بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
يُقصد بالشهيد الثاني بين العلماء الإمام زين
الدين بن نور الدين بن علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي بن صالح بن مشرف
العاملي الجبعي ولد الشهيد في يوم الثلاثاء الثالث عشر
من شهر شوّال سنة إحدى عشرة وتسعمائة 911 من الهجرة
وقد ختم القرآن وهو في السنة التاسعة من العُمر نشأ في أُسرة علمية إذ إنّ ستّة من
آبائه وأجداده كانوا من العلماء كذلك فإن أولاده وأحفاده وأسباطه كانوا من أهل
العلم قضى قرابة ثلاثين عاماً من عمره في أسفار ورحلات طلباً للعلم درس المذاهب الخمس
وإشتهر أمره وصار مرجعاً للأنام ومفتياً لكل طائفة بما يوافق مذهبها وهو تالي
الشهيد الأول محمد بن مكيّ العاملي في كل المكرمات في الشهادة والعلم والفضيلة
وكذلك في أنّ كتبه وآراؤه مدار البحث والنقاش في الحوزات العلمية كان مجاهداً في سبيل
الله حتى ضاق به حكام زمانه وبالرغم من
الروح الإنسانية والأخلاقية التي تحلَّى بها الشهيد الثاني مع المسلمين المخالفين
له في الرأي إلاّ أنَّه لم يسلم من الضغط الشديد والمراقبة الخانقة وإحاطة العيون والجواسيس بمنزله حتّى اضطرَّه
ذلك إلى ترك مدينة بعلبك سنة 955 هـ والرجوع إلى بلدته جباعولم يَنتهِ الحقد الدفين في قلوب أعدائه فقتل على
أيدي التكفيريين بوشايةٍ من قاضي مدينة صيداوذلك في الخامس عشر من شهر رمضان 965 هـ على ساحل البحر واحتز رأسه
وترك جسده الشريف على الأرض وكان بتلك الأرض جمع من التركمان فرأوا في تلك الليلة
أنواراً تنزل من السماء وتصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة وتتلمذ على يديه نخبة من
أبرز العلماء وله أكثر من أربعين مؤلفاً وكتاباً ويذهب البعض إلى أن الشهيد الثاني
كان أول من صنّف في الدراية عند الشيعة وتمتاز مؤلفات الشهيد الثاني بدقّة النظر
وعمق المعنى وجزالة التعبير وحسن الأسلوب وقد وُفّق لكتابة جملة من الكتب التي ما
زال بعض منها معتمد في التدريس في الحواضر العلمية عند الشيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق