السيد محسن الأمين
العاملي الحسيني من علماء المسلمين الشيعة وهو
لبناني الأصل من شقراء من قرى جبل عامل، جنوب لبنان حاليا، من العلماء
الشيعة الكبار الذي تعددت منجزاته في مجالات وحقول شتى ومتنوعة، ألف العديد الكتب،
انتقل إلى مدينة دمشق مرجعا وعالما للمسلمين الشيعة فيها وسكن في أحد احايئها في
دخلة الشرفاء في الشارع والمحلة التي حملت اسمه فيما بعد حي الأمين، قام بالعديد
من الإصلاحات ونهض فكريا بالشيعة من خلال كتاباته المتنوعة لا سيما سِفره الضخم
أعيان الشيعة، حارب العادات والتقاليد البالية، منها إصلاح المنبر الحسيني وغيرها
ليحل محلها التشاريع الإسلامية الصحيحة واهتم بإنشاء المدارس العصرية، كان له دورا
مهما ومشاركة فاعلة في الثورة السورية الكبرى، توفي في بيروت ودفن في ريفدمشق في مقام السيدة زينب بعد حياة مليئة
بالعطاء.
ولد السيد محسن الأمين في لبنان – جبل عامل – عام 1284هـ / 1865م، في قرية شقراء إحدى قرى قضاء بنت جبيل. ترعرع في كنف
عائلة متدينة علمية صالحة تحفه رعاية والده التقيّ الصالح الصوّام القوّام البكّاء
من خشية الله السيد عبد الكريم. وتحتضنه أمه ابنة العالم الصالح الشيخ محمد حسين
فلحة الميسي التي كانت من فضليات نسائها، عاقلة صالحة ذكية مدبّرة عابدة مواظبة
على الأوراد والأدعية. كان لابويه الفضل الأكبر في تربيته وتفريغه لطلب العلم وحثه
على ذلك ومراقبته في سن الطفولة. وقد توفي والده سنة 1315 هـ في النجف الاشرف
ودفن فيها، اما والدته وهي ابنة العالم الصالح الشيخ محمد حسين فلحة الميسي فقد
توفيت في حدود سنة 1300 هـ.
درس مبادئ القراءة والكتابة والمقدمات
للحوزة العلمية في لبنان. فعندما بلع الخامسة أو السادسة من عمره، قامت الفاضلة
أمه بتعليمه القرآن الكريم، ثم أتقن الخط
العربي بمدة وجيزة من بعض شيوخ العائلة. وبعد تعلمه القرآن الكريم والكتابة شرع في
تعليم علم النحو فابتدأ بحفظ الاجرومية وإعرابها وأمثلتها فكان يحفظ الدرس
والدرسين على الغيب ويتلوها غيباً لتبقى ثابتة في فكره. ثم بعد الاجرومية بدأ
بقراءة قطر الندى لابن هشام وشرح التفتازاني في التصريف، على السيد محمد حسين الأمين. وبعد إكمال
قراءة كتب اللغة والنحو، أنتقل إلى بنت جبيل للدراسة على
الشيخ موسى شرارة بعد عودته من
النجف الاشرف في العراق وأقام في جبل عامل وأنشأ مدرسة
لأهل العلم يدرّس فيها علوم العربية من نحو وصرف وبيان، وعلم المنطق، وعلمي الأصول
والفقه. واستمر في الدراسة عند الشيخ شرارة حتى توفي الشيخ موسى شرارة ولم يكمّل الأمين
بعد دراسته لمبحث الاستصحاب في كتاب المعالم في الاصول.
توفي منتصف ليلة الأحد 4 شهر رجب سنة 1371
هـ. الموافق 30 آذار 1952 م في بيروت، نقل جثمانه بتشيع مهيب إلى دمشق، بعد جهاد كبير
وعمر مديد صرفه في خدمة الإسلام والمسلمين. ودفن عند المدخل الرئيسي لحرم السيدة زينب بنت أمير
المؤمنين في قرية راوية، أو ما يعرف اليوم بالست، إحدى ضواحي دمشق، وإلى جانب دواته وأقلامه
له مؤلفات كثيرة تجاوزت المائة مؤلف
موزعة في العقيدة والتاريخ والحديث والمنطق والأصول والفقه والنحو والصرف والشعر والادب
والقصة، كما أن له ردود مختلفة وكتب في الرحلات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق