الخميس، 22 نوفمبر 2012

في رثاء الحسين (ع) - الشريف المرتضى





في رثاء الحسين (ع) – الشريف المرتضى

أاُسقى نمير الماء ثم يلذُّ لي *** ودورُكم لآل الرسول خلاءُ ؟
وأنتم كما شاء الشتاتُ ولستم *** كما شئتم في عيشة ٍ وأشاءُ
تُذادون عن ماء الفرات وكارع *** به إبلٌ للغادرين وشاءُ
تنشر منكم في القواءِ معاشر *** كأنهم للمبصرين مُلاءُ
الا إن يوم الطف أدمى محاجراً *** وأدوى قلوباً ما لهنَّ دواءُ
وإن مصيبات الزمان كثيرة *** ورب مصاب ليس فيه عزاءُ
ارى طخية فينا فأين صباحها *** وداءً على داءٍ فأين شفاءُ ؟
وبين تراقينا قلوب صدئية *** يراد لها لو أعطيته جلاءُ
فيا لائماً في دمعتي أو مفنداً *** على لوعتي واللوم منه عناءُ؟
فما لك مني اليوم إلا تلهفٌ *** وما لك إلا زفرة وبكاءُ
وهل لي سلوان وآل محمد ٍ*** شريدهم ما حان منه ثواءُ
تصدُّ عن الروحات أيدي مطيهم *** ويزوى عطاء دونهم وحباءُ
كأنهم نسل لغير محمد ٍ*** ومن شعبه أو حزبه بعداءُ
فيا أنجماً يهدى إلى الله نورها *** وإن حال عنها بالغبي غباءُ
فإن يك قوم وصلة لجهنم *** فأنتم إلى خُلد الجنان رشاءُ
دعوا قلبي المحزون فيكم يهيجه *** صباح على أخراكم ومساءُ
فليس دموعي من جفوني وإنما *** تماطرن من قلبي فهنَّ دماءُ
إذا لم تكونوا فالحياة منية *** ولا خير فيها والبقاء فناء ُ
وإما شقيتم في الزمان فإنما *** نعيمي إذا لم تلبسوه شقاء
لحا الله قوماً لك يجازوا جميلكم *** لأنكم أحسنتم وأساءوا
ولا أنت شهم عند المكاره منهض *** ولا مسهم يوم البلاء جزاءُ
سقى الله أجداثاً طوين عليكم *** ولا زال منهلاً بهن رواءُ
يسير إليهن الغمام وخلفه *** زماجر من قعقاعه وحُداءُ
كأن بواديه العشار تروحت *** لهنّ حنينٌ دائمٌ ورغاءُ
ومن كان يسقى في الجنان كرامة *** فلا مسه من ذي السحائب ماء ُ      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق