الخميس، 9 فبراير 2012


{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } – الصادق



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ذكرت في موضوع سابق أن الرسول الأكرم (ص) كان يمثّل النموذج الإنساني الكامل الذي إجتمعت فيه شخصيته كل الصفات والقيم الإنسانية والإلهية وتناولت واحدة من ابرز هذه الصفات وهي الرحمة وهذا الموضوع بإذن الله سأخصصه لصفة أخرى أشتُهر بها وهي (الصادق)
إن أهل مكة عموماً ورؤوس الشرك فيها الذين كذبوا نبوة محمد (ص) قد شهدوا له هم أنفسهم بأنه صادق ولقبوه به قبل الدعوة فعُرف في قومه بالصادق معلوم أنه قد يبالغ المحب في وصف من يحب فيتم التشكيك في قوله أم أن يشهد العدو لخصمه بالصفات الحسنة فهذا مما لا يستطيع أحد نفيه أو التشكيك فيه
روي أن الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له : ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا تخبرني عن محمد صادق أم كاذب ؟
فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادق وما كذب قطّ
وروي أنه لما بعث رسول الله (ص) إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام أحضر قيصر أبا سفيان وسأله بعض الأسئلة مستفسراً عن النبي (ص) ومما سأله : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فقال ابو سفيان : لا
فقال قيصر: هل يغدر ؟ فقال ابو سفيان لا
فقال قيصر : كيف عقله ورأيه ؟ فقال أبو سفيان : لم نعب له عقلاً ولا رأياً قط
وروي ان النضر بن الحارث قال لقريش : قد كان فيكم غلاماً حدثاً ارضاكم فيكم واصدقكم حديثاً ....
بطبيعة الحال ليس مستغرباً تكذيبهم نبوة محمد (ص) مع الشهادة له بالصدق وقد قال الله تعالى عنهم
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }
عن إبن عباس قال لما أنُزلت الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صعد رسول الله (ص) على الصفا فقال : يا معشر قريش ... أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقوني ؟
قالوا : نعم أنت عندنا غير متهم وما جرّبنا عليك كذباً قطّ ...
بعد ما تقدم أعلاه وإنطلاقاً من قوله تعالى
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
أطرح السوأل التالي أين نحن من رسولنا الأكرم (ص) في هذا ؟
للأسف إن ما نسمعه ونشاهده اليوم على المستوى الفردي والإجتماعي عموماً وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة خصوصاً هو شعار
إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس
فضخ الأكاذيب أصبح مهنة وفن له دراساته وأساليبه وما يُصطلح عليه بالحرب الإعلامية وحروب الميديا والصحف والمجلات الصفراء ..الخ ومن يمارسه يوصف عمله بالإبداع والذكاء ولا أتحدث هنا عن أعمال يمارسها الغرب فقط بل من يسمون أنفسهم بالمسلمين وبأمة محمد (ص)
عن أم المؤمنين عائشة قالت : ما كان من خُلق ابغض إلى رسول الله (ص) من الكذب وكان إذا إطلع على أحد كذب كذبة لم يزل مُعرضاً عنه حتى يُحدث توبة
تخيلوا أمة محمد وتمارس أبغض الخُلق إليه !!!
هل الأسوة الحسنة تعني فقط إطالة اللحى وتقصير الملابس والإكتحال !!!
أسال الله تعالى أن يوفقنا للإقتداء بالرسول الأكرم (ص) قولاً وفعلاً
والحمد لله رب العالمين
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي
08/02/2012 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق