدر
المنثور للسيوطي ج2 ص 528 ، أسباب النزول للواحدي ص 85 ، شواهد التنزيل
ج1 ص 250 ح 244 ، مختصر تاريخ دمشق ج17 ص359 ، ترجمة الإمام أمير المؤمنين (ع) من
تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 85 ح 585 ، وص 86 ح 586 ).
- ما أخرجه الحافظ إبن
مردويه
بسنده عن أبي سعيد الخدري ، أنها نزلت
على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين قال لعلي (ع) : من كنت
مولاه فعلي مولاه
) ، راجع : ( تفسير
القرآن العظيم لإبن كثير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 14 ) ، ولا بأس أن ننقل الأحاديث الواردة بغدير خم
، أخرجه أيضا
: ( الحافظ إبن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحاكم الحسكاني
في شواهد التنزيل. / ترجمة الإمام أمير
المؤمنين من تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 86 ح585 ،
مختصر تاريخ إبن عساكر ج17 ص 358 ، شواهد التنزيل ج1 ص 201 ح 211 وص 202 ح 212 ).
- ما أخرجه عدة من
الحفاظ منهم
الخطيب البغدادي في تاريخه والحافظ إبن عساكر في تاريخه والحاكم
والحسكاني
والجورقاني وإبن الجوزي وإبن المؤيد الجويني والعاصمي وإبن المغازلي
والخطيب
الخوارزمي والمرشد بالله الشجري في أماليه وغيرهم بإلإسناد : ( عن أبي
هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا
، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ النبي (ص) وسلم بيد علي بن أبي طالب (ع) فقال :
ألست ولي المؤمنين؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه ،
فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : ( اليوم
أكملت لكم دينكم) ).
- وفي ( تاريخ بغداد
- الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 289 ) : ( ومن صام يوم
سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، وهو أول يوم نزل فيه جبريل (ع) على محمد
(ص) وسلم بالرسالة ).
- ما أخرجه الحافظ إبن
مردويه
بسنده
، (
عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير
خم حين قال لعلي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه
) ، راجع : ( تفسير
القرآن العظيم لإبن كثير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 14 ) ، ( وأخرجه أيضا الحافظ إبن عساكر
الدمشقي في تاريخه، والحاكم الحسكاني في شواهد
التنزيل ، ( ترجمة الإمام أمير المؤمنين من تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص
86 ح585 ، مختصر تاريخ إبن عساكر ج17 ص 358 ، شواهد التنزيل ج1 ص 201 ح 211 وص 202 ح 212 ).
إعترف عدة من كبار
فقهاء السنة
ومحدثيهم بتواتر حديث الغدير , وصرح عدة منهم بصحة الخبر , وممن حكم
بتواتر الخبر
وصحته
:
- الحافظ الذهبي ، قال
بشأن عبارة ( من كنت
مولاه فعلي مولاه ) : وصدر الحديث متواتر أتيقن أنّ رسول الله
(ص) قاله ، وأما ( اللهم وال
من والاه ) فزيادة قوية الإسناد ، راجع
: ( البداية
والنهاية لإبن كثير - الجزء : ( 5 ) - رقم
الصفحة : ( 188 ) ، وقد صحح الذهبي عدة
من طرقه في تلخيص
المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم
.
- الحافظ أبو عيسى
الترمذي في سننه
، حيث أورد الحديث وقال
بشأنه : هذا حديث حسن
صحيح ، راجع : ( سنن
الترمذي ج5 ص 591 ح 3713 ).
- أبوعبد الله الحاكم
محمد بن عبد
الله النيسابوري صحح الحديث في عدة مواضع من المستدرك
على شرط الشيخين ،
ووافقه الذهبي في التلخيص ، راجع
: ( المستدرك
على الصحيحين ج3 ص 116 ط1 ، وص 126 ح4601 من الطبعة الحديثة ، وج3 ص 133 ط1 ،
وص 143 ح4652 من الطبعة الحديثة ) ،
وغير ذلك من المواضع أيضاً.
- الحافظ أبو جعفر
الطحاوي الحنفي
صحح الحديث في مشكل الآثار ، وقال بعد أن أورد الحديث : فهذا حديث صحيح
الإسناد ، ولا طعن لأحد في رواته فيه أنّ ذلك القول كان من رسول الله (ص) وسلم لعلي
بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة ، راجع
: ( مشكل
الآثار ج 2 ص 308 ).
- الحافظ إبن حجر
العسقلاني ، صحح
الحديث في فتح الباري حيث قال : وأما حديث
( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقد أخرجه الترمذي
والنسائي ، وهو كثير الطرق جداً ، وقد إستوعبها إبن عقدة في كتاب
مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، راجع
: ( فتح
الباري ج7 ص 93 ذيل حديث 3707 ).
- الحافظ أبوعمرو إبن
عبد البر
الأندلسي القرطبي صحح الحديث فإنه بعد أن أورد عدة روايات منها خبر
الغدير في
الإستيعاب قال
: ( وهذه كلها آثار ثابتة ) ، راجع
: ( الإستيعاب
ج 3 ص 1100 رقم 1855 ).
- الحافظ الملا علي
القاري الحنفي
، قال في مرقاة المفاتيح
بشأن الحديث : والحاصل ،
أنّ هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عده
متواتراً ، إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) ثلاثون
صحابياً ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ،
راجع : ( مرقاة المفاتيح ج10 ص 464 ح 6091 ).
- الحافظ إبن كثير
الدمشقي ،
صحح عدة طرق لحديث الغدير في البداية والنهاية ،
راجع : ( البداية والنهاية ج 5 ص 184 ،
ومابعدها ، و ج7 ص 359 ، ومابعدها ).
- الحافظ جلال الدين
السيوطي ،
فقد نقل عنه المناوي في شرح الجامع الصغير وغيره أيضاً
قوله بأن
الحديث متواتر
، راجع : ( شرح
الجامع الصغير ، شرح حديث (9000) ).
- الحافظ المناوي ، صحح
الحديث من عدة طرق في كتابه الجامع الأزهر ، راجع : ( الجامع
الأزهر ج 3 ص 37 ).
- الحافظ نور الدين
السمهودي
صحح الخبر في جواهر العقدين ،
راجع : ( جواهر العقدين ص 236 ).
- الحافظ إبن حجر
الهيتمي في كتاب
( الصواعق المحرقة - رقم الصفحة : (
64 ) ، حيث قال
: أنه حديث صحيح لا مرية فيه ،
وقد أخرجه جماعة كالترمذي
والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جداً ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابياً ،
وفي رواية
لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) وسلم ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما
نوزع أيام
خلافته ، كما مر وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا إلتفات
لمن قدح في
صحته ، ولا لمن رده بأن علياً (ع) كان باليمن لثبوت رجوعه منها ،
وإدراكه الحج مع
النبي (ص) ، وقول بعضهم : أن زيادة
: ( اللهم وال من والاه
) إلى آخره موضوعة ، مردودة ، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيراً منها.
- الحافظ اليهثمي صحح الخبر
في عدة مواضع من كتابه مجمع الزوائد ، راجع : ( مجمع
الزوائد ج 9 ص104 ، وص 109 ).
- الحافظ إبن حبان ، حيث أورد
الخبر في صحيحه
، راجع : ( الإحسان
في تقريب صحيح إبن حبان ج 15 ص 374 ح 6930 ، وص 375 ح 6931 ) ، بأكثر من طريق ، وقد
إلتزم بعد إيراد إلا ما كان صحيحاً عنده.
- الحافظ شهاب الدين
القسطلاني ،
صحح الخبر في المواهب اللدنية وقال : وأما حديث الترمذي والنسائي ( من كنت
مولاه فعلي مولاه ) فقال الشافعي : يريد به ولاء
()الإسلام ، كقوله تعالى
: ذلك بأن
اللّه مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) ، سورة محمد
/ 11(( ) وقول عمر : أصبحت
مولاي ومولى كل مؤمن ، أي ولي كل مؤمن ، وطرق هذا الحديث كثيرة جداً إستوعبها
إبن عقدة في كتاب مفرد له ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، راجع : ( المواهب
اللدنية ج7 ص 13 ).
هذه بعض أقوال
العلماء والمحققين
بشأن حديث الغدير وقد وردت أقوال اخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ,
ونحيلكم إلى
كتاب الغدير للعلامة الأميني (قده) فقد ذكر قسما منها ، فقد صنف علماء
السنة
والشيعة مصنفات كثيرة أكثر من مئتي وستين كتابا فاليكم ذكر جزءا منها :
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
العلامة الفقيه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير ، وقد ورد
إسمه بأكثر من
عنوان : قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ
: ( ولما بلغه أنّ إبن أبي
داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل ، وتكلم على تصحيح الحديث ، ثم قال : قلت
: رأيت مجلداً من طرق الحديث لإبن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق ) ، راجع
: ( تذكرة
الحفاظ ج2 ص 713 رقم 728 ط10 ).
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ محمد بن
أحمد بن عثمان الذهبي ، وقال في تذكرة الحفاظ : وأما حديث الطير فله
طرق كثيرة جداً
، وقد أفردتها بمصنف ،
ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، (
وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فله طرق جيدة ، وقد
أفردت ذلك أيضاً )، راجع
: ( تذكرة
الحفاظ ج 3 ص 1043 رقم 962 ) ،
وهذا الكتاب حققه المحقق العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي (ره).
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، كما نقل ذلك الحافظ أبو عبد الله
محمد بن يوسف
القرشي الكنجي الشافعي في كفاية الطالب حيث قال أثناء كلامه عن الحديث : ( وجمع
الدارقطني الحافظ طرقه في جزء ) ،
راجع : ( كفاية الطالب ص 60 ).
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي ، المصري الشافعي ، صاحب
إلفية الحديث
المشهورة ، قال الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي في ذيل تذكرة
الحفاظ أثناء ذكر
كتبه
: ( وطرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، راجع
: ( ذيل
تذكرة الحفاظ لإبن فهد المكي ص 231 ).
- ما صنفه الحافظ
الكبير عبيد الله
بن عبد الله الحاكم الحسكاني النيسابوري ، حيث قال أثناء كلامه عن الحديث
في شواهد
التنزيل
:
( وطرق هذا الحديث
مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء ) ، راجع
: ( شواهد
التنزيل ج 1 ص 252 ذيل حديث 246 ).
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي .
- وقد تقدم كلام الحفاظ
إبن حجر
والقسطلاني بشأن الكتاب , والكتاب من أشهر المصنفات المذكورة في حديث
الغدير ومن
أكثرها إستيعابا لطرقه
.
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
أبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي التميمي، البغدادي ، وقد ذكر كتابه
عدة من الحفاظ
والمحدثين منهم العلامة المحقق الحافظ إبن شهرآشوب المازندراني في
كتاب المناقب ،
راجع
: ( المناقب
ج3 ص 25 ) ، وغيره.
- الكتاب الذي صنفه
الحافظ الكبير
محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين
، فإنه ذكر في
كتابه معرفة علوم الحديث أنه جمع طرق الحديث ، قال : ( وأنا أذكر
بمشيئة الله بعد البابين الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من أئمة الحديث ببعضها ) ، راجع
: ( كتاب
معرفة علوم الحديث ص 250 ) ،
إلى أن قال : من كنت موه فعلي مولاه ، راجع
: ( كتاب
معرفة علوم الحديث ص 252 ).
- كتاب كشف المهم في
طرق خبر غدير
خم ، للعلامة المحقق المتتبع السيد هاشم البحراني قدس سره الشريف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق