الجمعة، 23 نوفمبر 2012

من أخلاق ومناقب الإمام الحسين عليه السلام





من أخلاق ومناقب الإمام الحسين عليه السلام 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

قال الحسن البصري: كان الحسين بن علي سيّداً زاهداً ورعاً صالحاً ناصحاً حسن الخلق فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه وكان في ذلك البستان غلام له اسمه صافي فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر فتعجب الحسين من فعل الغلام فلما فرغ من أكله
 قال : " الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي واغفر لسيّدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين "
فقام الحسين وقال: يا صافي فقام الغلام فزعاً
وقال: يا سيدّي وسيد المؤمنين انّي ما رأيتك فاعف عنّي
فقال الحسين: اجعلني في حلّ يا صافي لأني دخلت بستانك بغير أذنك
فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا؟ !
فقال الحسين: رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب وتأكل النصف الآخر فما معنى ذلك؟
فقال الغلام: ان هذا الكلب ينظر إليّ حين آكل فأستحي منه يا سيدي لنظره إليّ وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء فأنا عبدك وهذا كلبك فأكلنا رزقك معاً
فبكى الحسين وقال: أنت عتيق لله وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي
فقال الغلام: ان اعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك
 فقال الحسين: إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي أن يصدّقه بالفعل فأنا قد قلت: دخلت بستانك بغير إذنك فصدقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك غير أن أصحابي هؤلاء جاءوا لأكل الثمار والرطب فاجعلهم أضيافاً لك واكرمهم من أجلي اكرمك الله يوم القيامة وبارك لك في حسن خلقك وأدبك فقال الغلام: ان وهبت لي بستانك فأنا قد سبلته لأصحابك وشيعتك

وروى الخوارزمي بإسناده المتصّل :أن اعرابياً جاء إلى الحسين بن علي فقال له : يا بن رسول الله انّي قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها فقلت في نفسي: اسأل أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (ص)
فقال الحسين: يا أخا العرب أسألك عن ثلاثة مسائل فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال وان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال وان أجبت عن الكل اعطيتك المال كله
فقال الأعرابي: يا بن رسول الله أمثلك يسأل من مثلي وأنت من أهل العلم والشرف؟
فقال الحسين: بلى سمعت جدي رسول الله يقول : " المعروف بقدر المعرفة "
فقال الأعرابي: سل عما بدا لك فإن أجبت وإلا تعلمت الجواب منك ولا قوة إلاّ بالله
فقال الحسين أي الأعمال أفضل؟ فقال: الإيمان بالله
قال: فما النجاة من الهلكة؟ قال: الثقة بالله
قال: فما يزين الرجل؟ قال: علم معه حلم
قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فمال معه مروءة
قال: فإن اخطأه ذلك؟ قال: ففقر معه صبر
قال فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه
فضحك الحسين ورمى بصرّة إليه فيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه قيمته مائتا درهم وقال له: يا أعرابي أعط الذهب لغرمائك واصرف الخاتم في نفقتك فأخذ الإعرابي ذلك منه ومضى وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته

قال الخوارزمي : وكان الحسين يجالس المساكين ويقرأ {إن الله لا يحب المتكبرين} ومرّ على صبيان معهم كسرة فسألوه أن يأكل معهم فأكل ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم وقال: إنهم أسخى مني لأنهم بذلوا جميع ما قدروا عليه وأنا بذلت بعض ما أقدر عليه
قال أنس بن مالك:كنت عند الحسين (ع) فدخلت عليه جارية فحيَّته بطاقة ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله
فقلت تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟!
قال:كذا أدَّبنا الله قال: (وإذا حيِّتم بتحيَّةٍ فحيوا باحسن منها أو ردوها) وكان أحسن منها عتقها

وأختم برواية جميلة جداً تؤثر في نفسي كثيراً
 وفد أعرابي إلى المدينة فسأل عن أكرم الناس بها فدُلّ على الإمام الحسين عليه السلام فذهب ووقف بإزاء بابه وقال:
لم يخب اليوم من رجاك ومن *** حرّك من دون بابك الحلقة
أنت جوادُ وأنت معتمدُ *** أبوك قد كان قاتل الفسقة
لولا الذي كان من أوائلكم*** كانت علينا الجحيم منطبقة

فسأل الحسين (ع) قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء ؟
فقال : نعم أربعة آلاف دينار
فقال : هاتها فقد جاء من هو أحقّ بها ثم نزع برُديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شق الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ :
خذها فإني إليك معتذرُ *** واعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصاً *** أمست سمانا عليك مندفقة
لكن ريب الزمان ذو غِير ٍ *** والكف مني قليلة النفقة
فأخذها الأعرابي وبكى
 فقال له الحسين (ع) لعلك استقللت ما أعطيناك
قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جُودك ؟؟؟

كفعمي العاملي
أسالكم الدعاء
04/07/2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق