وظيفة مجالس العزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
إن الله تعالى وعد المسلم بالأجر والثواب على أي عمل شرعي واجب أو مستحب
يمارسه مع توفر شرط الإخلاص وهذا لاشك فيه ابداً وسيتضاعف هذا الأجر بالتأكيد مع
توفر الوعي وتوظيف هذا العمل على مستوى الحياة وجنيّ ثماره والولوج إلى أسراره لكي
لا تنحصر فائدة هذا العمل بما بعد الموت وإنما يلحظ فيه ايضاً ما قبل الموت
أن يصلي المسلم مخلصاً لله فهذا له أجره عند الله وهذا الأجر سيتضاعف إذا
نهته صلاته هذه عن الفحشاء والمنكر وكذا في سائر التكاليف الشرعية والمستحبات
وبما أننا نعيش في هذه الأيام ذكرى عاشوراء حيث تكثر مجالس الإحياء لهذه
المناسبة الأليمة والمفجعة لابد لنا من الإضاءة على وظيفة هذه المجالس
إن حضور مجالس العزاء والتواجد فيها مما أكد عليه أهل البيت (ع) وكانوا
المبادرين لإقامتها ولقد حددوا بأنفسهم وظيفتها
قال الصادق (ع) :" أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا "
نفهم من خلال هذا النص أن لهذه المجالس وظيفة ليست بكائية فقط لإن البكاء
يغذي الجانب العاطفي فيؤجج الحب ويقوي الرابط مع اهل البيت (ع) ولكن لايتحقق به وحده
إحياء الأمر
روت بعض كتب السير أن الحوراء زينب (ع) كانت تواظب على إحياء مجالس العزاء بعد
عودتها من السبي إلى المدينة فعمد النظام الأموي إلى نفيها وإبعادها من المدنية
فذهبت إلى الشام أو إلى مصر (على إختلاف في الروايات ) فدفنت هناك فهل كانت زينب
(ع) تجلس في زاوية بيتها مع بضعة نساء وتبكي فقط بالتأكيد لا فلو لم تُقلق هذه
المجالس النظام الحاكم لما إتخذ خطوة الإبعاد
ولا يُفهم من كلامنا اعلاه أنه لا أهمية للبكاء بالعكس تماماً فالبكاء قد
يصبح في وقت من الأوقات موقف يُعبر من خلاله عن رفض الظلم والقهر كموقف الزهراء
(ع) بعد وفاة أبيها
وما أريد الإضاءة عليه أن لمجالس العزاء وظيفة سياسية فهي مجالس للشحن
الثوري ولبث الوعي السياسي وفهم ما يجري من حولنا وماذا يراد لنا وما هو الموقف
الواجب إتخاذه كي لا يصيبنا ما أصاب الأمة الإسلامية في عام 60-61 للهجرة فلكربلاء
مظهر سياسي
لمجالس العزاء وظيفة اخلاقية تُستلهم من الأخلاق التي تجسدت في أنصار
الحسين واهل بيته (ع) رجالاً ونساءً وشباباً وشيباً لكربلاء ايضاً مظهر أخلاقي
مجالس العزاء ليست فقط مجالس إنكسار وحزن ففي كربلاء تتمظهر مواقف العز
والإباء والفخر والشجاعة
نحن نظلم كربلاء عندما نسلبها كل هذه المظاهر ونختصرها في جانب واحد
فقط هذه بعض من الوظائف التي يجب علينا
إستحضارها عندما نتواجد في هذه المجالس المباركة والأهم إستحضارها في حياتنا
اليومية على مدار الزمان وفي حدود المكان لكي يتجسد فينا شعار
كلا يوم عاشواء وكل أرض كربلاء
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق