الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

ملامح من عظمة القرآن الكريم


القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلَّ على محمد وآل محمد
القرآن الكريم هو حق مطلق وما بعده إلا الضلال فطوبى لأمة خصها الله به وطوبى لأجواف تحمله وطوبى لألسن تتكلم به
روي عن الصادق (ع)عن النبي (ص) قوله في تعظيم القرآن
" من أوتي القرآن فظنّ أن أحداً من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقّر الله وحقّر ما عظّم الله "
وجاء في الحديث القدسي تكريماً للقرآن
" وعزتي وجلالي وإرتفاع مكاني لأكرمن من أكرمك ولأهينن من أهانك "
إن الإحاطة الكلية بمكانة وعظمة هذا الكتاب الإلهي دونه خرط القتاد ولكن سأتحدث عن بعض جوانب أهمية ما دعانا رسول الله (ص) للتمسك به وقال عنه أنه الثقل الأكبر
عالمية القرآن الكريم 
إن القرآن الكريم لا يختص بأمة من الأمم دون أمة فما أكثر خطابه  الذي يبتدأه ب{ يا أيها الناس } فالقرآن مشروع إنساني أول آية فيه { بسم الله الرحمن الرحيم } وآخر كلمة فيه { الناس }فهو خطاب موجه من الله إلى الناس ومعارفه الحقة موجهة للعالمين
يقول الله تعالى
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }
شمولية القرآن
القرآن يشتمل على حقيقة شرائع  الأنبياء فهو يصدق الكتب التي قبله ويفوقها في معارفه وفيه بيان ما يحتاجه الإنسان في مسيرته التكاملية وكدحه إلى الله سواء الأسس العقائدية منها أوالأخلاقية والعملية
يقول الله تعالى
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا...}
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
{.... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
دائمية القرآن
القرآن الكريم دائم لا يبطله شيء فهو كلام الحق ومصدره الحق فلا يتطرق البطلان لا إلى أصوله الإعتقادية ولا إلى أصوله الأخلاقية وقوانينه العملية وما نشاهده مثلاً كل يوم من تطابق علمي مع ما جاء فيه لهو من الأدلة الساطعة والجليّة بخلاف الكتب التي تلاعبت بها الأيدي وأعملت فيها تحريفاً
يقول الله تعالى
  {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }
 {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }
قال رسول الله (ص)
" ولو لم يكن للقرآن من فضل سوى كونه كلام الله لكفى ذلك في سمو منزلته وعلو شأنه "
فطرية القرآن
لقد إمتاز القرآن الكريم  بأنه تضمن تشريعات تنسجم إنسجاماً كلياً مع متطلبات الفطرة الأصيلة للإنسان فالقرآن يخاطب الفطرة ويلامس الوجدان الإنساني ويرسم له البرنامج السلوكي الذي يزرع فيه الطمأنينة والإستقرار فهو يوازن بين متطلبات الغرائز البشرية وبين ضرورة تهذيبها فلا يغلب أحدهما الآخر ولايهمل القرآن التوجيهات للفرد الإجتماعي كي تكون حركته منسجمة مع طبيعة حياته الإجتماعية المودوعة في فطرته
قال الله تعالى
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }
{...وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
القرآن المعجزة الخالدة
كل النبوات التي جاءت قبل نبينا محمد (ص) إستندت على آيات ومعجزات فكان لكل نبي معجزة تُثبت صدق دعواه وزالت هذه المعاجز ورحلت برحيل أنبياءها وحدها الرسالة الخاتمة تفردت بمعجزة خالدة إلى قيام الساعة ففضلاً عن المعاجز والآيات الباهرات التي أثبت فيها النبي (ص) صدق دعواه في حياته فقد ترك للعالمين أثناء حياته وبعد وفاته  القرآن الكريم  فهو معجزة لا تُغلب وحجة بالغة على العالمين إلى قيام الساعة
وقد احاط الله تعالى كتابه بالعناية الفائقة منذ بدء نزوله من اللوح المحفوظ وإلى إنتهاء أمد نزوله وتجلّت  هذه العناية من خلال تنزيله بواسطة ملك كريم على متلقيه الذي هو افضل المخلوقات قاطبة صدقاً وطهراً وأمانة ونبلاً وقداسة ً
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق