الثلاثاء، 14 مايو 2013

العقيدة الإسلامية - المعاد


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد



 الأصل الثالث في العقيدة الإسلامية هو المعاد ومعناه الإعتقاد بالحياة بعد الموت وأن الموت ما هو إلا إنتقال من عالم الدنيا أو دار الفناء إلى عالم الآخرة  أو دار البقاء مشابه نوعاً ما للإنتقال من عالم الرحم إلى عالم الدنيا والتشابه هنا في الإنتقال من عالم إلى عالم فالموت من ناحية هو موت في عالم الدنيا وولادة في عالم آخر  حيث تنتقل معنا أعمالنا وتتجسد هناك
{...... وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }
وإعتقادنا الصحيح بالتوحيد يدلنا على أن الله العادل والحكيم يستحيل عليه ان يترك الظالم دون أن يأخذ منه حق المظلوم ويستحيل أن لا يجزي المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }
{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }
كما أن غريزة حب البقاء والخلود التي أودعها الله في فطرة الإنسان هي من أكبر الأدلة على أن للإنسان حياة أخرى يُخلّد فيها 
وكتاب الله تعالى الآية الإلهية الخالدة يستفيض في ذكر المعاد وتفاصيله وتحذير من يُنكره وبعد إعتقادنا بالتوحيد وتصديقنا بالنبوة فمن البديهي التصديق بما جاءت به هذه النبوة  
وفضلاً عما تقدم فإن أهمية الإعتقاد بالمعاد تكمن في أنه ينعكس على حياة الإنسان بشكل كبير فالمؤمن بالآخرة حق الإيمان سوف يشعر برقابة الله كل لحظة من لحظات عمره فلا يعود ظالماً لنفسه ولا للآخرين بل مطيعاً صادقاً يسعى لنيل رضا الله سبحانه بعمله وبمساعدة الآخرين وتتحسن سيرته واخلاقه ويعيش الإخلاص مع ربه ومع الناس وبالعكس الناكر للآخرة يعيش حالة من التفلت والإستهتار فلا يشعر باي رادع فيعيث في الأرض فساداً ويكون همه نفسه ولو على حساب الآخرين 
إن أصول العقيدة الإسلامية تحرك المؤمنين في الدنيا وتدفع بهم إلى العمل والجهاد والتضحية لأنها الأسس القوية التي يعتمد عليها المؤمن في دنياه وخاصة أصل التوحيد الذي يتفرع منه كل شيء ولهذا فإن الملتزم بخط الله في الحياة لا يعيش الإنفلات وإنما يسعى لتحقيق الأهداف الإلهية على مستوى ذاته وعلى مستوى المجتمع ككل
أسألكم الدعاء 
كفعمي العاملي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق