السبت، 25 مايو 2013

الزواج - علي وفاطمة نموذجاً



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

يعاني مجتمعنا من علل وأمراض تنهش في جسده وبدل أن تكون مرآة صافية تعكس التقاليد الإسلامية الأصيلة تحولت إلى مجموعة تقاليد واعراف بالية لا علاقة لها بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ومن هذه المشاكل ما يحصل من عزوف قهري عن الزواج بسبب الكثير من العوائق والموانع التي لا تصمد أمام التفكير الإسلامي الأصيل وهي عبارة عن قشور وشكليات أصبحت الهم الأول للناس من قبيل هذه الأشياء
- المهر
قال رسول الله (ص) :" أفضل نساء أمتي أقلهنّ مهراً "
وقال الصادق (ع) :" شؤم المراة في كثرة صداقها "
فأين نحن من هذا ؟ نحن الذين ندعي أننا أتباع هذا النبي العظيم (ص) وموالي وشيعة هذا الإمام (ع)
- الأثاث
قال رسول الله (ص) :" اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف "
اليوم بحجة أن الزمان غير الزمان وبحجة الشأنية والوجاهة وكلام الناس الخ من حجج قد ينشب الخلاف بين العرسين وفي الغالب يبدا الخلاف بين الأهل وكأن السعادة الزوجية تكمن بالأثاث الثمين أو غير ذلك
- الزفاف ومتطلباته
وهذه عقبة أخرى توضع أما العريس بالأخص لما يتطلبه البعض من بذخ وفخامة بحجة ان هذا يوم فرح للعروس وحرصاً على هذا يتم تأخير الزفاف حتى تكتمل كل المستلزمات والتكاليف وووووووو
- السكن
وهذه مشكلة حقيقية ويساهم في تفاقمها ما ذكرناه سابقاً من اسباب
بعد هذه المقدمة نعود إلى إسلامنا الأصيل ونأخذ الزهراء (ع) أنموذجاً وهي سيدة نساء العالمين وبنت النبي (ص) وقرة عينه وأم ابيها فهل في الوجود أعظم فضلاً ومكانة منها ؟ فكيف كان زواجها ومراسم زفافها ؟
يحدثنا اهل السير أن علي (ع) أتى إلى النبي (ص) يخطب إبنته فقال له رسول الله (ص) : "يا علي قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرايت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتى أخرج إليك" فقام الرسول وترك علياً ينتظر النتيجة ودخل على إبنته فاطمة وأخبرها فسكتت ولم تولّ وجهها ولم يرى فيها رسول الله (ص) كراهة فقام وهو يقول : "الله أكبر سكوتها إقرارها "
ورجع النبي (ص) فأخبره بالموافقة ثم قال له : هل معك شيء أزوجك به ؟
فقال علي (ع) : فداك أبي وأمي والله لا يخفى عليك من أمري شيء أملك سيفي ودرعي وناضحي (البعير الذي يُحمل عليه الماء  
فقال النبي (ص) :يا عليّ أما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل الله وتقاتل أعداء الله وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك بع الدرع وأئتي بالثمن فكان الدرع صداقاً لأشرف فتاة في العالم وأفضل أنثى في الكون
وقد جاء إلى الرسول اُناس من قريش فقالوا : إنك زوجت علياً بمهر خسيس )لاحظوا هي نفس العقلية الجاهلية الموجودة اليوم(
فقال لهم : ما انا زوجت علياً ولكن الله زوجه ....
"أما جهاز  الزهراء(ع) لما عُرض على الرسول (ص) قال :" بارك الله لأهل البيت جل آنيتهم الخزف
وأما عرس الزهراء (ع) فيروى أن علياً (ع) كان يستحي أن يطالب رسول الله (ص) بزوجته وطالت تلك الفترة شهوراً فتكفلت أم سلمة بالأمر فقالت : يا رسول الله هذا أخوك وإبن عمك في النسب يُحب ان تُدخل عليه زوجته وقد منعه الحياء من طلب هذا فقال لأم أيمن : إنطلقي إلى علي فإتيني به
ولما حضر جلس مطرقاً رأسه نحو الأرض حياءً منه فقال له : أتحب أن تدخل عليك زوجتك ظ
قال : نعم فداك أبي وأمي
فقال :نعم وكرامة أدخلها عليك ليلتنا هذه أو ليلة الغد إن شاء الله
فجعل حارثة بن النعمان منازله تحت تصرف علي (ع) وقام علي بتأثيث حجرة العروس وأمر النبي (ص) علياً يصنع طعاماً لأن الله يحب إطعام الطعام وأن يدعو الناس إلى وليمته وأمر زوجاته بتزيين السيدة الزهراء (ع) ولما إنصرفت الشمس نحو الغروب دعا الرسول بإبنته الطاهرة ودعا بصهره فأقبلت الزهراء (ع) وقد لبست ثوباً طويلاً تجرّذيلها على الأرض وقد تصببت عرقاً حياءً وآتى النبي (ص) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة إركبي وامر سلمان أن يقود البغلة وكان هو (ص) يسوقها فأخذ يدها ووضعها بيد علي وقال : بارك الله في إبنة رسول الله يا علي هذه فاطمة وديعتي عندك يا علي نعم الزوجة فاطمة يا فاطمة نعم الزوج علي اللهم بارك فيهما وبارك عليهما اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما وإجعل عليهما منك حافظاً وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم ثم أمر النساء بالخروج فخرجن ّ 
افلا يستحق زواجها وزفافها أن يكون نموذجاً نقتدي به في حاضرنا أما ماذا ؟
أما اننا يجب أن نغلّب الأعراف والتقاليد الجاهلية وبعدها ندّعي اننا موالين لأهل البيت ؟
فهل يوجد أحد خير من علي وفاطمة صلوات ربي عليهم ؟
كفعمي العاملي 
أسألكم الدعاء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق