بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
{......وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ
وَكِيلاً }
{.....وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{.....فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ }
·
التوكل لغة وشرعاً
التوكل وفق أهل اللغة هو إظهار العجز والإعتماد على الغير
وعند أهل الشرع هو الثقة بما عند الله تعالى واليأس مما في أيدي الناس فالمتوكل
على الله يعلم أن الله كافل رزقه وأمره فيركن إليه وحده ولا يتوكل على غيره
فالتوكل على الله إذاً هو سبيل الراشدين وديدن العقلاء والمؤمنين وهو الطريق
الطبيعي والمنطقي بإعتبار أن الله تعالى هو المتصف بكل الصفات الكمالية فهو الخالق
القوي الغني الرحيم ...
·
التوكل والأسباب الطبيعية
هل الإعتماد على الله تعالى يعني ترك
الأسباب الطبيعية في الحياة ؟
بالطبع لا ليس المراد بالتوكل على الله ترك الأسباب فإن
الإنسان عليه أن يسير وفق للاسباب التي وضعها الله تعالى ولكن مع هذا يستشعر في
نفسه الضعف وعدم الإستقلالية في إدارة أموره وأن الأسباب الطبيعية لوحدها لا تقدر
على إيصاله إلى مبتغاه ومقصده بل يكون الله وكيله فهو مسبب الأسباب أولاً واخيراً
·
التوكل قوة للروح والنفس
إن التوكل على الله قوة للنفس ودعم قوي للروح وإصلاح
لقلب الأنسان وحياته يقول العلامة
الطباطبائي " إن مضي الإرادة والظفر بالمراد في نشأة المادة (الحياة ) يحتاج
إلى اسباب طبيعية وأخرى روحية والإنسان إذا اراد الورود في أمر يهمه وهيأ الأسباب
الطبيعية وما يحتاج إليه لم يحل بينه وبين ما يبتغيه إلا إختلال الأسباب الروحية
كوهن الإرادة والخوف والحزن والطيش والشره والسفه وسوء الظن وغير ذلك وهي أمور
هامة وإذا توكل على الله سبحانه وفيه اتصال بسبب غير مغلوب البتة وهو السبب الذي
فوق كل سبب قويت إرادته قوة لا يغلبها شيء من الأسباب الروحية المضادة المنافية
فكان نيلاً وسعادة "
·
التوكل في الأحاديث
- ما يورث التوكل
عن الإمام علي (ع) :" التوكل من قوة اليقين "
- ثمرة التوكل
عن رسول الله (ص):"من توكل على الله كفاه مؤنته
ورزقه من حيث لا يحتسب "
- معنى التوكل
سُئل الإمام الصادق (ع) عن حد التوكل فقال :"
التوكل أن لا تخاف مع الله شيئاً "
- الإتكال على الله والإتكال على الغير
عن رسول الله (ص) :" لا تتكل على غير الله فيكلك
إليه "
- بين التوكل والتواكل
عن أمير المؤمنين (ع) أنه مر يوماً على قوم فرآهم أصحاء
جالسين في المسجد فقال : من أنتم ؟
قالوا : نحن المتوكلون
فقال : لا بل أنتم المتأكلة فإن كنتم متوكلين فما بلغ
بكم توكلكم ؟
قالوا : إذا وجدنا أكلنا وإذا نفدنا صبرنا
فقال : هكذا تفعل الكلاب عندنا !
قالو : كيف نفعل ؟
قال : إذا وجدنا بذلنا وإذا فقدنا شكرنا
·
الخاتمة
من كل ما مرّ اعلاه نرى أن مفهوم التوكل لا بد له
للإنسان المؤمن لكي ينطلق في الحياة إنطلاقة الثقة والتفاؤل والنشاط لا الخنوع
والتكاسل ونرى أن صفة التوكل من الصفات الراسخة في الانبياء والأوصياء والتوكل لا
يعني إلغاء العقل وعدم السير وفق السنن الطبيعية
( اللهم إجعلنا من المتوكلين عليك
والواثقين بغناك ولطفك فالمتوكل عليك غني بك والمتوكل على غيرك فقير إليه )
وآخر دعوانا أن الحمد
لله رب العالمين
نسالكم الدعاء
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق