السبت، 8 سبتمبر 2012

من أروع القصائد التي قيلت في الإمام الحسين عليه السلام



من أروع القصائد التي قيلت في الإمام الحسين عليه السلام
للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد 


قدِمْـتُ وَعَفـوَكَ عَـنْ مَقدَمـي
أسيرًا كسيـرًا حَسيـرًا ضَمِـي
قَدِمْـتُ لأ ُحْـرِمَ فـي رَحْبَتـيـكَ
سَـلامٌ لِمَثـواكَ مِـنْ مَـحْرَمِ
فمُذ كنتُ طفلا ًرأيـتُ الحسيـنَ
مَنـارًا إلـى ضَـوءهِ أنتـمـي
وَمُذ كنتُ طفلا وَجَدتُ الحسيـنَ
مَــلاذاً بـأسـوارهِ أحتـمـي
وَمُذ كنتُ طفلا ًعرفتُ الحسيـنَ
رِضاعـًا وَلـلآنَ لـَمْ اُفـطـمِ
سـلامٌ عليـك فأنـتَ الـسـلامُ
وَإنْ كنـتَ مُختضِـبـًا بـالـدَمِ
وأنـتَ الدليـلُ إلـى الكبريـاء
بما دِيسَ مِـنْ صـدركَ الأكـرمِ
وَإنـكَ مُعتـصَـمُ الخائفـيـنَ
يا مَنْ مِـنَ الذبـح لـَمْ يُعْصَـمِ
لقد قلتَ للنفـسِ هـذا طريقـكِ
لاقي بـهِ المـوتَ كـي تسلمـي
وَخُضْتَ وقد ضُفِرَ الموتُ ضَفرًا
فمـا فيـهِ للـروح مِـنْ مَخْـرَمِ
وَما دارَ حَولكَ بَـلْ أنـتَ دُرْتَ
علـى المـوتِ فـي زَرَدٍ مُحْكًـمِ
مِنَ الرفضِ و الكبرياءِ العظيمـةِ
حتـّى بَصُـْرتَ و حتـّى عَمِـي
فمَسّكَ مِـنْ دونِ قصْـدٍ فمـاتَ
وَأبقـاكَ نَجمـًا مِـنَ الأنـْجُـمِ
ليـوم القيامـةِ يبقـى السـؤالُ
هلِ الموتُ فـي شكلـهِ المُبهَـمِ
هـوَ القـدَرُ المُبْـرَمُ الـّلا يُـرَدُّ
أمْ خــادمُ الـقـدَرِ الـمُـبْـرَمِ
سـلامٌ عليـكَ حبيـبَ النـبـي
وبُرْعُمَـهُ طِبْـتَ مِـنْ بُـرْعُـمِ
حملـتَ أعـزّ صفـاتِ النـبـي
وفــزتَ بمِعـيـارهِ الأقــوَم
دِلالــة َأنـّهـُـمُ خـيـّـروكَ
كمـا خَـيّـروهُ فـلـَمْ تثـلـَمِ
بلِ اخترتَ موتكَ صَلْتَ الجبيـنِ
ولـَمْ تتلفّـتْ وَ لـَـمْ تـنـْدَمِ
وما دارتِ الشمـسُ إلا وأنـتَ
لِـلألاءِهـا كــالاخ الـتــوأم
سـلامٌ علـى آلـِـكَ الـحُـوّمِ
حواليـكَ فـي ذلـك المَـضْـرَمِ
وهُمْ يدفعونَ بعُـريِ الصُـدُورِ
عَـنْ صـدركَ الطاهـر الأرْحَـمِ
ويحتضنـونَ بكِبْـرِ النبيّـيـنَ
ما غـاصَ فيهـم مِـنَ الأسْهُـمِ
سـلامٌ عليـكمْ علـى راحَتيـنِ
كشَمسَيـنِ فـي فـلـَكٍ أقـْتـَمِ
تـشـُّعُّ بطونهـمـا بالضـيـاء
وتجري الدمـاءُ مِـنَ المِعْصَـمِ
سـلامٌ علـى هـالـةٍ ترتـقـي
بـلألاءهـا مُرتـقـى مَـريـم
طـهـورٍ مُتـَوّجَـةٍ بالـجـَلال
مُخَضّـبـةٍ بـالـدمِ الـعَـنـْدَمِ
تهـاوَتْ فصاحـة كـلِ الرجـال
أمــامَ تفجّـُعِـهـا المُـلـْهَـم
فراحتْ تزعزعُ عـرشَ الضـلال
بـصـوتٍ بأوجـاعِـهِ مُفـْعَـمِ
ولو كانَ للارض بعضُ الحيـاءِ
لـَمـادَتْ بأحرُفِـهـا الـيُـتّـَم
سلامٌ على الحُـرِّ فـي ساحتيـكَ
ومَقحَمِـهِ جَـلّ مِـنْ مَقـْحَـمِ
سلامٌ عليهِ بحَجمِ العَذاب
وحَجمِ تَمَزُّقِهِ الأشْهَم
سـلامٌ عليـهِ وَ عَتـْبٌ علـيـهِ
عَتـْبَ الشغـوفِ بـهِ المُغـْرَمِ
فكيفَ و في ألفِ سَيـفٍ لُجِمْـتَ
وعمـرُكَ يـا حُـرُّ لـمْ تلجَـمِ
وأحْجَمْتَ كيف و في ألفِ سيفٍ
ولو كنـتُ وَحـديَ لـمْ اُحْجِـمِ
ولمْ أنتظِرْهُـمْ إلـى أنْ تـدورَ
عليـكَ دوائرُهُـمْ يــا دمــي
لكنتُ انتزَعْـتُ حـدودَ العـراق
ولـو أن أرسانهُـمْ فـي فمـي
لغيـّرْتُ تأريـخَ هـذا التـُراب
فمـا نـالَ منـهُ بنـو مُلـْجَـمِ
و يا سيـدي يـا أعـزّ الرجـال
يـا مُشرَعـًا قـَطُ لـمْ يُعْـجَـمِ
ويابنَ الـذي سيفهُ مـا يـزال
إذا قيـلَ يـاذا الفقـار احْسِـمِ
تحِـسُّ مـرؤة َمليـون سيـفٍ
سَـرَتْ بيـنَ كفِـكَ والمَـحْـزَمِ
وتمْسِكُ أنْ... ثمّ ترخـي يديـكَ
وتنكِـرُ زَعْمَـكَ مِـنْ مَزْعَـمِ
فأينَ سيوفكَ مِنْ ذي الفقارِ
وأينكَ مِنْ ذلكَ الضّيغَمِ
عَلـِيُّ عَلِـيَّ الهُـدى والجهـادِ
عَظُمْـتَ لـدى اللهِ مِـنْ مُسلِـمِ
و يا أكرمَ الناسِ بعدَ النبي
وَجهًا وأغنـى امْـرئ ٍ مُـعْـدَمِ
مَلكتَ الحياتيـن دُنيـا و اُخـرى
و ليـسَ ببيتِـكَ مِـنْ دِرْهَــمِ
فِـدَىً لخُشوعِـكَ مِـنْ ناطِـقٍ
فـداءٌ لِجوعِـكَ مِــنْ أبْـكـَمِ
قدِمْتُ وَ عَفـْوَكَ عَـنْ مَقدَمـي
مزيـجاً مِـنَ الـدم والعلـقـم
وبي غَضـبٌ جَـلَّ أنْ أدَّريـهِ
و نفسٌ أبَـتْ أنْ أقـولَ اكْظِـم
كأنـكَ أيقظـتَ جُـرْحَ العـراق
فتيّـارُهُ كـلـّهُ فــي دمــي
ألسْـتَ الـذي قـالَ للبـاتِـراتِ
خُذينـي وللنفـس لاتُهْـزَمـي
وطـافَ بـأولادهِ والسيـوفُ
عليهـِمْ سِـوارٌ علـى مِعْصَـمِ
فضَجَّـتْ بأضْلـُعِـهِ الكبـريـاء
وصـاحَ علـى موتـهِ أقدِمـي
كذا نحنُ يا سيـدي يـاحسيـن
شدادٌ علـى القهـرِ لـمْ نُشْكـَمِ
كذا نحـنُ يـا آيَة الرافديـن
سواتِرُنـا قــطُ لــمْ تـُهْـدَمِ
لئِنْ ضجَّ مِنْ حولِـكَ الظالمـون
فإنـّا وُكِلـْنـا إلــى الأظـلـَمِ
وإنْ خانكَ الصَّحْبُ والاصفيـاءُ
فقـدْ خاننـا مَـنْ لـَهُ ننتمـي
تـدورُ علينـا عيـونَ الذئـابِ
فنحتـارُ مِـنْ أيِّهـا نحتـمـي
لهـذا وقفنـا عُـراة الـجِّـراح
كبـارًا عـلـى لؤمِـهـا الألأمِ
فيـا سيـدي يـا سنـا كربـلاء
يلألـئُ فـي الحَـلـكِ الأعْـتـَمِ
تـشـُّعُّ منـائِـرُهُ بالـضـيـاء
وتـزخـرُ بالـوجَـع المُلـْهَـمِ
ويا عَطشًا كلُّ جَـدْبِ العُصـور
سينهـلُ مِــنْ وِرْدِهِ الـزَّمـزَمِ
سأطبعُ ثغـري علـى مَوطِئيَـكَ
سـلامٌ لأرْضِـكَ مِــنْ ملـثـمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق