الاثنين، 13 مايو 2013

نبذة مختصرة عن الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام


الإمام علي بن محمد الهادي (ع)



* بطاقة تعريف

-
الإسم: علي

-
اللقب: الهادي

-
الكنية: أبو الحسن

-
اسم الأب: محمد بن علي الجواد (ع)

-
اسم الأم: سُمانة

-
الولادة: 2 رجب 212هجري/ ووفق روايات أخرى 27 ذو الحجة

-
الشهادة: 3 رجب 254 هـ / وفق روايات أخرى 27 جمادي الآخرة 

-
مدة الأمامة: 33 سنة وعمره الشريف حين استشهاده 41 سنة

-
القاتل: الخليفة العباسي المعتز

-
مرقده الشريف : سامراء 

-
زوجاته وأولاده (ع) : خلف الامام الهادي (ع) من بعده إبنه الحسن بن علي العسكري (ع) وأمه يقال لها حديثة ومحمد وجعفر وعائشة

* متفرقات من سيرته

تسلّم الإمام الهادي (ع) شؤون الإمامة فعلياً في عام 220هجري وله من العمر حوالى ست سنوات وقد مارس دوره التوجيهي كواحد من أئمة الهدى وفي طليعة أهل العلم للتوجيه السياسي ومصدراً لقلق السلطة العباسية وقتذاك فكان (ع)خير أهل الأرض وأفضل من برأه الله تعالى في عصره ولذلك تسالم علماء عصره وفقهاءه على الرجوع إلى رأيه في المسائل المعقّدة والغامضة من أحكام الشريعة الإسلامية مما جعل من مدرسته الفكرية في مسجد الرسول (ص) في المدينة محجّة للعلماء وقبلة يتوجه إليها طلاب العلم والمعرفة انذاك وقد نقلت عن لسانه الشريف الكثير من الاراء الفقهية والعقائدية من خلال أسئلة أصحابه والمناظرات التي كان يجيب فيها على تساؤلات المشكّكين والملحدين بالحجة والمنطق وبذلك احتل مكانة محترمة في قلوب الناس مما أزعج السلطة العباسية أن يكون للإمام هذا الدور وهذه الموقعية والتأثير فأحاطوه بالرقابة وعناصر التجسس لمعرفة أخباره ومتابعة تحركاته.
والجدير بالذكر أن الدولة العباسية شهدت انذاك نوعاً من الضعف والوهن السياسي والإداري وتسلّط الأتراك وتحكّم الوزراء وضعف شخصية الخلفاء طيلة عهود المعتصم والواثق العباسيين مما سمح بهذا المناخ الفكري الخصب والتحرك الواسع للإمام الهادي (ع) ولكن الأمور تغيّرت في عهد المتوكل العباسي الذي كان يحقد حقداً شديداً على ال البيت(ع) فكان يحاول الحط من سمعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) والاستهانة به. كما قام بفعلته الشنيعة بحق الحائر الحسيني المقدّس فأمر بهدمه والتنكيل بزواره وقد عانى منه العلويون شتى ألوان الأذى والاضطهاد وأخيراً كان الإمام الهادي يحمل الرمز الهاشمي العلوي ويمثل محوراً دينياً لا يستهان به في البلاد الإسلامية انذاك. لذلك استعمل المتوكل على المدينة أحد أشد أعوانه وأخبثهم عبد الله بن محمد فكان يتحيّن الفرص للإساءة الى الإمام ويعمل على أذيته ويرسل التقارير والوشايات للإيقاع به وإتماماً لهذه المؤامرة المدبّرة يرسل المتوكل إلى المدينة أحد أعوانه يحيى بن هرثمة بهدف إحضار الإمام الهادي (ع) إلى سامراء والتحرّي عن صحّة نيّة الإمام مناهضة السلطة واستهدف المتوكل من هذا الإجراء:
أولاً: فصل الإمام عن قاعدته الشعبية الواسعة والموالية الأمر الذي كان يقلق السلطة لذلك عندما يصل يحيى بن هرثمة إلى المدينة يقول: فلما دخلتها ضجّ أهلها وعجّوا عجيجاً ما سمعت مثله فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه
ثانياً: إدانة الإمام مباشرة ولذلك قام يحيى بن هرثمة بتفتيش دار الإمام (ع) تفتيشاً دقيقاً فلم يجد شيئاً سوى المصاحف وكتب الأدعية
ثالثاً: وضع الإمام تحت المراقبة المباشرة ولذلك أكره على مغادرة المدينة والحضور إلى سامراء بصحبة أفراد عائلته حيث خضع للإقامة الجبرية عشرين عاماً وعدّة أشهر كان الإمام فيها مكرّماً في ظاهر حاله يجتهد المتوكل في إيقاع حيلة به للحط من مكانة الإمام (ع) في قلوب الناس ومن ذلك أنه عند دخول الإمام (ع) سامراء احتجب المتوكل عنه وأنزلوا الأمام (ع) في خان يقال له خان الصعاليك وهو محل نزول الفقراء من الغرباء ومن ذلك أنه كان يوجّه إليه الأتراك فيداهمون منزله ويحضرونه ليلاً إلى مجلس المتوكل العامر بالخمر والمجون ولكن هذه السياسة لم تثمر شيئاً بل كانت ترفع من مكانة الإمام ومقامه واستطاع بذلك أن يكسب ولاء عدد من حاشية المتوكل إلى درجة أن والدة المتوكل كانت تنذر باسمه النذور وأمام هذا الواقع قرّر المتوكّل التخلص من الإمام فسجنه مقدمة لقتله ولكن إرادة الله حالت دون ذلك فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى هجم عليه الأتراك في قصره وقتلوه شر قتلة ولم تنته محنة الإمام الهادي (ع) بهلاك الطاغية المتوكل فقد بقي تحت مراقبة السلطة باعتباره موضع تقدير الأمة وتقديسها وثقل على المعتز العباسي الذي خلف المتوكل ما يراه من تبجيل الناس للإمام وحديثهم عن ماثره وعلومه وتقواه فسوّلت له نفسه اقتراف أخطر جريمة في الإسلام حيث دسّ له السم القاتل في طعامه فاستشهد الإمام (ع) في سنة 254هجري من شهر ذي الحجة عن عمر يناهز الواحد والأربعين سنة

* قصة معبرة للمتوكل مع الإمام (ع)

جاء في مروج الذهب للمسعودي إن المتوكل العباسي أمر بمداهمة بيت الامام الهادي (ع) واحضاره على الحال الذي هو عليها فلما أحضروه الى المجلس وكان المتوكل على مائدة الخمر وفي يده كأس فناولها للامام (ع) ليشرب فقال له (ع): والله ما خامر لحمي ودمي.
فقال له المتوكل: أنشدني شعراً استحسنه فاعتذر الامام (ع) وقال: إني لقليل الرواية للشعر
ولما ألح عليه ولم يقبل عذره، أنشده (ع):

باتوا على قلل الأجيال تحرسهم---- غلب الرجال فما اغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم---- فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخٌ من بعد ما قُبروا-----أين الأسرة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمةً-----من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم---- تلك الوجوه عليها الدود ينتقل

قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا---- فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

وهكذا استمر الامام بانشاده شعراً من هذا النوع حتى رمى المتوكل الكأس من يده وأخذ يبكي بكاءً عالياً حتى بلّت دموعه لحيته وبكى الحاضرون لبكائه ثم أمر برفع الشراب من مجلسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق