فصل الخطاب من سُني إلى نصرالله
- الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
إيهاب زكي
إلى نصرالله …. أما بعد ،
سأل المِسْوَرُ بن مخرمة خاله أبا جهل عن حقيقة محمد ، إذ قال: “يا خالي، هل كنتم تَتَّهِمُون محمدًا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يابن أختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَى الأمين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ. قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا، وسَقَوْا وسَقَيْنَا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا على الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَان، قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟ وأنى لنا نصرالله، فننظر يُمنة فنرى أميراً حوَّل إمارته إلى مملكة البحرين،رغم أنها أصغر من أصغر شارع في أي عاصمة عربية،مملكةٌ نصفها قصر ملكي ونصفها الأسطول الخامس،وملك في نجدٍ يقضي يومه بين غرفة الإنعاش وسرير المساج.
قد يكون الظاهر بيبرس هو آخر قائد يستحق افتخارنا، وحتى زعيم مثل جمال عبدالناصر لا يستحق الإفتخار في عُرف سُنتنا رغم سُنيته، فقد صنع لنا أصناماً لنعبدها من دون الله،أكبرها كان صنّم القومية العربية، وأسوأ ما صنع هذا الزعيم المزعوم أنه جاهر بالعداء لأمريكا و(إسرائيل) وخاض الحروب وصنع القلاقل ،في تعبير فاضح عن حسده وغلّه علينا ، حتى لا نتمتع بما رزقنا الله من الثمرات وترف النفط،وما إن تخلصنَا منه لنحيا في تبات ونبات مع بني عمنّا بقايا خيبر،حتى ابتلانا الله بأمثاله بل أشد قوة وأقوى شكيمة،حتى ذلك الشاب الذي اعتبرناه حديث السن قليل الخبرات بشار الأسد،والذي أغويناه بالمال والإستثمار فلم يرعوي عن المجاهرة بالعداء لبني عمومتنا.
وحين انتصرت في حروبك مع بقايا خيبر ، وكشفت عوراتنا وخوّارنا وجهلنا،استعنّا بساستنا ومفكرينا وأقلامنا ليصفوك بالمغامر،لأنك تغامر بترفنا واسلوب عيشنا ونفطنا ، فرفع الناس صورك في الجامع الأزهر وعلى إمتداد جغرافيا البسيطة ،حتى في أدغال أفريقيا، فلجأنا لكهنة معابدنا ليُفتونا فيك،فقالوا إنّا بتأويل الشهوات عالمين،فقلنا لهم وأنتم الأعلون إن كنتم غالبين،فأتوّا بسحرٍ عظيم،فأخرجوا عِصيَّهم وحبالهم وهيأوا للناس أنها تسعى، فقالوا الشيعي والصفوي والمجوسي والفارسي والنصيري،وقالوا أنك الأخطر على سنُتهم،في خلط خطير ومريع بين سُنة النبي ومعالمها وبين سُنة النفط ومصالحه،وقال كهنتنا أن حروبك مسرحيات وانتصاراتك عربدات، وأن عداؤك لبني صهيون مفتعل في العلن وهم حلفاؤك في السر، ومن شدة السحر لم ينتبه أحد المسحورين ليسأل أولئك الكهنة، لماذا لا يتمسرح علينا أسيادكم فيحاربوا (إسرائيل) ولماذا لا يفتعلون العداء مع بني صهيون ولو بشطر كلمة.
ونحن ومنذ بدأ النفط بتحويل العلماء إلى كهنة، تحولنا إلى مجاميع من كائنات برمجوا عقولها على ساعة الشيخ المتكهن، وقطعان لا تميز بين (إسرائيل) وجزر الكناري، حتى أن سياسي مثل أسامة حمدان يقول نحن نأخذ من القرضاوي فتاويه بلا تردد،وكأن القرضاوي يخاطبنا من فوق سبع سماوات،فلا راد لأمره، ومن يعصي وجبت له النار خالداً فيها،وحتى عندما يدعونا للكفر البواح بموالاة الناتو فعلينا السمع والطاعة،وحتى العرعور الذي إن رآه العلم استهجنه، وإن رآه الجهل استعظمه، يحلل سر دعم الغرب للشيعة بزواج المتعة، وأنه وأمثاله من أهل سنة النفط يُحرمون زواج المتعة،وهذا سبب كافٍ ليمنع الغرب دعمه عن السنة، واستنتاجاً مني فإن زيارة جون ماكين (للثائرين) من أهل (السنة) في حلب هي حتماً لإقناعهم بتحليل زواج المتعة، حتى يقدمون لهم الدعم،وهذا المنطق العرعوري علمٌ لا يدانيه علم ملك مُقرب ولا معارف نبي مرسل،حتى لو أوتى من لدّنه علماً.
ونحن في عتمة المسير إلى ظلمة المصير،رسخوا إيماننا بقتلكم، وبعد أن ننتهي منكم سنفرغ لـ (إسرائيل) ،فنحن نفجر في باكستان والعراق ودمشق توسيعاً لطريق المرور نحو القدس، فلا تظنن أو يظنن أحدٌ أن الظواهري وقاعدته لا يطلقون ولم يطلقوا على (إسرائيل) ولو قطعة حلوى وليس قذيفة صداقة أو تحالفاً أو عمالة، لا بل هو إلتزام بسُنة النفط وكهنته،ولا يظنن أحد أو تظن بأن اشيخ بن لادن قد مات بلا وصية ثورية سنية نفطية،ألم يقل “إن لم تنعم فلسطين بالأمن فلن تنعم أمريكا به” فأمريكا تنعم بالأمن اليوم لأن فلسطين بحكم هذه الوصية تنعم بالأمن،فـ (إسرائيل) تهود القدس بكل أمن، وتصادر الأرض بالأمن، وتقتل بالأمن وتعتقل بالأمن،أم من يجرؤ منكم على القول بأن (جبش الدفاع الإسرائيلي) لا يدخل في تصنيف أجهزة الأمن،أليس أمناً، فالحمد لله الذي رزقنا هذا الشيخ ، فلولا وصيته لما نعمت فلسطين بالأمن.
وقد وفى النفط بوعده، فأصبح الكهنة هم الأعلون، فصاروا نجوم شاشات وفضائيات، لا يُرد لهم في أي فتوى بأس، وإن قالوا كفراً قلنا آمين، وإن صنعوا سحراً قلنا آمين، وحتى أنهم ومن باب موازاة أنفسهم بالله ،قاموا بحشو رؤوسنا بأن لحومهم مسمومة، فأصبحوا فوق النقد فكيف بالتجريح،ولأني كافر بالنفط وسنته وجماعته، فسحقاً لهم، وتبت أياديهم وتب، فلو أن الله جعل هؤلاء طريقاً لمعرفته ما عرفناه،ولأخذونا حيث الأعور الدجال ولعبدناه.
وأما حضرتكم يا سيد الإنتصارات، فامض حيث تعرف كيف تأتي ربك بالقرابين المقبولة،من جهادٍ وبنين،وامض حيث أمرك ربك نحو عزة المسلم ولو مع الضنك،لا ذلته ولو مع الترف وبراميل النفط، وأظن أنك استمعت للمتسنن نفطاً، وزير خارجية المملكة الفسيفسائية البحرينية،حين وصفك بالإرهاب،نزولاً عند رغبة أربابه غرباً،وحتى ملك البحرين يتساءل متباكياً، كان أبي يقول لي دوماً، لا أعرف لماذا خرجت بريطانيا من الخليج، رغم أن أحداً لم يطلب منها ذلك،وعلى سنة أبيه فهو حتماً يتساءل لماذا يطلب العرب خروج (إسرائيل) من أرضهم، أهؤلاء يا سيد الإنتصارات من تريد عليهم رداً، أنت أكبر قدراً وأعز نفراً،وحين بحثت عمن يرد عليهم الصاع صاعين،عرضت الأمر على طفلي ذو العقل الإبتدائي،فقال لي قد أكون طفلاً ولكن في رأسي عقلٌ بشري، لا جمجمة ملك نفطي ولا مخيخ شيخٌ غازِّي،وبلغ سلامي وتبجيلي للسيد نصرالله المسلم الذي شايع آل بيت النبي حرصاً على سنته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق