الأحد، 5 مايو 2013

بناء المساجد على قبور الأنبياء والأولياء


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلَّ على محمد وآل محمد



تُعتبر مسألة حرمة بناء مراقد الأنبياء وأولياء الله الصالحين وإتخذها مسجداً من أمهات المسائل في المذهب الوهابي وقد كان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من أبرز من أفتى بحرمة بنائها ووجوب هدمها وقد قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد " يجب هدم المشاهد التي بُنيت على القبور ولايجوز ابقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً " وقد رأينا التطبيق العملي لهذه الفتوى في هدم مراقد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في البقيع حين سيطر الوهابيون على الحجاز ومؤخراً في التفجير الآثم لمرقد العسكريين في سامراء ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي إضافة إلى هدم عدة مقامات لبعض الأولياء في ليبيا ومصر وتونس وغيرها
وسأكتفي بالرد على مقالتهم بإستدلال قرآني مع ذكر آراء لجمع من العلماء والمفسرين
قال الله تعالى {وَكَذلِكَ أعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إذْ يَتَنَازَعُونَ بَـيْنَهُمْ أمْرَهُمْ فَقَالُواأبْنُوا عَلَيْهِمْ بُـنْيَاناً رَبُّهُمْ أعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً}
وجه الاستدلال بالآية أنّها أشارت إلى قصّة أصحاب الكهف حينما عثر عليهم الناس فقال بعضهم نبني عليهم بُنياناً وقال آخرون لنتّخذنّ عليهم مسجداً
أولاً السياق يدل على أن الذين غلبوا على أمرهم وارادوا بناء مسجد من طائفة الموحّدين( وسيأتي قول المفسرين )
ثانياً الآية طرحت القولين دون استنكار ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه وتدل على بطلانه بقرينة ما وتقريرها للقولين يدل على إمضاء الشريعة لهما بل إنّها طرحت قول الموحدين بسياق يفيد المدح (لنتّخذنّ) نابعاً من رؤية إيمانية فليس المطلوب عندهم مجرد البناء وإنّما المطلوب هو المسجد بعكس القول الأول الذي لم يصرح بشكل قطعي عن الهدف من البناء  
أ - قال الرازي في تفسيرالاية {لنتّخذنّ عليه مسجداً} "نعبد الله فيه ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد" [لا حظوا الرازي علل السبب بعبادة الله ]
ب - قال الشوكاني: "ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون وقيل هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم والأوّل أولى"
ج - الزجاجي: "هذا يدلّ على أنّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور لأن المساجد للمؤمنين"
فالآية تفيد في نتيجتها جواز الصلاة عند قبورهم وجواز بناء المساجد والمشاهد عليها وممّا لا شك فيه أن شأن الأنبياء والأئمة (ع) أرفع من شأن أولئك الفتية من النخبة الصالحة فإذا جازت الصلاة في مسجد بُني  على قبور هؤلاء الفتية فبالأولى جواز ذلك بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم
ونختم بهذا السوأل - إنّ قبور الأنبياء التي حول بيت المقدس كقبر نبي الله داوود في القدس وقبر نبي الله إبراهيم عليهما السلام كلّها مبنية مشيدة قد بُني عليها بالحجارة العادية العظيمة قبل الإسلام وبقي ذلك بعد الفتح الإسلامي ولا شكّ أن عمر لما فتح بيت المقدس رأى ذلك البناء فلماذا لم يهدمه ؟؟! هل ابن عبد الوهاب أفقه وأحرص على التوحيد من عمر ؟!
وقد مضت على هذا البناء الأعصار والدهور وتوالت عليه القرون ودول الإسلام ولم يسمع عن أحد من أهل الدين وغيرهم قبل الوهابية أ نّه أنكر ذلك أو أمر بهدمه أو حرمه وبذلك يظهر بطلان زعم الوهابية أن البناء على القبور حدث بعد عصر التابعين وإبن بليهد يقول إنّه حدث بعد القرون الخمسة
وبعد المسجد النبوي أليس مبني على قبر النبي (ص) وقبور شيخيهما ؟!!!
كفعمي العاملي
أسألكم الدعاء 

هناك تعليق واحد:

  1. المسجد النبوي لم يبنى على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما بناه الرسول في حياته ووسعه ،ومنزله بجانب المسجد وبعد وفاته ووفاة صاحبيه أبي بكر وعمر (رض) ودفنهم في نفس بيت الرسول صلى الله عليه وسلم تم ضم المسجد أثناء التوسعة الأموية في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك .....للتوضيح فقط

    ردحذف