دور المرأة في ثورة كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
لا يسع المرء الذي يقرأ عن ثورة كربلاء وما جرى بعدها إلا أن يتوقف عند دور
المرأة فيها فلقد كان دور جديد في تاريخ الإسلام
فقهياً من الثابت أن الجهاد الشرعي
القتالي لا يجب على المرأة ففي تاريخ الإسلام ما قبل الثورة الحسينية لم يذكر
المؤرخون أنه كان للمراة دور فعال في ساحات القتال وأقتصر هذا الدور على تقديم
الدعم اللوجستي بمصطلح هذه الأيام يعني تحضير الطعام وتضميد الجراح أما في كربلاء
فقد تطور هذا الدور بشكل مطّرد فقد كان للمرأة دور كبير لقد كانت حاضرة ومن مختلف
الأعمار والمستويات كان هناك الأمهات والزوجات والأخوات
أولاً : لم يخبرنا ويحدثنا التاريخ أن إحداهنّ تذمّرت اوعملت على تثبيط
العزائم بل على العكس تماماً ويكفي ذكر موقف زوجة حبيب بن مظاهر وأم وهب كأمثلة
ثانياً : صحيح ان النساء في كربلاء بكين وبحرقة والم وفي مقدمتهنّ زينب (ع)
لقد جرح قلبها ولكن ذلك لم يمنعها من تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها وسنتحدث
عن هذا بعد قليل
هنا لابد من الإشارة أن البكاء تارة يكون بكاء الحزن وتارة يكون بكاء العجز
والذل والضعف المرأة في كربلاء بكت على الأحبة بكاء الحزن ولم تبكي بكاء الضعف
والذل لإن الذين لا يحزنون والذين لا يتألمون هم اناس شاذون الإنسان الطبيعي يفرح
عندما يكون هناك داع ٍ للفرح ويحزن عندما يكون هناك داع ٍ للحزن وقدوتنا في هذا
رسول الله (ص) الذي بكى في مواقف كثيرة كبكائه على ولد إبراهيم وعلى عمه الحمزة
وايضاً على الحسين (ع) كما تحدثت بذلك الروايات المستفيضة والصحيحة السند
ثالثاً
: بعضهنّ دفعتهنّ غيرتهنّ على الحسين (ع) إلى الإندفاع لساحات القتال وعمل على
ردهنّ
المثال الساطع والذي يجسد دور المرأة هو موقف الحوراء زينب (ع) فلقد عملت
على أكثر من صعيد قبل وبعد وخلال الثورة الحسينية فمنذ البداية كانت تتابع مفاوضات
أخيها مع النظام الأموي وتتابع وضع أصحابه وتستعلم عمن حضر فمثلا عند حضور حبيب بن
مظاهر قالت أقرأوا حبيب مني السلام
ويروي نافع بن هلال الذي خرج مع الحسين في ليلة عاشوراء ووقف بإزاء خيمة
زينب (ع) ينتظر الحسين (ع) فسمعها تقول لأخيها :" هل إستعلمت من أصحابك نياتهم
فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة ؟ "
فكان ما كان من أمر أصحابه
ثم إنها كانت تتنقل في هذه الليلة بين خيمة وأخرى تتفقد النساء والأطفال
وبمصطلحنا اليوم كانت تقوم عملياً بإدارة العلاقات داخل صفوف جمهور الثورة القليل
أي تحصن الجبهة الداخلية وهذا الدور إستمرت زينب (ع) في إدائه حتى ظهيرة اليوم
العاشر لتبدأ بدور جديد يمكن القول عنه أنه النصف الآخر المكمل للثورة الحسينية
هذا الدور بدأ بمناجاتها الخالدة فبالرغم من عظيم الفاجعة مقتل أخيها
والجثث المقطوعة الرأس المطروحة المقطوعة على الثرى وقفت أمام جسد اخيها الشريف وناجت
ربها
" إلهي تقبل منا هذا القربان "
إمرأة مفجوعة بهذا القدر فقدت كل شيء والنار تشتعل بالخيام والأطفال
والنساء يتركضنّ من حولها في كل إتجاه تبدأ بجمع العائلة الكريمة ولملمة الجراح
بالمواساة لابل تلتفت لإدق التفاصيل السياسية والشرعية فترسل إلى قائد قافلة
السبايا وتطلب منه أن يخرج الرؤوس من بين المحامل معللة طلبها : "فقد خزينا
من كثرة النظر إلينا " وتلتفت إلى الطفل الذي أخذ تمرة من بعض المتصدقين في
الكوفة فتخرج التمرة من فمه وتقول إنها صدقة ونحن أهل البيت لا تحل لنا الصدقة
لاحظوا أدق التفاصيل التي تتابعها
وموقفها في مجلس إبن زياد وردودها المفحمة وكذلك في مجلس يزيد وخطبها حيثما
سارت ومرت قافلة السبايا لقد واصلت ثورة
أخيها على النظام الأموي فكشفت الحقائق التي حاول النظام إخفائها وقالت كلمة الحق
أمام السلطان الجائر وهذا لعمري أفضل الجهاد
إن إمرأة تكون بهذا المقدار من رباطة الجأش فتقف تهدد وتتوعد لهو أمر عظيم
دققوا في كل خطبها ومواقفها لم يكن فيها ذل أوضعف هي كانت حزينة ومنكسرة القلب
ولكن هذا لم يمنعها من القيام بدورها وتكليفها الذي تتزعزع تحت وطأته الرجال وتخرّ
منه الجبال
لقد حولت زينب (ع) المأتم الحسيني إلى مدرسة تخرّج الكوادر الثورية الرافضة
لأنصاف الحلول وللظلم والطغيان بمصطلحنا اليوم لقد إنتصرت زينب (ع) إعلامياً وهي
وحيدة فريدة ومنكسرة القلب على جبروت وطغيان النظام الأموي الذي مارس أشرس حملة
إعلامية تضليلية حاول من خلالها تشويه الثورة الحسينية
لله درّك أي أمرأة جليلة وعظيمة أنت ؟ !!!
سلام الله عليك يا أم المصائب يا زينب وما أخطأ شيعة أبيك يوم كانوا تقية
من الجلاد يقولون " قال ابو زينب " عندما يحدثوا برواية عن علي بن أبي
طالب (ع) فأنت بنت أبيك
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق