العقيدة
الإسلامية – النبوة والإمامة
بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ
على محمد وآل محمد
إن الإعتقاد بالنبوة هو أن يؤمن
الإنسان أن الله العادل والرحيم بعباده ومن باب اللطف يستحيل أن يترك عباده بدون هدايتهم
ومقتضى عدله أن لا يترك الإنسان ضائعاً تائهاً بل لابد أن يرسل إليهم الأدلاء
والهداة الذين يدعونه إلى الهدف الذي من أجله خلقه ولو لم يفعل لكان هذا عين الظلم
وخلاف الحكمة الإلهية والعياذ بالله ولا يختلف عاقلان أن الإنسان الإجتماعي بطبعه
لابد لمجتمعه هذا من قانون يضمن العدالة والسلام على النحو الذي اراده الله تعالى
فالأنبياء
هم الواسطة في التبليغ والإنذار بين الله وخلقه والنبوة عامة وخاصة فالعامة هي الإعتقاد بجميع الأنبياء وانهم
مبعوثون جميعهم من الله لهداية الإنسان
وأن شرائعهم وحي من الله والنبوة الخاصة هي الإعتقاد الخاص بنبوة محمد (ص) وأنه
خاتم الأنبياء وأن رسالته هي الخاتمة والواجبة الإتباع والتطبيق وإلتزام أوامرها
ونواهيها ولا بد من الإعتقاد أن الطاعة والقيادة الواجبة علينا هي التي تكتسب
شرعيتها من النبوة فكل ما نحتاجه من أحكام لعلاقتنا بالله وبالناس وأحكام للدنيا
والدين مصدرها الوحيد الله تعالى عبر أنبياءه فلا فصل ابداً وكما ذكرنا سابقاً حتى
النبي(ص) لا يملك حق التشريع قبال الله فكيف بمن هم دونه
ولا بد من
الإعتقاد بإن الله إصطفى الأنبياء وانهم لا يرتكبون الذنوب لاقبل الرسالة ولا
بعدها لأنهم مصطفين أخيار وأنبياء منذ الولادة لابل قبلها ورسالتهم تفترض فيهم
الكمال التي نعبر عنها بالعصمة حتى يتمكنوا من إداء الوظائف الإلهية الملقاة على
عواتقهم بالنحو الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف من بعثتهم
ونفي العصمة
عنهم يخالف بديهيات الهدف من رسالتهم فكيف نأخذ رسالتنا ونقتدي بمن هو المثال الذي
أمرنا الله بإتباعه والسير في هديه ومع هذا نعتقد الوقوع الخطأ والذنب منه لابل لا يصح الإعتقاد أنه معصوم في التبليغ فقط
فكيف نميز بين ماهو تبليغ وليس بتبليغ وكل ماورد في كتاب الله من آيات قد يفهم
منها البعض أنها خلاف العصمة لا تتنافى معها وسيأتي التفصيل في هذا مع تبيان
الآيات المذكورة فلابد من تنزيه أنبياء
الله فمن لايكون منزه وطاهر كيف يطهر الناس ويزكيهم ؟ والإعتقاد بعصمتهم أساسي
لصدق نبوتهم وصحتها ونزيد في التأكيد أنه من الضلال التصديق ان النبي يسهو أو
يُسحر فضلاً أنه يخطأ حتى في الصغيرة
يبقى أن
نشير انه لابد لكل نبي ان يكون مؤيد من الله بالمعجزة وفهمنا للمعجزة ليس ما يعجز
الإنسان عن الإتيان به في وقت من الأوقات أو في زمن من الأزمنة نتيجة جهله لبعض
القوانين الطبيعة ثم يأتي زمن ينكشف له القانون فياتي بها إنما هو الإعجاز الخالد
على مرّ العصور ونحبذ تسميتها بالتسمية القرآنية ((الآية)) لأنها في واقع الأمر خرق للقوانين الكونية فكل
نبي كان الله يؤيده بآية أو أكثر كإنقلاب العصا أفعى وإحياء الموتى وإبرأ الأكمه والأبرص وشروق
الشمس من المغرب والعكس وشق القمر وغيرها ونقصد بخلود الايات بقائها كتحدي مع مرور
الزمن عليها لا بقائها بنفسها بالتأكيد
الآية الخالدة والباقية كتحدي ملموس أمام البشرية هو القرآن الكريم والحكمة
الإلهية في هذا أن الرسالة الخاتمة والخالدة تحتاج آية خالدة وباقية على مرّ
الأزمان فإذاً من شروط صحة النبوة أن تكون
مؤيدة بآية
ذكرنا
سابقاً أن الإمامة ليست في واقع الأمر أصلاً منفصل عن النبوة بل هي فرع للنبوة
ولكن نتيجة الصراع الذي قام حولها عبر العصور حتى قيل ما اختلف في شيء بقدر
الإختلاف في الإمامة وتميز الإمامية في
معناها وفهمها أصبحت عندهم أصلاً مستقل
والإمامة في
واقع الأمر هي إستمرار لخط النبوات والرسالات السماوية لأنه بعد رحيل الأنبياء
لابد من وجود من يكمل المسيرة التي بدؤها وكي لا يذهب البعض بعيداً فالمقصود أنه
بعد تمام وكمال الرسالة النبوية فلابد من إمامة بسبب قابلية البشر للإنحراف في كل
عصر ومكان وهذا يستلزم وجود المراقب والمشرف والموجه والهادي لنفس العلة والدليل
التي أرسل الله من أجلها الأنبياء وهو اللطف والرحمة بعباده فيستحيل أن يخلي الأرض
من حجة وشاهد وما يجب أن يتوفر في النبي
من شروط العصمة والقابليات والصفات لابد من توفره بالإمام وهذا ما لايمكن للبشر أن
يدركوه من أجل هذا كان لابد أن يكون الإمام منصوص عليه من الله عز وجل ومن افضل الإستدلالات البسيطة ما ورد عن الإمام
زين العابدين
"
الإمام منا لا يكون إلا معصوماً وليست العصمة في ظاهر الخلق فيُعرف بها ولذلك لا
يكون إلا منصوصاً عليه "
وهنا يقع
الخلاف الجوهري لأن من لم يعطي الإمامة هذا المعنى الرفيع وحصر معناه بمجرد حكم
دنيوي سينفي ضرورة النص عليها من قبل الله وسيقول بأن الأمر بيد الأمة نفسها تختار
إمامها بالبيعة وبالشورى أو بغيرها من الوسائل وسيتخبط في شرح معنى الشورى ومعنى
البيعة ومعنى أولي الأمر ومن هم وكيف
تختار الأمة وعلى أي أسس وسيعجز عن تحديد نظام الحكم في الإسلام وماهيته هل هو
خلافة أم كسروية ام سلطنة ام ملكية وسيصل
به الأمر بالنهاية إلى القول بالحكم لمن غلب
والحمد لله
رب العالمين
كفعمي
العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق