الصداقة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ
على محمد وآل محمد
قال الإمام الصادق (ع) : الصداقة محدودة ومن لم تكن فيه تلك الحدود فلا
تنسبه إلى شيء من الصداقة
أولها أن تكون سريرته وعلانيته واحدة
والثانية ان يرى زينك زينه وشينك شينه
والثالثة أن لا يغيره مال ولا ولاية
والرابعة أن لا يمنعك شيء مما يصل إليه مقدرته
والخامسة أن لا يسلمك في النائبات
معنى عبارة (الصداقة محدودة ) أي لها حدود وعلامات وجوهرالحديث أعلاه هو أن الإمام الصادق (ع) حدد مواصفات وعلامات الصديق بدقة كي نتنبه ولا نستعجل في إطلاق هذه الصفة على
كل أحد نلقاه ونتخذه قرين قبل أن نمحصه ونمتحنه في السراء والضراء
لقد خلق الله الإنسان واهبطه إلى الأرض وإضطره إلى الحياة الإجتماعية يقال أن الإنسان إجتماعي بالفطرة ففي العلاقات
الإنسانية المتبادلة والمواجهات السلبية
والإيجابية بين البشر تظهر سرائرهم ومعادنهم
ومن خلال تواصل الإنسان مع الآخرين وسلوكه تنكشف خبيئته
قال رسول الله (ص) :" لا تنظروا إلى كثرة ركوع
المرء وسجوده فلعلها عادة إعتادها ولكن أنظروا إلى صدق حديثه وأدائه للأمانة
"
ففي هذا الحديث يضع النبي (ص) المعايير الحقيقية لتقويم الناس وهي ترتبط
بشكل واضح بما بينه وبين الناس اي بعلاقته الإنسانية
فمن يستحق صفة الإنسانية والإيمان هو من تتجلى إنسانيته وإيمانه في تعامله
مع الناس وهذا يكون إنعكاس لمدى علاقته مع الله وصحتها فمن المتعذر إقامة رابطة
سليمة مع الله وفي نفس الوقت رابطة منحرفة وسيئة مع الناس فكلتا العلاقتين مرآة للآخرى
ولا يخفى على أحد أن وجود كل
الكائنات المحيطة بالإنسان له علاقة
مباشرة بتكامله صعوداً أو تسافله نزولاً
ولا يوجد أحد أيضاً إلا وله تأثير على الآخرين فضلاً عن تأثره بهم
أما ما هو مدى هذا التاثير ؟ فيكفي ان
نلقي نظرة على حياة البشر لنرى أنه يصل الى حد جرّ الإنسان إلى سوء العاقبة
في الدنيا فضلاً عن العذاب الأخروي أو أنه
قد يكون سبب في نجاة الإنسان وصلاحه
وسعادته الدنيوية والأخروية طبعاً مع
التأكيد ان كل فرد يبقى هو المسؤول الأول
عن إختيارته ومصيره وهو من يشرع أبواب التأثيرات على نفسه
إنطلاقاً مما تقدم أكد النبي
والأئمة صلوات الله عليهم على اهمية
إختيار الصديق والعشير والأخ
قال الصادق (ع) :" وأطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في
ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم ..."
والحمد لله رب العالمين
كفعمي العاملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق