الاثنين، 19 نوفمبر 2012

في خضم عاشوراء




في خضم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً
في البداية لا بد من الإشارة إلى عنوان المقال (في خضم عاشوراء ) فأول ما تبادر إلى ذهني أن أعنون المقال ( على أعتاب عاشوراء) عنوان بديهي يتوافق مع إقتراب العاشر من المحرم ولكن ما يتواتر من أخبار عن معاناة شعوب العالم المستضعفة نبّهني أن ثورة كربلاء تتخطى المكان والزمان
بعد أيام سيبدأ إحياء ذكرى عاشوراء وما جرى فيها من أحداث وجزئيات وعلى الشبكة العنكبوتية سيكثر الحديث عن الوقائع وتبادل الرسائل البريدية والتصاميم ...الخ ولكن القليل سيحدثنا كيف نستلهم من عاشوراء أحداثها ونجري ربط بينها وبين واقعنا المعاش وهنا الثغرة والهوة التي نعاني منها هناك خطوات ناقصة نفتقدها غالباً
إن من أوجب الواجبات هو العمل بعد العلم وقبل العلم لا بد من بذل الجهد لتحقيق الدراية في الحديث عن أنصار الحسين (ع) نلاحظ أنهم تميزوا أولاً بالدارية وثانياً بإختيار القيادة الحكيمة التي إستدلوا عليها تلقائياً من حسن درايتهم
وكي لا يبقى حديثنا في النظريات سنجري إسقاطاً على واقعنا المعاش من خلال طرح سوأل وجهه إلي البعض سابقاً
كيف نهتدي إلى القيادة الحكيمة والرشيدة ؟
بعيداً عن التعقيد وبكل بساطة أي قيادة نعرض سيرتها ونقارنها بسيرة أئمة أهل البيت (ع) مثلا بعضهم إما جهلاً أو عمداً لا يفهم حقيقة صلح الإمام الحسن (ع) فيحتج به ليضلل الجمهور والبسطاء بضرورة مهادنة الظلمة والركون إلى حياة الدعة والذل ويغفل أن صلح الحسن (ع) هو تأسيس لثورة الحسين (ع)
الإمام الحسن لم يصالح من أجل الركون لحياة الدعة والرفاهية كما يفعل بعض علماء السوء اليوم 
هذا البعض يغفل عن كل شعارات ثورة كربلاء
(هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك وحجور طابت وطهرت )
لو سألنا الإمام الحسين (ع) : هل نرضى يا مولاي ونصمت عم يجري في بلاد المسلمين من إرتكاب للمجازر وقتل للأطفال وهتك حرمة الحرائر وإذلال للأمة
برأيكم ما هو جوابه ؟
قال أمير المؤمنين (ع) : " الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين "
إن المشكلة منذ فجر التاريخ هي بثالوث فرعون وقارون وبلعم بن باعورا أي حاكم ظالم وأثرياء يخشون على دنياهم وعلماء سوء وعاظ للسلاطين
إن أهل الكوفة لم يكن ينقص قلوبهم الحب والولاء لأهل البيت (ع) بل الإنسجام مع هذا الحب والولاء كان ينقصهم التضحية بالأنفس والأموال وترك حياة الدعة والذّل
إن جهاد بعض الشعوب كشعب فلسطين ولبنان والبحرين هو حجة على سائر الشعوب التي تدعي إفتقاد إمكانيات الجهاد أو الثورة
يقول أمير المؤمنين (ع) : " الناس من خوف الذّل في ذّل "
إن الدعاء بتعجيل فرج آل محمد يجب أن يقترن بالعمل فالحجة (عج) لا يليق به قيادة العجزة والكسالى وهو غني عنهم من هو غير مستعد للتضحية اليوم بدنياه من أجل دينه قطعا لن يضحي بها عند ظهور القائم (عج)
أعلم أن كلامي هذا قد لا يروق للبعض ولكنه كلام حق لابد من قوله أعجب البعض أم لم يعجبهم
ألفتم الهوان حتى صار عندكم *** طبعاً وبعض طباع المرء مكتسب ُ
وفارقتم لطول الذّل نخوتكم *** فليس يؤلمكم خسف ولا عطبُ
كم بين صبرغدا للذلّ مُجتلباً *** وبين صبر غدا للعزّ يجتلبُ

اللهم إني أنشدك بإيوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي

ملاحظة : هذا المقال كتبته سابقاً في أحداث جرت في المملكة العربية السعودية وقد قمت بتعديل بعض أجزائه بما يتوافق مع الأحداث التي نعيشها حاليا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق