الخميس، 6 سبتمبر 2012

السيد علي القاضي الطباطبائي التبريزي قدس الله روحه الطاهرة


السيد علي القاضي  الطباطبائي التبريزي قدس الله روحه الطاهرة


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
هو العالم العارف العابد الفقيه المحدّث والشاعر المفلق ولد سنة 1285 هجري في مدينة تبريز وتوفي سنة 1366 هجري
يقول تلميذه السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان : " إن كل ما عندنا هو من المرحوم القاضي إن هذا الأسلوب الذي يُفسر الآية بالآية فقد تعلمناه من المرحوم القاضي ونحن ننهج نهجه في التفسير  "

لقد كان المرحوم القاضي من المجتهدين العظام ولكنه كان ملتزماً التدريس في بيته وكان يقيم صلاة الجماعة في بيته فكانت صلاته في غاية السكينة وتستغرق وقتاً طويلاً وبعد صلاة المغرب كان يواظب على التعقيبات حتى صلاة العشاء وفي الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان كانت الليالي تتحول إلى مجالس التعليم والأنس وكان الطلاب يحضرون بعد أربع ساعات من الليل ليطول جلوسهم إلى ساعتين أما في العشر الأواخر من الشهر فقد كان المرحوم يوقف التدريس ويغيب عن الأنظار حتى آخر شهر رمضان المبارك ومهما كان الطلاب يبحثون عنه لم يكونوا ليعثروا على أي أثر وكان هذا نهج العارف القاضي طوال سنوات حياته حتى رحيله
لم يكن للمرحوم القاضي من نظير في اللغة العربية وكان يحفظ أربعين ألف كلمة وكان ينشد الشعر العربي بطريقة لم يكن العرب يتصورون أنه أعجمي
وكان له باع طويل في تفسير القرآن الكريم ومعانيه وتعلمنا منه الأسلوب الذي يفسر الآية بالآية
وكان المرحوم في تهذيب النفس والأخلاق والسير والسلوك في المعارف الإلهية والواردات القلبية والمكاشفات الغيبية فريد عصره وسلمان زمانه وترجمان القرآن فقد كان يعطي توجيهاته وتعليماته العرفانية لكل واحد من تلاميذه بطريقة خاصة طبق الموازين الشرعية مع رعاية الآداب الباطنية للأعمال وحضور القلب في الصلاة والإخلاص في الأفعال وتتلمذ على يديه في السير والسلوك ثلة من كبار العلماء  
وكان آية رائدة في العمل ويروي أهل النجف عنه خصوصاً أهل العلم قصصاً عديدة فقد كان يعيش في منتهى الفقر والفاقة مع عائلة كبيرة لكنه كان غارقاً في بحر التوكل والتسليم والتفويض والتوحيد حتى أصبحت قصصه مضرب للأمثال فلم يكن في بيته سوى حصير واحد مصنوع من سعف النخيل وما أكثر الليالي التي قضاها في الظلام الدامس لأنه لم يكن يمتلك وقوداً للإضاة أو لعدم وجود مصباح
ونكتفي بذكر واحدة من قصصه العرفانية  العجيبة
ذكر أحد تلامذته  قال كنت أحضر مجلس السيد علي القاضي وكنت في ضائقة مالية شديدة  شأن أكثر الطلبة في النجف الأشرف  وكنت أتعشى أكثر الليالي بالخبز والشاي فقط وفي أحدى الليالي كانت لدي قطعة نقدية صغيرة تكفي لشراء قرص من الخبز وكان في نيتي شراء الخبز بعد عودتي من مجلس السيد وفي أثناء حديثه دخل المجلس علينا مسكين يستعطي وفجأة مد السيد القاضي يده نحوي وقال هل لديك شيء نعطي هذا المسكين ؟ فممدت يدي في جيبي وأخرجت القطعة النقدية  ودفعتها له
فخرجت من  المجلس وذهبت إلى غرفتي ولم أصنع الشاي لعدم توفر الخبز وقمت بتحضير دروسي وأردت أن أستلقي وقد أخذ الجوع مني مأخذاً وإذا بالباب يطرق قمت وفتحت الباب فإذا بالسيد القاضي ! سلّم وقال : أرغب أن أتعشى معك الليلة فهل تسمح فرحبت به وجلس وأخرج من تحت ردائه إناء فيه طعام رز مع الماش وقليل من اللحم والخبز وطلب مني مشاركته في الأكل فأكلت حتى شبعت ثم قال بصوت عالي خلاف عادته وأين الشاي ؟ فقمت بسرعة وأحضرت الشاي فشرب كوباً صغيراً ونهض وودّعني
ومن توجيهات ووصايا السيد علي القاضي
-         من كان همّه الله كفاه الله في جميع همومه
-         على الإنسان أن لاييأس أبداً وأن لا يكفّ عن السير والسلوك إن تأخر وصوله إلى النتيجة فقد يحفر المرء الأرض بظفره ثم ينبع الماء تحت أصابعه فجأة ماء زلال فوّار كعنق البعير
-         لا تصلي دائماً في مسجد واحد وإذهب إلى المساجد الأخرى أيضاً وحيثما وجدت فيضاً معنوياً فصلي هناك
-         إن من يحافظ على الصلاة في أول الوقت ولم يصل إلى المراتب العالية فليلعننّي
والحمد لله رب العالمين
إلهي أجرني من أليم غضبك وعظيم سخطك
أسألكم الدعاء
كفعمي العاملي 

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم تغمده بواسع رحمتك وادخله فسيح جناتك يا ليتنا حظينا بمرافقته

    ردحذف