ما معنى رَزِية يوم الخميس ؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم
صلِّ على محمد وآل محمد
عندما إشتدد مرض النبي (ص) قال لمن حوله :" اِئتُوني بالكَتفِ والدَوَاة أكتبُ لَكُم كِتاباً
لَن تَضِلُّوا بَعدَهُ أَبَداً "
فإشتدَّ الخلاف بين القوم فطائفة حاولت تنفيذ ما أمر به رسول الله
(ص) وأخرى أصرّت على معارضتها خوفاً على فوات مصالحها حتى إنبرى عمر بن الخطاب
فقال : إن النبي لَيَهجُر !!
فتناسى بقوله هذا مقام النبي (ص) الذي زكاه الله وعصمه من الهجر
وتناسى قول الله تعالى {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم وَمَا
غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ
شَدَيدُ القُوَى } وقوله تعالى { إِنَّهُ
لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ
ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ }.
فكان ابن عباس إذا ذُكر هذا الحادث الرهيب يبكي حتى تسيل دموعه على خديه
ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ؟!! .
فكانت
رزية الإسلام الكبرى يوم رحيل بين النبي (ص) وبين الكتاب العاصم للأمة من التشرذم
والفرقة
*
رزية يوم الخميس كما ذكرها البخاري في صحيحه
أخرج البخاري في صحيحه (4/4168) عن ابن عباس قال : يوم الخميس وما يوم
الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتاباً لن
تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي نزاع فقالوا ما شأنه ؟ أهجر استفهموه
فذهبوا يردون عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصاهم
بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم و
سكت عن الثالثة أو قال فنسيته
وحسبك منها ما أخرجه البخاري في باب قول المريض " قوموا عني " من
كتاب المرضى من صحيحه بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما حضر
رسول الله ( ص ) : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي ( ص ) : هلم أكتب
لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر : إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن
حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي
كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما اكثروا اللغو والاختلاف
عند النبي (ص ) قال رسول الله ( ص ) : قوموا : قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول
: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلافهم ولغطهم
وهذا الحديث مما لا كلام في صحته وقد أورده
البخاري في كتاب العلم أيضا من صحيحه
وأخرجه مسلم في آخر الوصية من صحيحه
ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده
وسائر المحدثين وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه
بالمعنى ولفظه الثابت عن عمر أن النبي يهجر لكنهم ذكروا أنه قال " إن النبي
قد غلب عليه الوجع " تهذيبا للعبارة وتقليلا لما يستهجن منها
وهذا التصرف لا يبرأ ساحة القوم مهما حاولوا
التلاعب بالألفاظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق