الاثنين، 10 سبتمبر 2012

قصة تشرّف السيد المرعشي النجفي بلقاء صاحب الزمان (عج)


قصة تشرّف السيد المرعشي النجفي بلقاء صاحب الزمان (عج)



كتب السيد المرعشي النجفي قدس الله روحه الطاهرة : أيام تحصيلي للعلوم الدينية وفقه أهل البيت عليهم السلام في النجف الأشرف إشتقت كثيراً لرؤية جمال مولانا بقية الله الأعظم عجل الله فرجه وعاهدت نفسي أن أذهب ماشياً في كل ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة وذلك لمدة أربعين يوماً قاصداً زيارة مولانا صاحب الأمر عليه السلام لأفوز بذلك الفوز العظيم أدمت هذا العمل إلى 36 أو 35 ليلة أربعاء ومن الصدفة أني تأخرت تلك الليلة في خروجي من النجف الأشرف وكان الهواء غائماً ممطراً وكان في قرب مسجد السهلة خندقاً وحين وصولي إليه في الليل المدلهم مع وحشة وخوف قطاع الطرق وكانوا كثيرين آنذاك سمعت صوت قدم من خلفي مما زاد في وحشتي فنظرت إلى الخلف فرأيت سيداً عربياً بزي أهل البادية إقترب مني وبلسان فصيح قال : يا سيد سلام عليكم فشعرت بزوال الوحشة من نفسي وإطمأننت وسكنت والعجيب كيف إلتفت أني سيد في مثل تلك الليلة المظلمة وصعوبة التمييز في سواد الليل وغفلت عن هذا !
فسألني أين تقصد ؟ قلت مسجد السهلة
فقال بأي قصد ؟ قلت بقصد التشرف بزيارة ولي العصر عليه السلام
وعندما وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان وهو مسجد صغير بالقرب من مسجد السهلة قال : حبذا لو ندخل هذا المسجد ونصلي فيه ونؤدي فيه تحية المسجد فدخلنا وصلى ثم قرأ دعاء خاصاً بالمسجد وكأن الجدران والأحجار كانت تقرأ معه فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي أعجز عن وصفها ثم بعد الدعاء قال ك يا سيد أنت جوعان حبذا لو تعشيت فأخرج مأئدة من تحت عبائته وكان فيها ثلاثة أقراص من الخبز وإثنتان أو ثلاثة خيارات خضراء طرية وكأنها تواً قطفت من البستان وكانت آنذاك أربعينية الشتاء وأيضاً لم التفت أنه من أين أتى بهذا الخيار الطري في الفصل الشتوي فتعشينا كما أمر ثم قال قم لنذهب إلى مسجد السهلة فدخلنا المسجد وكان يأتي بالأعمال الواردة في المقامات وانا أتابعه وصلى المغرب والعشاء فإقتديت به وكأني لا أملك خياري ولم التفت أنه من هو هذا السيد ؟ وبعد الفراغ من الأعمال قال : يا سيد هل تذهب مثل الآخرين إلى مسجد الكوفة أو تبقى في مسجد السهلة ؟ فقلت ابيت في المسجد فجلسنا وسط المسجد في مقام الإمام الصادق عليه السلام
فقلت : هل تشتهي الشاي او القهوة أو الدخانيات حتى أعده لكم ؟ فأجاب بكلمة جامعة : "هذه من فضول المعاش ونحن نتجنب عن فضول المعاش" فأثرت هذه الكلمة في أعماق وجودي وكنت متى ما اشرب الشاي وأتذكر الموقف وتلك الكلمة ترتعد فرائضي
على كل حال طال المجلس بنا ما يقارب الساعتين وفي هذه البرهة جرت وذُكرت مطالب أشير إلى بعضها
-         تأكيده على تلاوة هذه السور بعد الفرائض الخمس سورة يس بعد فريضة الصبح وسورة النبأ بعد فريضة الظهر وسورة نوح بعد فريضة العصر وسورة الواقعة بعد فريضة المغرب وسورة الملك بعد فريضة العشاء
-         تأكيده على ركعتين بعد صلاة المغرب في الركعة الأولى تقرأ بعد الحمد ما تشاء وفي الركعة الثانية تقرأ بعد الحمد سورة الواقعة وقال تكفي هذه عن سورة الواقعة بعد فريضة المغرب كما مرّ (أي إذا نويت قرأتها في صلاة الركعتين فلا داعي لقرأتها بعد صلاة المغرب ) 
-         تأكيده على الدعاء بعد الفرائض الخمس بهذا الدعاء " اللهم سرّحني من الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان برحمتك يا أرحم الراحمين "
-         التأكيد على تلاوة القرآن وهدية ثوابه لأموات الشيعة الذين ليس لهم وارث أو لهم ولكن لا يذكروهم
-         التأكيد على زيارة سيد الشهداء عليه السلام
وهناك مطالب أخرى لا مجال لتفصيلها
يقول السيد المرعشي فأردت الخروج من المسجد لحاجة فأتيت الحوض وهو في وسط الطريق وقبل أن أخرج تبادر لذهني أي ليلة هذه ؟ ومن هذا السيد العربي صاحب الفضائل ؟ ربما هو مقصودي ! فما إن خطر على بالي حتى رجعت مضطرباً فلم اجد لذلك السيد أثراً فعلمت أني وجدت من أتحسس عنه ولكن أصابتني الغفلة فبكيت ناحباً كالمجنون ورحت أطوف أطراف المسجد حتى الصباح كالعاشق الولهان الذي ابتلي بالهجران بعد الوصال وكلما تذكرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي وهذا إجمال في تفصيل
ملاحظة : هذه القصة بقلم السيد المرعشي نفسه نقلتها بتصرف وركزت على المطالب العامة والمهمة فيها  
كفعمي العاملي
09-09-2012     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق