الأحد، 5 مايو 2013

كيفية تشريع الآذان عند أهل السنة والشيعة


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلَّ على محمد وآل محمد 



من المواضيع التي إختلف فيها المسلمين موضوع الآذان وهذا من غرائب الأمور لأن المفروض أن المسلمين الأوائل كانوا يؤذنون للصلاة خمس مرات يومياً فلا يعقل ان تختلف الآراء بعدهم هذا الإختلاف  وسأبدأ بذكر كيفية تشريع الآذان عند الفريقين مع بعض التسأولات ومن خلالها اعتقد أن المسألة ستضح لمن القى السمع وهو شهيد

كيفية تشريع الآذان عند أهل السنة 

-
الرأي الأول : أنه شُرع بإقتراح الصحابة في المدينة
اخرج البخاري وغيره
عن عبد الله بن عمر أنه قال : كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس يُنادى لها فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم : إتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم : بل بوقاً مثل قرن اليهود فقال عمر : أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة ؟ فقال رسول الله (ص) : يت بلال قم فنادي بالصلاة
- الرأي الثاني : أنه شُرع في مكة
اخرج السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً )- روى عن عائشة أنها قالت : ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذنين - وهذه الآية مكية
-
الرأي الثالث : أن تشريعه بعد منامات رأها الصحابة
أخرج إبن داوود ...قال : إهتم النبي للصلاة كيف يجمع الناس لها فقيل إنصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها أذن بعضهم بعضاً فلم يعجبه ذلك فذكر له شبّور اليهود فلم يعجبه وقال : هو من أمر اليهود قال : فذكر الناقوس فقال هو من أمر النصارى فإنصرف عبد الله بن زيد وهو مهتمّ لهمّ رسول الله فأوري الأذان في منامه فغدا على رسول الله فأخبره فقال : يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان قال : وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً قال : ثم أخبر النبي فقال له ما منعك أن تخبرني ؟ فقال : سبقني عبد الله بن زيد فإستحييت !!!!!!!! وروي هذا الحديث بطرق مختلفة العبارات
-
الرأي الرابع : نزول الأذان تدريجياً وإضافة عمر الشهادة بالنبوة إليه
جاء في صحيح إبن خزيمة ... عن إبن عمر : إن بلالاً كان يقول أول ما أذّن :
اشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة فقال عمر : قل في إثرها : أشهد أن محمداً رسول الله فقال رسول الله : قل كما أمرك عمر
- الرأي الخامس : الآذان وحي من الله تلقّاه من جبرائيل يوم الإسراء
جاء في نصب الراية للزيلعي وغي مجمع الزوائد عن علي بن أبي طالب قال : لما أراد الله أن يُعلّم رسوله الأذان أتاه جبرائيل بدابة يقال لها البراق ......... إلى آخر رواية الإسراء والمعراج
وروى الطبراني في الأوسط عن إبن عمر : إن النبي لما أسري به إلى السماء أوحي إليه بالأذان فنزل به فعلمه جبرائيل
وروى إبن مردويه عن عائشة مرفوعاً : لما أسري بي أذّنّ جبرائيل فظنت الملائكة أنه يصلي بهم فقدمني فصليت
- الرأي السادس : أن عمر أول من سمع آذان جبرائيل ثم بلال
جاء في إتحاف السادة للبوصيري أن رسول الله قال : أول من أذّن في السماء جبرائيل قال: فسمعه عمر فأخبر النبي (ص) بما سمع ثم أقبل بلال فأخبر النبي (ص)فقال له : سبقك عمر يا بلال أذّن كما سمعت
-
الرأي السابع : ان الآذان نزل به جبرائيل على آدم (ع) لمّا إستوحش
جاء في كشف الغمة للشعراني ....... وكان كعب الأحبار يقول : قال رسول الله (ص) : لمّا زل آدم بأرض الهند إستوحش فنزل جبرائيل فنادى بالآذان فزالت عنه الوحشة .......

هذا ما قاله أهل السنة فنسأل هل يسوغ في منطق الإسلام والوحي أن تؤخذ الشريعة من الأحلام والمنامات والأقاصيص أو حتى من المشاورة أمام هذا التضارب في الروايات من نصدق والروايات بعضها يكذب بعض  ماذا ستكون نظرة الغير مسلم عندما يرى مثل هذه الروايات ؟

كيفية بدء الآذان عند الشيعة

أن النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة إتفقت على إن بدء الآذان قد كان في الإسراء والإئمة بأجمعهم أكدوا إن شأن الآذان أعظم من يكون برؤيا أو منام يراه غير النبي (ص) المعصوم لا بل وصفوا من يقول بهذا بأنه جاهل وكاذب وقد تظافرت الأحاديث الواردة عن جميع الأئمة وإتفقت على هذا لذا سنكتفي بذكر رواية واحدة بتصرف يسيرونعتمد فيها أيضاً على مصدر من مصادر أهل السنة المعتبر زيادة في الحجة
روى الحاكم في مستدرك الصحيحين ج 3 ص 171 كتاب معرفة الصحابة
عن سفيان بن الليل قال : قدمت على الحسن بن علي (ع) في المدينة فتذاكرنا عنده الآذان فقال بعضنا :إنما كان بدء الآذان برؤيا عبد الله بن زيد فقال الحسن بن علي (ع) : إن شأن الآذان أعظم من ذلك أذنّ جبرائيل في السماء مثنى مثنى وعلمّه رسول الله (ص) ....
لا حظوا قول الحسن (ع) إن شأن الآذان أعظم لإنه بطبيعة الحال جزء اساسي من الصلاة أي هو مسألة دينية تحتاج تشريع إلهي مثل سائر التشريعات
  وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}

بعد هذه المقدمة التاريخية لبدء الآذان ننتقل لبحث بعض جزئيات الآذان التي هي محور الخلاف بين الفريقين

جزئية حي على خير العمل 

من الثابت والمُسّلم به ثبوت هذه الجزئية في الآذان على عهد رسول الله (ص) فقد روى المسلمون بكافة مذاهبهم ثبوتها ففي مبدء الأمر لا أحد ينكر شرعيتها لكن أهل السنة إنقسموا فريقين فمنهم من قال بنسخها وبين أن الناسخ لها رسول الله (ص) ومنهم من سكت عن الناسخ لضعف تلك الروايات وعدم دلالتها على المقصود ومن خلال دراسة متأنية ودقيقة نجد أن الروايات التي تؤكد عدم نسخ هذه الجزئية هي أقوى سنداً ومتناً حتى عند أهل السنة وليس الشيعة فقط ومايؤكد هذا أن جم غفير من الصحابة أذنّ بحي على خير العمل وأكثر من هذا أن بلال بن رباح مؤذن النبي (ص) إمتنع عن الآذان بعد وفاة النبي (ص) كموقف إعتراضي على حذف هذه الجزئية وهذا له بحث منفصل ليس هاهنا مكانه  

جزئية الصلاة خير من النوم

بعد التلاعب وحذف جزئية حي على خير العمل من الآذان تم إبتداع جزئية وإضافتها وهو ما اصطلح عليه بالتثويب (الصلاة خير من النوم ) وتضاف في آذان صلاة الصبح وهذه الجزئية لا تعدو حتى وفق روايات أهل السنة ليست سوى عمل مستحب وليست من أصل الآذان ولكن تم إبتداعها وجعلها جزء من الآذان في زمن عمر بن الخطاب ففي الموطأ كتاب النداء للصلاة يروي مالك أنه بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال : الصلاة خير من النوم فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح 

وروى زيد النرسي عن أبي الحسن الكاظم (ع) أنه قال : الصلاة خير من النوم بدعة بني أمية وليس ذلك من أصل الآذان

أشهد أن علياً ولي الله

لم يدعي يوماً أحد من علماء الشيعة أن الشهادة لعلي (ع) بالولاية هي جزء من الآذان بل إجتمعت كلمتهم أنها من المستحبات ولا تعد كونها من قبيل الصلاة على محمد وآل محمد بعد القول في الآذان أشهد أن محمد رسول الله وهي جاءت كرد فعل على شتم معاوية لعلي (ع) على المنابر 80 عاماً فهي بمثابة القول أن من تشتموه هو ولي من أولياء الله وهذا لا يختلف عليه أحد من المسلمين فهل يشك أحد من المسلمين أن علي (ع) ولي الله ؟ بالحد الأدنى وفق معنى الولاية عند أهل السنة  

ونختم بطائفة من الآحاديث من مصادر الشيعة عن كيفية الآذان   

- الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الأذان فقال : تقول الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله الله ، أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، حي على خير العمل ، حي على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله.
- محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار عن أبي جعفر(ع) قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وصف الملائكة والنبيون خلف رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
فقلنا له كيف إذن ، فقال الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، حي علي الصلاة ، حي الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، حي على خير العمل ، حي على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، والإقامة مثلها إلا أن فيها قد قامت الصلاة بين حي على خير العمل ، حي على خير العمل وبين الله أكبر ، الله أكبر فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله بلالاً فلم يزل يؤذن بها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
- عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله(ع) وكليب الأسدي عن أبي عبد الله(ع) أنه حكى لهما ( الأذان والإقامة ) فقال : الله أكبر ، الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، حي على خير العمل ، حي على خير العمل ، الله أكبر، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والإقامة كذلك
كفعمي العاملي
22-1-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق