الأحد، 18 نوفمبر 2012

قراءات في واقعة الطف




قراءات في واقعة الطف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
سنحاول في هذا المختصر إستقراء بعض القراءات من واقعة الطف العظيمة نضيء من خلالها على بعض الجوانب فيها
· مفهوم الشهادة عند أصحاب الحسين (ع)
اول ما يطالعنا في كربلاء هي هذه الروحية الإستشهادية التي أعطت أبعاد عظيمة لها فمع حتمية الموت وفي ظروف غير متكافئة بين الجيش اليزيدي وجيش الإمام
كان قرار أصحاب الحسين(ع) التصميم على الإستمرار وكان شعارهم
" لو قتلنا ثم أحيينا ثم قتلنا يُفعل بنا هذا ألف مرة ما تركناك "
أضف إليه تخيير الإمام لهم " هذا الليل قد غشيكم فإتخذوه جملاً"
ولكن القرار كان الإستمرار حتى الشهادة من هنا نفهم معنى الوسام الذي قلده لهم الإمام بقوله
"
أصحابي خير الأصحاب "
· كربلاء محطة فاصلة
إن الأزمة الكبيرة التي واجهها الإسلام في زمن الإمام هي أن المسلمين إرتضوا حاكماً ظالماً فيه كل صفات الإنحراف والتي تخالف صريح آيات الله وتعاليم الإسلام بوضوح
وكان التغاضي عن هذا سيزيد بشكل كبير إنحراف الإسلام مما قد يؤدي إلى إندثاره فكانت كربلاء محطة فاصلة لتحديد الإتجاه وإرجاع البوصلة إلى مكانها الطبيعي
ولو أن الثمار والنتائج ستكون بعيدة الأمد وهذا بالظبط ما نجحت فيه ثورة كربلاء عبر كشف وفضح الظلم وإعادة الوعي للأمة ومن هنا نفهم معنى مقولة أن ثورة كربلاء حفظت الإسلام
فلقد أحيا الحسين (ع) بشعارته التي رفعها كطلب الإصلاح في أمة جده والعمل بالحق ورفض الباطل
كل هذا تجلى فيما بعد بالثورات المتلاحقة على الحكم الأموي بمعزل عن هذه الثورات وأن البعض قام بها لأهداف شخصية
ولكنه توسل هذه الشعارات ليصل إلى مبتغاه كثورة العباسيين
· لا تستوحشوا في طريق الحق لقلة سالكيه
من المعالم أن القلة المحقة واجهت الكثرة المنحرفة وهذه القلة ضحّت ولم يمنعها إبتعاد الناس عن طريق الحق فكان سيرها بعكس التيار وظاهرياً هذه القلة هزمت شر هزيمة في ساحة المعركة وفنيت عن بكرة أبيها
ولكن باطن الأمر أن هذه القلة زعزعت الكيان الأموي وأسست لمنهج حسيني إستشهادي إستنهض الأمة وثماره ما زلنا نقطفه ونجنيها حتى يومنا هذا كما يقول الإمام الخميني قدس سره
" أن كل ما عندنا هو من عاشوراء "
إن كل المآسي التي أصابت الشيعة عبر التاريخ كانت تستلهم الصبر من كربلاء لأن حجم التضحيات الحسينية المأساوية لا تضاهيها كل المآسي الأخرى مهما عظمت
فشعار لا يوم كيومك يا أبا عبد الله رافق الشيعة في مواجهة كل المصائب التي تلاحقت عليهم فكان يزيدهم هذا صلابة وتمسك بولائهم
ويندر أن نقرأ في التاريخ عن طائفة من الناس تعرضت لما تعرضت له الشيعة من تنكيل وتشويه وصمدت ولم تنقرض
وهذه واحدة من ثمار عاشوراء التي زرعها الحسين عليه السلام في عقول وقلوب مواليه

والحمد لله رب العالمين
كفعمي العاملي
أسألكم الدعاء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق