الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الفيروس - {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ }



الفيروس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد

{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ }
الفيروس كائن صغير الحجم جداً أدق من جميع الميكروبات المعروفة ولا يمكن رؤيته بالعين المجردة ولا بالميكروسكوب العادي ولا يمكن فصله من السوائل التي تحتوي عليه بالترشيح فهو ينفذ من أدق المرشحات إنه بالإختصار كالريح او كالخلاء ولكنه يقتل ويصرع الألوف كل يوم
والإحصاءات الأخيرة تقول إن 60  % من الأمراض التي تصيبنا سببها فيروس وهو يصيب النبات كما يصيب الحيوان والإنسان واحياناً يقتل نفس الميكروب الصغير فالزكام والجدري والحصبة والكلب وشلل الأطفال والصفراء وإلتهاب المخ والإلتهاب السحائي والسرطان وغيرها كلها أمراض فيروسية
ويمكن تشبيه الفيروس بالوحش الذي يلهث وراء الحياة وأعداده بالملايين وقد ظل مجهولاً حتى تم إختراع المجهر الإلكتروني الذي تزيد قدرة تكبيره على مأتي ألف مرة فمن خلاله تم رؤية الفيروس لأول مرة وكانت النتيجة مذهلة
إن ما ظهر لم يكن ميكروباً مثل ميكروب الدسنتاريا او الكوليرا او الملاريا ولم يكن حتى خلية لها صفات الخلايا الحية المعروفة وإنما كان عبارة عن بلورات تشبه بلورات الملح فالفيروس هو مجرد مادة بروتينية ميته وبتحليله إتضح أنها البروتين النووي المعروف بالأحرف الأولى DNA    (حامض الديزوكسي ريبو نيوكليك ) وهي المادة الموجودة بنواة الخلية الحية والمختصة بنسخ النماذج والصفات الوراثية في الخلية يعني هي بكل بساطة تشبه إلى حد ما الفورمة التي تطبع منها المطبعة ملايين النسخ او تشبه التصميم الذي يتم إستنساخ مثيل له قدر ما تشاء المعامل بإختلافها ومن المعلوم أن كل خلية حية بداخلها تصميم خاص بها تستنسخ منه الخلايا الجديدة التي تنقسم إليها وبذلك تحتفظ بطابعها ويحتفظ الكائن الحي بطابعه وشخصيته أثناء نموه ويورثه لأبناءه
وهذه المادة هي شديدة التعقيد مصنوعة من أكثر من عشرين حامض أميني متصلة ببعضها إتصال الحروف لتؤلف شفرة خاصة في كل كائن حي وهذه الشفرة هي اشبه ببطاقة تعريف بشخصية هذا الكائن وهي خاصة به مثل بصمة اليد تماماً وهذه المادة لها صفة الأمر على المواد الأخرى فيمكنها أن تطبع ما تشاء من النسخ على هيئتها
يقول علماء الوراثة إن كل خلية تحتوي على أصل وصورة اصل في داخل النواة مصنوع من DNA  وصورة خارج النواة في السائل الخلوي مصنوعة من مادة شبيهة هي RNA ( حامض ريبونيوكليك ) وتطبع النسخ الجديدة في الخلية على الصورة بينما يحتفظ بالأصل في داخل النواة يعني ما يشبه الأرشيف
ونعود الآن إلى الفيروس لنرى ما يذهل فهو يتكون من هاتين المادتين واحياناً من مادة واحدة وشكله كما قلنا بلوري واحياناً له زوائد تشبه الأذناب واحيانا تكون البلورة محاطة بكيس دهني ولكن الفيروس في كل الحالات مجرد مادة كيميائية ميته ليس لها جسم خلوي ولا تكوين حي
والسوأل إذاً كيف ينتقل ويتكاثر الفيروس ؟؟؟؟؟
هنا الشيء المذهل فالفيروس لحظة ان يلمس خلية حية يحقن مادة الDNA  (وهي مادة جسمه كما شرحنا اعلاه) في داخل الخلية الحية وبهذا يدخل في قلب الخلية وما يكاد يدخل الخلية حتى يلتبس الأمر عليها ولمدة دقائق قليلة يخيل للخلية أن هذه الأوامر الكيميائية صادرة من نواتها فتبدأ في تنفيذ هذه الأوامر الجديدة وهكذا تقوم بنسخ الآف النسخ من الفيروس فتتحول البلورة الواحدة إلى الآف وتبدأ الخلية بالتكاثر بسرعة لا وفقاً لمخططها الخاص وشفرتها الطبيعية بل وفقاً لشفرة الفيروس وما تلبث هذه الخلية أن تمرض وتنفجر ويخرج منها الوف من وحدات الفيروس لتصيب خلايا اخرى وهكذا يبدأ الجسم يذوب ويهلك تحت تأثير الفيروسات المتكاثرة وأحياناً يتسبب الإختلاف الطفيف بالشفرة الكيميائية إلى نمو سرطاني
وهنا إذا تنبه الجسم في الوقت المناسب فإنه يبدأ بإفراز مواد مضادة ويبدأ في إرسال تعليمات كيميائية جديدة يعيد بها التكاثر إلى خطته الطبيعية

وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر
وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق